تعد الروايات الكلاسيكية كنوزًا أدبية خالدة، تتجاوز حدود الزمان والمكان لتلامس القلوب والعقول عبر الأجيال، هذه الأعمال ليست قصصًا مسلية، بل هي نوافذ نطل منها على ثقافات وحضارات مختلفة، وتجارب إنسانية عميقة، وفلسفات أثرت في مجرى الفكر العالمي. وعلى الرغم من أن القوائم تضم الروايات الأكثر تأثيرًا أو الأكثر مبيعًا في التاريخ التي تحتوي بدورها على أنواع عدة من الروايات العلمية والخيالية والواقعية والرومانسية، فإننا حاولنا أن نجمع لك في قائمتنا أفضل 10 روايات كلاسيكية كان لها تأثير كبير في القراء على مدار السنوات الطويلة، كما أنها كانت حاضرة باستمرار في القوائم المختلفة التي اهتمت بترشيح أفضل الأعمال الروائية التي حازت أيضًا رضا الأدباء والنقاد، إضافة إلى كونها أعمالًا تنتمي إلى كتاب كبار، دائمًا ما كانت أعمالهم تحظى بالقبول والانتشار.
وعلى الرغم من الإنتاج الروائي الغزير الذي يجعل القارئ أمام مكتبة ضخمة ومتنوعة من الروايات التي يستطيع الوصول إليها بسهولة بجهازه اللوحي؛ فإن الروايات الكلاسيكية تعد تحفة الأعمال الأدبية وأكثرها سحرًا ورقيًّا، وهو ما دفعنا لتقديم هذه القائمة مع دعوة إلى قراءة بعض أو كل هذه الروايات الاستثنائية والاستمتاع بسحر الأدب الكلاسيكي في ظل الواقع الاستهلاكي الصعب الذي نعيشه جميعًا.
في هذا المقال، نستعرض قائمة مختارة تضم أفضل 10 روايات كلاسيكية أجمعت على أهميتها الأوساط النقدية والقراء على حد سواء، مقدمين لمحة عن عوالمها الثرية والشخصيات التي لا تُنسى، وأسهمت في تكوين المشهد الأدبي العالمي وتركت بصمة لا تُمحى. من ملاحم الفروسية الوهمية إلى استكشافات النفس البشرية المعقدة، ومن التحليلات التاريخية العميقة إلى الرؤى المستقبلية الجريئة، تأخذنا هذه الروايات في رحلة فريدة من نوعها.
رواية دون كيشوت - ميغيل دي ثيربانتس (Miguel de Cervantes)
تعد رواية «دون كيشوت» (Don Quixote) للروائي الإسباني «ميغيل دي ثيربانتس» من أفضل الأعمال الروائية في تاريخ الرواية، ويرى كثير من النقاد أنها أعظم الروايات على الإطلاق. ويُشَار إليها بعدِّها الرواية الأوروبية الأولى في الأدب الحديث، وقد ظهرت الرواية عام 1605، في حين صدر الجزء الثاني منها عام 1615، وتُرْجِمَت إلى معظم اللغات المعروفة.

تحكي رواية «دون كيشوت» عن رجل أراد أن يكون فارسًا ذا شأن مثل الفرسان الذين سمع عنهم وقرأ عنهم في الكتب، فاتجه إلى ارتداء ملابس الفرسان، واختار لنفسه اسم «دون كيشوت»، وذهب لمحاربة الأشرار، وعندما لم يجد هؤلاء الأشرار والمخلوقات المخيفة التي قرأ عنها في الكتب، اتجه إلى الخيال، فتخيل أن طواحين الهواء هي الوحوش الجبارة العملاقة التي يجب عليه أن يحاربها، وعلى هذا كانت فروسيته وهمية، وكان قتاله في الاتجاه الخاطئ، وكان أعداؤه وهمًا.
وتعد رواية «دون كيشوت» من أكثر الروايات تأثيرًا في الأدب العالمي، بل وفي الثقافة العالمية أيضًا، وأصبح يُضرب بها المثل في الحياة اليومية عندما يُقدم شخص على المحاربة في الاتجاه الخاطئ أو صناعة أعداء وهميين، فيُقال له إنه يحارب طواحين الهواء، أو يُشار إليه باسم «دون كيشوت».
الحرب والسلام - ليو تولستوي (Leo Tolstoy)
لا تخلو قائمة من قوائم أفضل الأعمال الروائية الكلاسيكية من رواية «الحرب والسلام» (War and Peace) للأديب الروسي الكبير ليو تولستوي، وهي الرواية التي نُشرت عام 1869، وتُرْجِمَت إلى معظم اللغات المعروفة، وحققت نجاحًا كبيرًا وانتشارًا هائلًا، وربما ما زالت تحقق مبيعات كبيرة حتى الآن.

يُشار دائمًا إلى رواية «الحرب والسلام» بأنها إحدى تحفتي تولستوي الكبيرتين بجانب روايته الأخرى «آنا كارينينا» (Anna Karenina)، وذلك بسبب الحبكة الروائية الرائعة، والعدد الكبير من الشخصيات الرئيسة والثانوية التي ربطها المؤلف بمهارة عالية، إضافة إلى الموضوعات المتعددة التي تناولها في رواية «الحرب والسلام».
لا تعد الرواية عملًا سرديًّا فحسب، وإنما نمط من أنماط الفحص والمساءلة التاريخية لمرحلة من أهم المراحل التي مرت بها روسيا في بداية القرن التاسع عشر، مع الحملة التي شنها نابليون بونابرت على روسيا، ورفض القيصر ألكسندر الأول الاستسلام. لكن الرواية لا تناقش فقط موضوع الحرب والحصار، وإنما تمنحنا صورة واسعة وعميقة عن الحياة في المجتمع الروسي في ذلك الوقت، والتناقض الكبير بين حياة النبلاء وحياة الطبقات الأخرى في روسيا القيصرية. وعلى الرغم من النجاح الكبير للرواية وقدرتها على كسر كثير من التقاليد القديمة المرتبطة بشكل الرواية، فإن بعض النقاد لم يعدّوها رواية من الأساس، قبل أن تصبح أحد أهم الأعمال في تاريخ الرواية العالمية.
الإخوة كارامازوف - فيودور دوستويفسكي (Fyodor Dostoevsky)
من الأدب الروسي أيضًا تأتي رواية «الإخوة كارامازوف» (The Brothers Karamazov) للأديب الكبير فيودور دوستويفسكي، كأحد أهم الأعمال الروائية الكلاسيكية في العالم، التي صدرت عام 1880، وعدَّها كثير من النقاد والباحثين والقراء هي العمل الأفضل الذي توج به دوستويفسكي تجربته الأدبية، خاصةً أنه توفي بعد أسابيع قليلة من نشر الرواية.

وتدور أحداث رواية «الإخوة كارامازوف» عن مجموعة من الإخوة المختلفين على مستوى التركيب النفسي والوعي والمعتقدات، والذين يجمعهم الانتماء إلى الأب المحب لذاته، والذي يُكْتَشَف موته مقتولًا، لتدور سلسلة من التحقيقات والنقاشات من أجل الوصول إلى القاتل.
وهو ما يدفع القارئ إلى الدخول في مجموعة من القضايا الفكرية والنفسية والدينية، في تجربة ثرية لتحليل شخصيات الرواية وربط الأمور ببعضها، وهو ما يُعد من الأمور الممتعة في التعامل مع أعمال دوستويفسكي، وربما يُعد من مميزات الروايات الكلاسيكية عمومًا.
البحث عن الزمن المفقود - مارسيل بروست (Marcel Proust)
في عالم الرواية، تُعد رواية «البحث عن الزمن المفقود» للكاتب الفرنسي مارسيل بروست هي الرواية الأطول في العالم التي كتبها في 7 أجزاء وُزِّعَت على 4300 صفحة. وتحتوي الرواية -التي تضم 2000 شخصية- مليونًا ونصف المليون كلمة تقريبًا، وهو ما يجعلها الرواية الأضخم، وقد وُصفت بأنها الرواية الأعظم في القرن العشرين. ثم إن صاحبها مارسيل بروست لم يشهد نشر الرواية، إذ توفي قبل كتابة النسخة النهائية منها، وقد جُمِعَت المسودات التي كتبها وتولَّى مراجعتها أخوه روبرت بروست الذي نشر الرواية بعد وفاة الكاتب بأعوام عدة.

تُعد رواية «البحث عن الزمن المفقود» من روايات السيرة الذاتية، التي يُشار إليها بعدِّها سيرة الكاتب مارسيل بروست، وقد قسَّم الكاتب الرواية إلى 7 أجزاء تمثل حكاية رجل يبحث عن المعنى والسبب الذي يجعل للحياة قيمة، وبذلك يتأمل كل الأشياء من حوله ويتذكر كل ما مرّ عليه من أحداث وشخصيات بكثير من التفكر والتعمق، مع عرض لكثير من الحكايات الفرعية والشخصيات التي تتداخل مع بعضها التي تنسج العمل الروائي بطريقة ممتعة ومجهدة في الوقت نفسه، نظرًا لطول العمل الذي يمنحه خصوصية كبيرة بين الأعمال الأخرى الموجودة على قائمة أفضل الروايات الكلاسيكية في العالم.
عوليس - جيمس جويس (James Joyce)
رواية عوليس (Ulysses) التي صدرت عام 1920 للكاتب الأيرلندي جيمس جويس، ربما كانت الرواية الأصعب والأكثر تعقيدًا في تاريخ الرواية الحديثة. وعلى الرغم من ذلك، فقد اُخْتِيرَت عام 1998 على قائمة أفضل الروايات التي كُتبت باللغة الإنجليزية في القرن العشرين، وهي القائمة التي ضمَّت 100 رواية، كما وُصفت بأنها أبرز الأعمال في أدب الحداثة، وأنها النموذج الذي يُعبِّر عن الحركة الحداثية برمتها.

وعلى الرغم من أن الرواية تدور عن خط سير شخص في العاصمة الأيرلندية دبلن خلال يوم عادي، فإنها تنفتح على عدد من الشخصيات والأحداث والقضايا بصورة معقدة ومدهشة، إضافة إلى استخدام الكاتب جيمس جويس أكثر من 30 ألف مفردة تضم بينها عددًا من الصيغ والتصريفات والأسماء والأفعال التي تحتاج إلى جهد كبير في التعامل معها، إضافة إلى استخدامه لتقنية «تيار الوعي»، وهي التقنية الجديدة في ذلك الوقت، مع كثير من الإضافات الفنية الرائعة في بناء الشخصيات، وحس الفكاهة، وتنوع أساليب العرض من فصل إلى آخر.
وعلى الرغم من النجاح الكبير لرواية «عوليس»، فقد كان النقد الأدبي والاجتماعي مصاحبًا للرواية في أوقات عدة، نظرًا لوجود عدد من المفردات والعناصر الجنسية التي دفعت كثير من النقاد لوصف الرواية بعدِّها معادية للتقاليد، وربما معادية للمسيحية، وأنها غير أخلاقية. وقالت عنها الكاتبة الكبيرة فرجينيا وولف (Virginia Woolf) إنها «رواية هائلة في الجرأة وكارثة مريعة»، لكنها ظلت تحقق مزيدًا من النجاح والانتشار، وتحتل مكانة كبيرة على قوائم الروايات الأفضل على مستوى التأثير والمبيعات في القرن العشرين.
المحاكمة - فرانز كافكا (Franz Kafka)
لا تخلو أبدًا قوائم الروايات الكلاسيكية الأفضل في العالم من أعمال الكاتب التشيكي الألماني فرانز كافكا، لكننا في قائمتنا الخاصة قد اخترنا رواية «المحاكمة» (The Trial) التي تعد من أكثر أعمال كافكا نجاحًا وانتشارًا، على الرغم أن الكاتب قد أوصى بأن تُدَمَّر الرواية وألا تُنْشَر، فإن صديقه «ماكس برود» الذي نشر أعماله بعد موته تجاهل الوصية وحرَّر المخطوطة التي تركها كافكا ونشرها عام 1925 لتحقق نجاحًا كبيرًا وانتشارًا هائلًا، وتحوَّلت إلى عدد من الأعمال السينمائية والدرامية بعد ذلك.

ولمن يعرف أعمال فرانز كافكا، فإنها تختلف كثيرًا عن الأعمال الروائية التقليدية، فهي تُعد شديدة السوداوية وتمتلئ بالكوابيس التي كانت نتيجة التأثر الكبير للكاتب من حياته مع والده الذي عامله بكثير من القسوة والاستبداد والرعب النفسي، إضافة إلى ضعف أمه وعدم قدرتها على حمايته. لكن عالم فرانز كافكا هو أحد العوالم المدهشة في عالم الرواية والقصة.
وتدور أحداث رواية «المحاكمة» التي كتبها كافكا في ليلة واحدة عن شخصية تستيقظ في الصباح وتُعتقَل وتُوجَّه إليها تهمة ارتكاب جريمة، وعلى الرغم من أن الرواية لا تذكر أسباب الاعتقال ولا تحدد نوع الجريمة؛ فإن القارئ يجد نفسه متورطًا في الأحداث الخارجية، وفي الصراعات النفسية التي تجري داخل البطل، في صراع مقلق وممتع في الوقت نفسه.
الصخب والعنف - ويليام فوكنر (William Faulkner)
ومن الأدب الأمريكي تأتي رواية «الصخب والعنف» للكاتب ويليام فوكنر كأحد أهم الروايات الكلاسيكية في تاريخ الرواية الحديثة التي نُشرت عام 1929، وجاءت في المركز السادس في قائمة أفضل 100 رواية كُتبت باللغة الإنجليزية في القرن العشرين، في التصنيف الذي وُضع عام 1998.

تعد رواية «الصخب والعنف» (The Sound and the Fury) هي الرابعة بين أعمال ويليام فوكنر، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب عند نشرها عام 1929. وعلى الرغم ذلك، فقد حققت الرواية نجاحًا كبيرًا وانتشارًا هائلًا عام 1931، بالتزامن مع صدور الرواية السادسة لفوكنر بعنوان «الملاذ»، وبدأ القراء آنذاك يتجهون إلى أعماله، وهو ما أدى إلى مبيعات هائلة لرواية «الصخب والعنف» التي حظيت باهتمام كبير من النقاد، ليس فقط في أمريكا، وإنما على مستوى الحركة الأدبية في العالم.
يعبِّر عنوان الرواية عما يدور بداخلها من صخب وعنف، إذ تتناول الرواية عائلة أمريكية تعيش في ميسيسبي، وعلى الرغم كونها ذات أصل أرستقراطي؛ فإنها تعاني التفكك الأسري على مدار 30 عامًا، إضافة إلى السقوط المالي الذي يؤدي إلى مزيد من السقوط على المستوى الأخلاقي والديني. ومع توالي الأحداث، نشهد كثيرًا من الصخب والعنف، لا سيما في موت كثير من أفراد العائلة بطريقة مأساوية.
مئة عام من العزلة - جابرييل جارسيا ماركيز (Gabriel García Márquez)
من تأليف الكاتب الكولومبي الشهير جابرييل جارسيا ماركيز، تأتي التحفة الفنية الأدبية «مئة عام من العزلة» (One Hundred Years of Solitude) التي دائمًا ما تتصدر قوائم المبيعات منذ نشرها عام 1967، وهذا ما يجعلها من أكثر الروايات المقروءة التي تُرْجِمَت إلى لغات أخرى في العالم.

تتكون الرواية في النسخة الأصلية من 504 صفحات، وتعتمد في بنائها الروائي على أسلوب الواقعية السحرية، إضافة إلى المضمون الموضوعي واللغة الرشيقة التي جعلت الرواية تمثل طفرة في أدب أمريكا اللاتينية، وتتجاوز الأمر لتصبح رواية عالمية ذات تأثير كبير على حركة الأدب وأسلوب الكتابة الحداثية.
وتدور أحداث رواية «مئة عام من العزلة» عن قصة 7 أجيال من عائلة واحدة في قرية خيالية، وهو ما يستدعي كثيرًا من الأحداث السحرية والغريبة التي تنتهي باتصال هذه القرية الغريبة بالواقع واندماجها مع الحياة وانفتاحها على العالم الخارجي.
إلى المنارة - فرجينيا وولف (Virginia Woolf)
تُعد فرجينيا وولف من أكثر كتَّاب الرواية خصوصية، نظرًا لكونها من أوائل الكتَّاب الذين اعتمدوا على تيار الوعي، إضافة إلى السمة الخاصة بالكاتبة، وهي اتجاهها للتأمل الفلسفي الذي يجعل أعمالها الروائية قليلة الأحداث والحوارات، فهي تعبِّر دائمًا بالكلمات عن الجمال والألم والرعب بشكل يتوافق مع تعقيدات الوعي الحديث من وجهة نظرها.

