الأمن السيبراني.. ماذا تعرف عنه؟ وما موقع الأردن؟

في عصر الحوسبة والرقمنة باتت مسألة الأمن والسلامة الرقمية مصدرَ قلق واهتمام دوليِّ، حتى باتت مادة دسمة لكثير من المؤتمرات والحوارات الدولية التي تستضيفها العواصم الرئيسة في العالم، سواء في الشرق أم الغرب.

نتيجة ذلك ظهر على السطح مفهوم الأمن السيبراني الذي يهدف إلى حماية الأجهزة والشبكات والتطبيقات والبيانات من المخاطر والتهديدات التي تحيق بالمؤسسات، وتستهدف بيانات عملائها، ما يتطلب الأمر السعي لحماية مصالح العملاء.

لمحة عامة عن الأمن السيبراني

مع نهاية الحرب الباردة بعد عام 1990م ظهرت بواكير الأمن السيبراني مع ظهور مصطلحات؛ مثل حرب الإنترنت، والحرب السيبرانية، وعرفته الموسوعة البريطانية على أنه حماية نظم الحوسبة والمعلومات من الأضرار والسرقة والاستخدام غير المصرح به.

وعرفته وكالة سي آي إس إيه الأمريكية على أنه فن حماية الشبكات والأجهزة والبيانات من الوصول غير المصرح به، أو الاستخدام الإجرامي، ويمثل ممارسة ضمان سرية المعلومات وسلامتها وتوافرها.

أهمية الأمن السيبراني

تلجأ شركات الطاقة والنقل والتجارة والتأمين وغيرها إلى توظيف التكنولوجيا الرقمية في خدمة عملائها، وحفظ مواردها المادية، ما يستدعي اللجوء لوسائل مبتكرة في حماية البيانات من أي اختراقات تهدد تلك الخدمات والأصول.

وتستهدف الشركات من إجرائها عملية تأمين أنظمتها وبيانات عملائها ضمان:

- تقليل النفقات الناجمة عن الانتهاكات والحد منها.

- ضمان الامتثال للوائح الشركات والمنظمات.

- الحد من التهديدات السيبرانية المتطورة التي يلجأ إليها مجرمو السيبر غالبًا.

أنواع الهجمات التي يواجهها الأمن السيبراني

يتحمل مسؤولو الأمن السيبراني مسؤولية مواجهة أنواع الجرائم تمامًا كما الأمر بالنسبة للشرطة التقليدية في المجتمع البشري، لكن أنواع الهجمات تتمثل في:

- البرامج الخبيثة والضارة.

- فيروسات الفدية التي تستهدف الابتزاز المادي.

- هجوم الوسيط المتمثل بالسيطرة على البيتنات من طرف خارجي.

- التصيد الاحتيالي المبني على الهندسة الاجتماعية، ويعتمد على التغرير بمستخدمي الشبكات.

- الهجوم الموزع والهادف لتعطيل الخادم عبر مجموعة كبيرة وغير تقليدية من الأوامر في الآن ذاته.

- التهديدات الداخلية.

الأمن السيبراني والهجمات الإلكترونية

أنواع الأمن السيبراني

ينقسم الأمن السيبراني إلى مجموعة من الأسر التي تجتمع على توفير الأمن والحماية للفضاء السيبراني، ومن تلك الأسر:

- أمن النظم الأساسية كنظم الطاقة والنقل والاتصالات.

- أمن الشبكات.

- أمن السحابة.

- أمن إنترنت الأشياء.

- أمن البيانات.

- أمن التطبيقات

- أمن نقاط النهاية.

مكونات استراتيجية الأمن السيبراني

تتمثل في:

- الأفراد، وتوعيتهم بالتهديدات الأمنية، ما قد يمثل خط الدفاع الأول لصد الهجمات.

- العملية، وتتمثل بإطار العمل الأمني الذي يتبعه المعنيون بالأمن السيبراني.

- تقنيات الأمن السيبراني.

- مبادئ الأمن السيبراني.

مبادئ الأمن السيبراني

ويعتمد الأمن السيبراني على مجموعة من المبادئ، أبرزها:

- انعدام الثقة بالتطبيقات والمستخدمين المستضافين داخل المؤسسة.

- تحليل سلوك نقل البيانات لمراقبة ورصد السلوكات المشبوهة.

- توظيف نظم كشف التسلل.

- التشفير السحابي.

أدوات الأمن السيبراني

ويعتمد الأمن السيبراني على مجموعة من الأدوات، أهمها:

- جدار الحماية الذي يحجز الشبكات الداخلية عن الخارجية.

- أنظمة منع التسلل وكشفه.

- برامج مكافحة الفيروسات.

- ماسحات الثغرات الأمنية.

- أنظمة معلومات الأمن وإدارة الأحداث.

- معدات التشفير واختبار الاختراق.

- معدات منع فقدان البيانات.

خصائص رجال الأمن السيبراني

ويتميز رجال الأمن السيبراني بمجموعة من المزايا التي تعد متطلبات لممارستهم العمل، تتمثل في:

- المؤهلات العلمية كنيل درجات البكالوريوس في الأمن السيبراني أو أمن الشبكات وعلم الحاسب الآلي، والشهادات المتخصصة مثل؛ أخصائي أمن النظم المعلوماتية أو الهاكر الأخلاقي أو مدير أمن المعلومات أو مدقق نظم المعلومات، وأي دورات ذات صلة.

- مهارات التحليل القوية والمعقدة.

- التنبه للتفاصيل دومًا.

- الفضول والحافزية نحو التعلم.

- مهارات حل المشكلات.

- المرونة والتكيف.

مميزات رجال الأمن السيبراني

الأمن السيبراني في الأردن

خسر الاقتصاد الأردني نتيجة الهجمات السيبرانية وفق رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني بسام المحارمة نحو 150 مليون دينار سنويًا، وذلك بمشاركته ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس عام 2024م، وحل الأردن في المركز 27 عالميًا عام 2024م ضمن تصنيفات الاتحاد الدولي للاتصالات منتقلًا من المركز 71 عام 2020م.

ونشأ في الأردن في السنوات الماضية إلى جانبوحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام ومجموعة من الوحدات التابعة للقوات المسلحة الأردنية المركزُ الوطني للأمن السيبراني بهدف بناء منظومة أمنية فاعلة رقميًا، ومواجهة التهديدات الأمنية السيبرانية مع وثوب الأردن نحو الرقمنة، لا سيما بعد جائحة كورونا التي تمثل أهم نقطة تحول في تاريخ هذا النوع من العلوم الأمنية.

وإلى جانب عدد من الجامعات الحكومية والخاصة، توفر منصات تعليمية عدة مثل منصة إدراك إحدى مبادرات الملكة رانيا العبد الله التعليمية برامجَ متخصصة في الأمن السيبراني، بهدف رفد السوق المحلي بالمتخصصين في هذا المجال، وتكوين ثقافة شعبية متطورة إزاء هذا النوع من العلوم.

وصدر العام 2019م قانون الأمن السيبراني الأردني الذي مهد إلى ظهور المركز الوطني للأمن السيبراني الذي يعد منصة تجمع مؤسسات عدة معنية في تعزيز الأمن السيبراني.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة