عبد الكريم محمد العيسوي أغسطس 24, 2023, 4:58 م

الأخطاء الشخصية.. كيف نتفهم أخطاءنا؟

إنَّ الدخول في مرحلة نضح الشخصية واتزانها يعينُ الفردَ على الوقوف حيال مسألة التمييز بين الأخطاء على حساب جسامتها، ذلك وإن كنا مميزين فإنَّ ثمة قيمًا سنحصِّلها على المستوى النفسي والاجتماعي في كليَّتهما، بدءًا من تجنب التعصب أو التعامل مع الأخطاء بنقمة أو بعدوانية تصل إلى حد جلد الذات أو لوم الآخرين ومواجهتهم بحقيقة أنفسهم، وأحيانًا تكون ردود الأفعال جسيمةً أكثر من الأفعال ذاتها.

كيف نتفهم أخطاءنا؟

كذلك نرى تلذذ الفرد في العيش في شعائر جو المؤامرات، وأيضًا ثمة قيمةٌ نحصِّلُها على المستوى الروحي وهي التحرر من الرمي على الخالق والقدر أو العالم الآخر والغيبيات كالحسد والسحر والأمراض الاجتماعية أو حتى تعليق أخطائنا على شماعة الأمراض النفسية المَعِيشة.

وعندما ننظر إلى الأخطاء بعين بصيرة دون اتخاذ أيِّ قرار مما أسلفنا نرى نوعينِ من الأخطاء، أحدهما الخطأ المتعلق بأمور مصيرية على الصعيد الفردي أو الأسري حتى الاجتماعي، ذلك الخطأ الذي يصعب غفرانه، لكنَّ عدم تجاوزه يجعل الإنسان ساكنًا خلف أطلال ديار الجمود.

لا ينطلق بعزيمة ونشاط إلى ما ينتظره من مشاوير حياتية أشدَّ بكثير مما هو ينظر في مخيلته وما هو مخزن مواقف تكون ميزانًا لما هو جديد من مواقف. والآخرُ الخطأ الروتيني المتكرر الذي يحدث دومًا وباستمرار، ذلك الخطأ الذي يُرى بعين الشخص المثالي لربَّما يتكاثر ويتفاقم على المدى البعيد فينتجُ لنا كارثةً لا نستطيع مجابهتها، فيتصورُ حلولًا مثالية أهمها التصيُّدُ دون التمرير، وهنا يكون قد أهلك نفسه وأعصابه في أمور لا طائل له فيها.

اقرأ أيضًا كيفيّة تطوير الذات

تابع كيف نتفهم أخطاءنا؟

وعندما نكون أمام حلول عملية للأخطاء، يجب أن نتفهم بدايةً أن ورود الأخطاء على أي مسيرة حياتية هو أمر طبيعي ووارد جدًّا، لكن ثقل الأمر على النفس هو الذي يحدد طريقة الاستجابة له، وعند التفرُّدِ للحلول نبدأ من تمرير الأخطاء الروتينية المتكررة إلى حد لا يتجاوزُ تراكمها وإن استطعنا استئصالها من البداية.

ثم إنَّ الأخطاء المصيرية أشدُّ مضاضة على النفس، ولربما إظهار الاعتذار أو احتواء الموقف عند عدم امتلاك أي وسيلة لاسترجاع الأمر لما كان عليه لربما يهوِّن من هولها.

وعندما يزداد وعيُنا ويتسع قلبُنا ليتفهم كل ذلك، نضطر إلى ربط الأخطاء بالتوبة أو الاعتذار، ذلك أقلُّ ما في الأمر كفيلٌ ألا يحمِّل النفسَ أعباءَ حقدها.

استكشف المزيد حول الأخطاء النفس الشخصية الذات

بقلم عبد الكريم محمد العيسوي

ناشط لدى المكتبات و المؤسسات الثقافية . أحمل شهادة الليسانس في القانون الخاص . و أدرس الماستر في قانون الأعمال .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

لحظة هدوء

أغسطس 25, 2023, 10:55 ص

جميل و مفيد

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة