نظرًا إلى توسع المجال الإلكتروني، زادت وسائل التواصل الاجتماعي، وكثر فيها كمُّ المعلومات الهائلة المتدفقة، وهنا لا نستطيع التفريق بين المعلومات الحقيقية والأخبار الكاذبة. وتوسع مدى انتشار المعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة؛ لذا يبرز دور الصحفي حارسًا أمينًا على حقيقة هذه الأخبار، فإنه ليس مجرد ناقل فقط لها، بل هو باحث عن حقيقتها وكاشف عن جميع خباياها. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الأخبار الكاذبة: دور الصحفي في كشف الحقائق.
اشترك الآن في كورس التحرير الصحفي
ما دور الصحفي؟
في ظل انتشار الأخبار الكاذبة على مدى واسع في المجتمع، تأتي أهمية دور الصحفي ومسؤوليته في كشف الحقائق، ومن أهم أدواره:
توثيق ونقل المعلومات التي تُعرف فقط مصادرها، ومن أين تم الحصول عليها، وتوضيح مجال رؤيتها المطروحة، ويمكنه وضع الدلائل على صحتها إذا أمكن وجودها حتى يسهل على القارئ التصديق.
يسهم الصحفي في تصحيح الأخطاء وكشف الشائعات، عن طريق الاهتمام بمعرفة صحة الخبر ومواجهة الأخبار غير الصحيحة بتبيان الخبر السليم، كذلك من واجبه مواجهة الحملات التضليلية التي تهدف إلى تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام في المجتمع.
يجب أن يمتاز الصحفي ببعض الأخلاقيات التي تجعله ينقل المعلومات بدقة، دون أن يتدخل فيها أو يضيف إليها ويُحرفها، حتى لا يُغير في مضمونها، وهذه أفضل الوسائل للوثوق ببعض الصحفيين من قِبل الأفراد في المجتمع.
يؤدي الصحفي دورًا حيويًّا في دفع عجلة التغيير الإيجابي في المجتمع، بكشف المشكلات المختلفة التي تنتشر في المجتمع، واقتراح الحلول للأفراد حتى يصبح المجتمع أفضل من قبل.
يعمل الصحفي على كشف الفساد وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة، ومحاسبة المسؤولين بطريقة تعزيز الوضوح والشفافية، ويمكنه إجراء مقابلات عدة مع كثير من النماذج الفاسدة في المجتمع، حتى يسلط الضوء على أساس الخطأ ومحاولة كشف الحقائق.
ولأن الصحافة تؤدي دورًا كبيرًا في تطوير المجتمعات، فمن واجب الصحفي أن يسهم في كشف الحقائق المبهمة للأفراد، وتسليط الأضواء على القضايا المهمة في المجتمع.
يقدم الصحفي التوعية السليمة للأفراد عن طريق نشر المعلومات الدقيقة والموثوقة فقط للمجتمع العام، ما يساعد الأفراد على اتخاذ القرارات المستنيرة.
يدافع الصحفي عن حقوق الإنسان، ويجب عليه حمايتها والمناداة بالحريات الأساسية للإنسان السوي في المجتمع، كذلك يجب عليه أن يكشف الانتهاكات التي تتعرض لها بعض الطبقات والفئات في المجتمع.
من أهم الأمور التي تجعل دور الصحفي في كشف الحقائق مهمًّا في المجتمع، ميزته في أنه يستطيع توثيق الأحداث بطريقة بسيطة ودقيقة، ويستخدم أسلوبًا واضحًا في تقديمه المعلومة لتناسب جميع الأفراد في المجتمع.
يمكن للصحفي أن يستعين بوسائل تحرٍّ كثيرة، منها إمكانية الاستعانة بالبحث العكسي عن الصور والفيديوهات حتى يتحقق من صحتها، كذلك يمكنه تحديد الموقع الجغرافي للفيديو والصور المنشورة في الأخبار الكاذبة، وبه يستطيع الكشف عن البيانات الوصفية عن صحة هذه الصور والفيديوهات.
الصحفي لا بد أن يتفاعل مع كل ما يقدمه الجمهور من معلومات، إذ إنه في الأول يعد فردًا من المجتمع، فالمعلومات غير الدقيقة سوف تؤثر فيه كما تؤثر في غيره من الأفراد، لذلك تزداد أهمية دوره في كشف الحقائق.
يجب على الصحفي الجيد أن يتسلح بالمعرفة التامة والثقافة الواسعة، وعدم تصديق أيًّ من الأخبار حتى يتحقق من صحتها ويقدم الحقيقة للجمهور، فهو يعد العين الساهرة على مصالح الشعب الذي هو منه كذلك.
يمكن أن يتعرض الصحفي لكثير من الضغوطات سواء كانت سياسية أو غيرها، وقد يؤثر ذلك في قدرته في كشف الحقيقة، ولكن هنا يأتي دور أخلاقيات المهنة للصحفي الجيد والالتزام بالعمل وفق ضميره الشخصي.
يمكننا القول في نهاية مقال اليوم الذي كان بعنوان (الأخبار الكاذبة: دور الصحفي في كشف الحقائق) إن دور الصحفي في كشف الحقائق هو دور أساسي في أي مجتمع، ويجب علينا دعم الصحافة والوثوق بالصحفيين، حتى يعود علينا ذلك بالنفع، ويجعلهم أكثر إصرارًا على تقديم الأخبار الصادقة من أجل الحفاظ على صحة المجتمع.
أتمنى أن يأخذ الكتاب والصحفيين حريتهم الكاملة لكشف الحقيقة ورغم كل الصعاب تبقى أمامنا قصص كليلة ودمنة والف ليلة وليلة شاهدة على محاولة الكتاب المستمرة في كشف الحقائق ولو بطرقة مستترة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.