كثيرًا ما نجد أجدادنا وكثيرًا ممن نعرفهم يتوارثون القيم الاجتماعية والأخلاقيات العامة في كل شارع، بالحفاظ على النفس وحمايتها، وعدم التعدي عليها، لا بالنظر ولا بالكلام البذيء، ولا بردة فعل سيئة، ولا نيات خبيثة.
فهم يتمتعون بالإخلاص، ولا مكان للنفاق بينهم، وذلك من ترابط الأسر وحلول البركة بهم وفي كل شيء.
اقرأ أيضًا هل يمكن أن نقسم الأخلاق ونختار المناسب لنا من بينها ؟
لماذا يحن الناس لكل شيء قديم؟
تلك عبارة يذكرها الجميع في كل موقف يشاهده ويشترك فيه، غير مناسب للعامة ولا للثقافة العربية الاجتماعية والأخلاقيات العامة للمجتمع؛ فكل فعل مضاد لفعل السابقين يعتقد بعض الأشخاص أنه خطأ ولا يجب فعله.
والحنين للماضي ليس للعادات المتوارثة فقط، بل لكل شيء عاش فيه الفرد وحنَّ إليه بكل تفاصيله، فيعتقد أنه أفضل الأزمان وأشرف الأفعال؛ لما رآه من أخلاقيات ضابطة لكل شيء.
فالصغير يحترم الكبير، والكبير يعطف على الصغير ويأخذ بيده ويعلمه، والقوي لا يتكبر على الضعيف، والعين لا تخون أمهات الجيران وزوجاتهم وبناتهم أو ترميهم بأسهم شيطانية أو تتعدى على حقوق الناس في الشوارع، ولا قمامة كالجبال الرواسي، ولا ألفاظ تخالف القيم.
فالكل هنا يتكامل ويكمل بعضه بعضًا، وغير ذلك من الأفعال والعادات والتقاليد والأعراف الجميلة التي تكاد تختفي من زمننا هذا؛ لتغير كثير من الناس والثقافة، وتراجع العلم والعلماء وقلة العمل.
اقرأ أيضًا حاجتنا إلى حُسن الخلق
بعض الأخلاقيات غير المناسبة التي أصابت مجتمعنا
تمارس الآن أخلاقيات كثيرة نكاد لم نسمع عنها من قبل، ولا مارسها مَن قبلنا، ونتج عنها عدم الأمن العام، وانفلات الضابط، وانتشار الجهل وانعدام المبالاة، وقلة البركة، وسوء الأحوال، وتردي القيم جدًّا، وانحطاط المجتمع بكل صوره.
ومن تلك الأخلاقيات غير المناسبة:
· عدم تعلم العلم الشرعي المناسب.
· عدم احترام الكبير والعلماء وذوي الكفاءة.
· التربية غير المناسبة.
· الجهل بقيم المجتمع.
· الجهل بكيفية التعامل مع الناس والاختلاط بهم.
· العجز والكسل والبخل والجبن.
· البحث عن الأمور الترفيهية على نحو غير طبيعي.
· اتباع الغرب والتقليد الأعمى بكل صوره.
· إهمال دور المدرسة والمؤسسات التعليمية.
· وجود أمهات لا تبني جيلًا يتحمل المسؤولية، وجهلها بكل قواعد التربية.
· الصحبة السيئة الهادمة لكل خير.
· اتباع الباطل والخرافات والشائعات.
· ضعف النفس أمام كل شهوة.
· التنمر.
· السب والقذف والتشهير.
· السرقة.
· تحقيق المصلحة الشخصية وغلبتها على المصلحة العامة للمجتمع.
وغيرها عزيزي، وحدِّث ولا حرج.
اقرأ أيضًا كيف تناولت أفلام "ثلاثية الأخلاق" ظاهرة انهيار المجتمع؟
وجود الأخلاق السيئة لا يعني انعدام الخيرية من المجتمع
قلنا إن الأخلاق السيئة المذمومة انتشرت بكثرة في مجتمعنا، وحددنا العوامل الكثيرة التي كانت سببًا في انحطاط أخلاق الناس في الشوارع، وأن كل شيء قبيح يأتي خلفه شيء قبيح آخر، ولا بد على الناس أن يستقيموا وأن يحذروا الفتن والشبهات والأقاويل التي تهوي بالمجتمع إلى أخلاقيات تدمره.
وانتشار هذه الفتن والشبهات والشهوات التي تعصف به لا يعني بالضرورة انعدام الخيرية من المجتمع، بل بالتأكيد أن المجتمع به الخير إلى النهاية، وأنه سيبقى موجودًا بفضل عقيدته الصحيحة التي ميزته عن باقي المجتمعات وعن باقي الدول؛ لأن شبابنا وكل من يعيش حولنا فيه نزعة الفطرة الخيرة، وبه الخير، وقلبه يحن إلى الخير ويقبل الصحيح ويرفض الخطأ منها.
فتجد شابًّا يسب، وبعدها يعلم أنه أخطأ، وتجد من يعق والديه وبعد ذلك يرجع إليه عقله ويعترف أنه أخطأ في حقهما.
فالفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها موجودة، وستظل موجودة، حتى وإن أخطؤوا لكن يبقى الخير موجودًا، والقلب به نزعة بيضاء جميلة رقيقة لا تقبل أي شيء سيئ.
فالخير موجود حتى وإن وُجد أصحاب السوء وأصحاب الشر وأصحاب الخطأ وأصحاب كل شيء قبيح، لا يريدون به إلا هدم هذا المجتمع العربي القويم الذي عاش على نهج سليم من القديم إلى الحديث.
وعلى المجتمع أن يتسلح بالعلم والعمل ولا شيء غير ذلك. فإن هذه البطالة وهذه الخرافات والوقت الضائع سبب رئيس في هدم هذا المجتمع.
فكلما كان الإنسان لا يدري ماذا يفعل وماذا يقدم لنفسه ولغيره، زاد الشر ووقع في المهلكات، وسحب المجتمع إلى مستنقع الشر وعدم الخير، وكما قال العالم عبد العزيز العويد: إذا غاب العلم والعمل فلا تبحث للدولة عن الأمل.
هذه العبارة رائعة وتصف حال كل من يريد أن يتقدم بمجتمعه، وأن يزدهر وأن يستقر، وأن يعم ذلك كل فرد يعيش في المجتمع.
اقرأ أيضًا الاخلاق هكذا نرى أنفسنا قبل أن يرانا الآخرون
العوامل التي تؤدي لضبط الأخلاق
· تعلم العلم الشرعي بالعقيدة الصحيحة.
· العمل بما تعلمناه لخدمة النفس والمجتمع.
· أسس التربية السليمة.
· العودة إلى الفطرة السليمة.
· نبذ العنف والكراهية.
· غلق باب الشهوات والشبهات.
· عدم تضييع الوقت في ما لا فائدة فيه.
· دراسة التاريخ على نحو منضبط وصحيح.
· تفعيل دور الإعلام بما يخدم المجتمع على نحو إيجابي.
· الوحدة والتكامل وعدم الفرقة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.