الأفكار المشوهة وكيفية تأثيرها في المجتمع

تنبثق أفكارنا ومعتقداتنا عامة من طريقة رؤيتنا للعالم، بسبب ما نتعلمه وما نتلقاه من المجتمع والتربية والثقافة والعادات والتقاليد، وكل التجارب والخبرات التي نمر بها في حياتنا.

ولكن توجد أفكار نعُدُّها صحية، بحيث تساعدنا في التطور والنمو، والسير في طريق الرفاهية الفكرية، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الأفكار المشوهة وأنواعها 

اقرأ أيضًا ما مراحل صناعة الفكرة؟ وكيف تمتلك فكرة جديدة؟

أنواع الأفكار المشوهة

وعلى العكس من ذلك توجد أفكار غير صحية، تعيقنا عن التقدم في مراحل مختلفة من حياتنا، مثلًا عندما يمر الفرد بتجارب عدة غير ناجحة، مثل عدم نجاح مشروع معين، يتوهم أنه غير محظوظ أو بلغة أخرى "فاشل"، فتنمو هذه الفكرة وتزداد ضخامة لتصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيته، فتحبط عزيمته، وتشل محاولته للوقوف من جديد، فيتخلى عن المحاولة مرة أخرى.

هذه الصورة من الأفكار المشوهة، تحد إمكانياتنا، وتلهيتا عن تحقيق طموحاتنا.. ولمعرفة هذه الأفكار المعيقة، قسَّم علماء النفس هذه الأفكار إلى خمسة عشر نوعًا.. وهي الآتي ذكرها:

المصفاة

وتعني المصفاة العقلية، وهي التركيز المفرط على النقاط السيئة فقط.. مثل التركيز على فكرة أنه غير محظوظ.

التفكير القطبي

هذا النوع من التفكير يتجه نحو قطبين، إما أبيض، وإما أسود، ويعني ذلك أن أقوم بالشيء على أكمل وجه، أو أن أتجنب القيام به مطلقًا، وهذا يعيقنا عن التعلم، واختبار الفرص.

التعميم

ويتمثل في تعميم فكرة ما على بقية المواقف التي نتعرض لها، كأن يقول أحدنا: "دائمًا يحدث معي هكذا".

التسرع في الاستنتاج

وحينئذ يأتي دور الاستعجال في الاستنتاج، والحكم المسبق على أننا قادرون على فهم أفكار الآخرين، أو التنبؤ بمصير العلاقات، وكذلك المستقبل.

التضخيم أو التهوين

إما تهويل الأمور، أو ما يسمى بالتفكير الكارثي، أو عكس ذلك تهوين الأمور واستصغارها بطريقة تعسفية.

الشخصنة

وهي الاعتقاد الراسخ بأن كل شيء يحصل حولنا له علاقة بنا، ونحن السبب في حدوثه.

حب التحكم الخاطئ

الشعور بالسيطرة والتحكم، مثال: عندما يقول أحد الموظفين في شركة ما، إنه غير قادر على القيام بمهمة معينة، بتعلة أن الشغل فوضوي وغير مضبوط، يشعر الشخص المتحكم بأنه مسؤول عن ذلك، ويجب أن يتصرف لحل المشكلة.

لا سيّما لو تطلب الأمر ساعات إضافية، للسيطرة على الوضع، حتى وإن كانت الأسباب داخلية، يشعر ذلك الشخص المتحكم بأنه المسؤول عن سعادة أو تعاسة الآخرين.

العدالة الخاطئة

اعتقاد الشخص أنه هو الوحيد القادر على تطبيق مبدأ العدالة، أما الآخرين فلا علاقة لهم بذلك.

اللوم

لوم الآخرين واعتبارهم المسؤولين عن وجعنا العاطفي، أو ظروفنا الحالية.

شعور الواجب

ويتمثل في وضع قوانين لا بد من اتباعها، سواء لأنفسنا أو للآخرين، ويشعر الشخص بالسخط والغضب، والشعور بالذنب إذا كسر هذه القوانين أو تجاوزها.

الاستدلال العاطفي

الاعتقاد بأن شعورنا الداخلي لا بد أن يكون صادقًا وحقيقيًّا. مثلًا شعور الشخص بأنه ممل، فينمو هذا الاعتقاد ويصبح نوعًا من التشويه الذاتي المقيت.

التغيير الخاطئ

أن يعتقد الشخص أن الناس من حولنا يجب أن يتغيروا.

التصنيف العالمي

أن يعمم الشخص صفة معينة، يمكن أن تكون سيئة، أو حسنة، على جميع الناس في العالم، مثل قوله: "كل الحكام فاسدين". فكلمة "كل" هي التعميم.

دائمًا على حق

هذا النوع من التفكير يجعل صاحبه يعتقد أن كل ما يقوله أو يفعله صحيح، ولا مجال فيه للشك، لذا لا يمكن التنازل أو التراجع عنه.

مبدأ المكافآت الخاطئ

أن يعتقد الشخص، أنه يستحق المكافأة على كل شيء يفعله، ولو حدث عكس ذلك يشعر بالغضب والسخط الشديد على الحياة.

وختامًا، يمكن القول إن هذه الأفكار والمعتقدات المشوهة، تُسهم بطريقة لا واعية في تخلفنا الفكري والحضاري، وتجعلنا قاصرين على فهم المعنى الإيجابي والحقيقي للحياة، وتحدُّ تواصلنا الصحي والسليم مع الآخرين، وتجعل الإنسان منغلقًا على نفسه، عاجزًا عن تحقيق رؤية جديدة وبناءة للوجود الإنساني في هذا العالم.

نحن إذًا مطالبون بإدراك ومعرفة هذه الصور الفكرية المشوهة والمعيقة، والعمل على التخلص منها، وتحقيق حياة أقرب إلى التوازن الفكري والعاطفي والنفسي.

وهذا يحيلنا إلى موضوع آخر، غاية في الأهمية ألا وهو الذكاء العاطفي ودوره في صقل شخصية الفرد بما يتلاءم مع متطلبات الحياة الإنسانية السليمة والبناءة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال فى غاية الروعة حقا
اسعدنى كثيرا أرجو التواصل معك
واتس أرسل رقمك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا سعاد ، شكرا على تدخلك الرائع
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة