يمكن أن نقول إن الأدب وسيلة للتعبير عن قضايا المجتمع، مثله مثل باقي الوسائل الأخرى كالمسرح، والرواية، والسينما، والفن التشكيلي، وغيرها. قد تغيرت وسائل التمركز في القوى بين الشعوب، إذ كانت الأسلحة المادية تمثل القوة لأي دولة تمتلكها، لكن ما نراه في هذا الزمان هو أن الدولة القوية هي التي تعتز وتحافظ على ريادتها بالفن، وبالأدب، وبالأفكار التي تطلقها على الوسائل المادية والمعنوية.
فنحن، بصفتنا مجتمعات متخلفة، ما زلنا نرى أن الأدب مجرد شخصيات وأحداث موجودة في رواية أو قصة، وبمجرد أن تنتهي الرواية ينتهي الأدب.
فما الأدب؟ فقد عرفته الأستاذة زكية علال بأنه المرآة التي تفصح عن حال المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية حتى السياسية، وإن لم يكن كذلك، فهو مجرد كلام عادي لا يؤثر ولا يتأثر.
إذا طرحنا سؤالًا: كيف عَرَفْنا حال المجتمعات التي سبقتنا؟ فقد كان للشعر الجاهلي دورٌ مهمٌّ في توصيل رسالة ووصف ما عاشته الأمم، وكان ظهوره قبل ظهور الإسلام، فقد كان كالمرآة التي تظهر الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى طبيعة الصحراء التي عاش فيها الشعراء، وأيضًا العادات والتقاليد التي كانوا يقتدون بها، ووصف الصراعات والحروب بين القبائل.
قد لا نعطي الأدب أهمية كبيرة، إلا الأقلية، فقليل من يقرأ الروايات والقصص ويتغلغل في أعماقها، فانعدام المطالعة نتيجته الجهل بمفهوم الأدب العربي.
قد يظنه البعض مجرد قراءة للنصوص العربية وشرحها وإعراب الكلمات والنحو وغيرها، لكنه لا يعلم أن بالأدب ازدهرت الأمم، فالأدب هو التعبير الإنساني عن عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية.
قد أسهم الأدب العربي في بعض القضايا العربية، فهناك بعض الروايات العربية التي دافعت عن الهوية الوطنية، ومنها ما كشف عن جرائم المستعمر، كرواية "نار الحرية" لعز الدين ميهوبي، و"ملحمة عربية" لأنطوان سعادة... وغيرها من الروايات التي كشفت ما لم يكشفه التاريخ، لذا فمفهوم الأدب العربي لا يقتصر على ما عرفناه في مسيرنا الدراسية، بل هو أعمق من ذلك، لذا نقول إن الأدب هو حقًّا مرآة للشعوب.
👍👍👍
شكرا لك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.