مع اتجاه معظم الشركات الكبيرة والصغيرة والمؤسسات إلى التحول الرقمي بدأت تظهر مشكلة فجوة المهارات لدى العاملين والموظفين الذين لا يستطيعون استيعاب هذا التحول على النحو المطلوب فيما يخص مهارات التكنولوجيا وعلوم البيانات.
وهي مشكلة لا يستطيع التوظيف أن يحلها كاملًا، لذا تلجأ شركات عدة إلى تدريب الموظفين وإكسابهم هذه المهارات المطلوبة، ما قد يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والمال؛ لذلك ظهرت الأكاديميات الرقمية التي تطرح نفسها حلًّا مثاليًّا لحل مشكلة فجوة المهارات الرقمية.
وفي هذا المقال نوضح كيف تعمل الأكاديميات الرقمية، وكذلك كيف يمكن أن تساعد الشركات في مرحلة التحول الرقمي.
اقرأ أيضًا: كيف تساهم تقنية البلوك تشين في تغيير العالم الرقمي؟
فجوة المهارات الرقمية
تتجلى فجوة المهارات الرقمية لدى الشركات التي تحاول مواكبة العصر باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة عندما تتعامل مع الواقع الذي يعاني ندرة الموظفين أصحاب الكفاءات والمهارات العالية فيما يخص التكنولوجيا الرقمية، ما قد تلجأ معه الشركات إلى توظيف أشخاص جدد، لكن الأمر لا يمكن حله بهذا الأسلوب فقط؛ لذا تلجأ الشركات إلى تدريب الموظفين الحاليين لتعريفهم إلى التكنولوجيا الجديدة.
يحتاج الأمر أيضًا إلى كثير من الوقت لكي يتقن الموظفون هذه المهارات، ويسمح لهم بالتجربة التي قد تنجح أو تفشل عدة مرات قبل عملية إتقان المهارات، ما يعود بعدد من الفوائد على الشركات والمؤسسات التي تعتمد على تطبيقات الابتكار والإنتاجية والتحول الرقمي وبرامجهم.
والأمر لا يبدو بهذه السهولة لتصبح فكرة التعلم نفسها عبئًا كبيرًا على الموظفين، إضافة إلى أن الشركات لا تقدم أي مكافآت مقابل هذا العبء، ما يجعل عملية تطوير الموظفين وتعليمهم مسألة مجهدة للطرفين.
كذلك فإن المنصات التي تسمح للموظفين بالتعلم الذاتي لا تقدم سوى بعض الموارد العامة فيما يخص التكنولوجيا الرقمية وعلوم البيانات، في حين تحتاج الشركات والمؤسسات إلى ثقافة تكنولوجية محددة تتناسب مع البرامج والتطبيقات الخاصة بالعملية الإنتاجية، لذا فقد يبذل الموظفون كثيرًا من المجهود في عملية التعلم الذاتي دون جدوى كبيرة فيما يخص دينامكية العمل في المؤسسة.
اقرأ أيضًا: كيف تبدأ عالمك رقميا
الأكاديميات الرقمية
ظهرت الأكاديميات الرقمية حلًا لمشكلة فجوة المهارات وخيارًا رائعًا للشركات التي ترغب في عملية التحول الرقمي والحصول على الخدمات والمنتجات والتطبيقات بمعايير عالية، إضافة إلى عدد من المميزات الأخرى مثل:
- تتعامل الأكاديميات الرقمية حسب ثقافة الشركة وأهداف المؤسسة، فتطوع المواد التكنولوجية والخدمات؛ لتتناسب تمامًا مع مسار الشركة وطموحاتها وإمكاناتها.
- تقدم أكاديميات رقمية عدة البرامج والخدمات الخاصة بها تجريبيًا، ما يوفر كثيرًا من الحرية للشركات والمؤسسات، فيمكنهم تجربة هذه البرامج، والحكم عليها دون ارتباط مكلف، لذا لا توجد خسائر في عملية الاستعانة بالأكاديميات الرقمية.
- تستطيع الأكاديميات الرقمية تدريب الموظفين القدامى والجدد ومساعدة المديرين في عملية المعرفة والوعي بعلوم البيانات والثقافة الرقمية، وكذلك تأثيرها في مسارات العمل المختلفة.
- إضافة إلى البرامج الخاصة بمسار العمل في الشركة أو المؤسسة تثقف الأكاديميات الرقمية الموظفين بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الرقمية وعلوم البيانات إلى هذه اللحظة، ما يجعلهم مستعدين لقبول أي تطور جديد في المرحلة القادمة.
- يمكن للأكاديميات الرقمية أن تتعامل مع شرائح عدة من الموظفين؛ لذلك هي صالحة لتطوير جميع أنواع الموظفين وتدريبهم مهما كانت درجة ثقافتهم أو معرفتهم التكنولوجيا، وذلك بمجموعة من البرامج التي توفر لهم مستوًى عاليًا من التدريب والمعرفة في أوقات قصيرة، ما قد يصنع طفرة على مستوى التحول الرقمي في الشركات التي تعاني غياب ثقافة التكنولوجيا وتتسع بها فجوة المهارات.
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي وأثره في المجتمع
نصائح للاستفادة من الأكاديميات الرقمية
إذا كنت ترغب في تنفيذ أحد برامج التحول الرقمي لشركتك أو مؤسستك مهما كان حجمها أو حجم نشاطها، وقررت التعامل مع إحدى الأكاديميات الرقمية، توجد بعض النصائح التي توفر لك استفادة كبيرة من هذه التجربة:
اعرف احتياجاتك
يجب أولًا أن تعرف احتياجات المؤسسة أو الشركة، وكذلك احتياجات الموظفين، وتختلف هذه الاحتياجات من شخص إلى آخر، لذا لا يمكن أن يتلقّى الموظفون كلهم المساعدة والتدريب والتثقيف نفسه، ما يدفعك إلى تقسيم الموظفين إلى مجموعتين أو ثلاث أو أكثر حسب درجة وعيهم ومهاراتهم المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية قبل التعاقد مع إحدى الأكاديميات الرقمية.
المشروعات التجريبية
حاول أن تكون مدة التدريب والتعاون مع الأكاديمية الرقمية من مشروعات تجريبية تخص شركتك أو مؤسستك، فيحمل الموظفون المشروعات الخاصة بهم في أثناء التدريب والتعامل مع الأكاديمية؛ لتطبيق التكنولوجيا والبرامج والمهارات على المشروعات التي يعملون عليها، ما يعظّم من عملية الفهم والوعي، بالإضافة إلى الاكتساب السريع للمهارة، وتكوين الخبرات في أثناء مدة التدريب والتعلم.
علاقة التعلم المستمر
يجب ألا تنتهي علاقتك بالأكاديمية الرقمية بعد تدريب الموظفين أو الاستعانة ببعض خدماتها التكنولوجية والرقمية، وإنما يجب أن تطوّر هذه العلاقة، وتحولها إلى علاقة تعلم مستمر، فيمكنك الحصول على المشورة والمعلومة في أي وقت، بالإضافة إلى انفتاحك على العروض التي تقدمها الأكاديميات التي يمكنك استغلالها فيما بعد، فلن تنتهي فكرة التعلم واكتساب المهارات ما دامت التكنولوجيا تتطور، والأعمال تستمر.
اختيار الأكاديمية الفعالة
من المهم أن يكون تعاملك مع إحدى الأكاديميات ذات الخبرات العالية والإمكانات الكبيرة التي تسمح لشركتك بالحصول على أعلى مستوى من الكفاءة والمهارة والقدرات التدريبية ومواكبة آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الرقمية، ما يحتاج منك إلى المقارنة بين عدد من الأكاديميات الرقمية الموجودة على الساحة، ومعرفة تاريخها مع الشركات والمؤسسات التي تعاونت معها قبل الشروع في التعامل معها.
جرب أولًا
تسمح أكاديميات رقمية عدة ببعض المحاضرات التجريبية وبعض البرامج المجانية التي تعد نوعًا من أنواع التسويق الذي يمكنك الاستفادة منه، فيمكنك الحصول على بعض الخدمات المجانية والتجريبية سواء للاستفادة في تجربة التحول الرقمي أم لتطوير مستوى الموظفين ومهاراتهم، ما يسمح لك بالمقارنة بين أكثر من أكاديمية، والاطمئنان إلى الخدمة التي ستحصل عليها في حال التعاون مع إحدى هذه الأكاديميات الرقمية.
أوجد الدوافع وقدّم الحوافز
لا يتعلق الأمر فقط بالحصول على خدمات إحدى الأكاديميات الرقمية، وإنما يحتاج إلى كثير من إعداد الموظفين والمتدربين وتهيئتهم؛ لذا يجب أن تتعامل معه بكثير من الذكاء، وتشرح أهمية التطور للفرد وللمؤسسة لخلق الدوافع لدى الموظفين في اكتساب المهارات بسرعة وجدية، ويمكنك تقديم بعض الحوافز في أثناء التدريب على التكنولوجيا الجديدة للأشخاص الذين يظهرون استجابة وتطورًا سريعًا؛ لصنع حالة من المنافسة التي تعود بالنتائج الطيبة.
اقرأ أيضًا: المهارات الرقمية والنجاح في العالم الرقمي
وهكذا فإن مسألة التحول الرقمي أصبحت واقعًا لا بد من التعامل معه بسرعة ودراية في الوقت نفسه، فمشكلة فجوة المهارات تحتاج إلى وجود حلول ضمن الإمكانات المتاحة؛ لذا فإنّ التعامل مع الأكاديميات الرقمية قد يكون حلًا مناسبًا للشركات والمؤسسات التي تسعى للبقاء ورفع مستوى التنافسية وتحقيق النتائج.
وفي النهاية نرجو أن نكون قدمنا لك الإفادة من هذا المقال الذي تحدث عن الأكاديميات الرقمية، ودورها في سد فجوة المهارات، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات، ومشاركة المقال عبر مواقع التواصل؛ لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.