ووفقًا لرواية «إلى المنارة» (To the Lighthouse) فهي إحدى الروايات الممتعة للكاتبة فرجينيا وولف، وهي إحدى أكثر الروايات نجاحًا في القرن العشرين منذ صدورها عام 1927، فقد ظلت تحتل دائمًا مكانة متميزة على قوائم الترشيحات الخاصة بالروايات الأفضل في العالم، وقد جاءت في المرتبة 15 على قائمة أفضل 100 رواية كُتبت باللغة الإنجليزية عام 1998.
تتناول الرواية مسيرة عائلة «رامزي» والعلاقات المتشابكة بين أفرادها والمشكلات والمشاعر التي تطرح فيها الكاتبة أسئلة عدة عن معنى الحياة في زمن يمتد عقدًا من السنوات في بدايات القرن الماضي.
وتناقش الكاتبة في الرواية كثيرًا من الأمور التي تخص حياتها الشخصية، ومعاناتها من المجتمع الذكوري القاسي والظروف الصعبة التي مرت بها، التي قادتها في النهاية إلى الانتحار بطريقة درامية.
1984 - جورج أورويل (George Orwell)
منذ صدور رواية «1984» للكاتب الإنجليزي جورج أورويل عام 1949، تُرجِمت إلى أكثر من 65 لغة، وتجاوزت في مبيعاتها كل الروايات الإنجليزية الأخرى، وأصبحت الرواية الأشهر في القرن العشرين، ليس فقط بسبب اللغة الجديدة التي وظَّفها جورج أورويل، بل أيضًا بسبب التناول العميق لمجموعة من الأفكار والقضايا السياسية والاجتماعية، ما يجعل الرواية عملًا أدبيًّا عابرًا للزمان والمكان، ومناسبًا للاستهلاك بشكل عالمي.

وعلى الرغم من أن الكاتب قد اختار عنوانًا للرواية وهو «الرجل الأخير في أوروبا»، فإنه قد أرسل في خطابه إلى دار النشر أنه وقع في حيرة بين اختيار هذا العنوان وعنوان «1984»، وهو العنوان الذي اختارته دار النشر من أجل تحقيق الرواج والأرباح التجارية.
وتدور أحداث الرواية في المستقبل، وبالتحديد عام 1984، حين اندلعت حرب عالمية طاحنة، وأدَّت في النهاية إلى نشوء ثلاث دول عظمى. وفي هذا النمط التخيلي، يناقش الكاتب جورج أورويل مجموعة من القضايا مثل حرية الفكر، ومراقبة الدولة، وحقوق الإنسان، والشمولية، وهو ما يجعلها من روايات «الدستوبيا» والخيال السياسي التي تتناسب مع كل المجتمعات، ويجعلها أيضًا تحقق نجاحًا وحضورًا كبيرًا حتى الآن.
إن الغوص في عوالم هذه الروايات الكلاسيكية العشر ليس رحلة عبر صفحات التاريخ الأدبي فحسب، بل هو استكشاف للروح الإنسانية في أعمق صورها وأكثرها تعقيدًا. فمن فروسية «دون كيشوت» الوهمية إلى كابوسية «المحاكمة»، ومن ملاحم «الحرب والسلام» الاجتماعية إلى تأملات «البحث عن الزمن المفقود» الوجودية، تقدم كل رواية نافذة فريدة على تجارب وقضايا تظل راهنة وملهمة. إن قراءة هذه الأعمال الخالدة تثري الفكر، تصقل الوجدان، وتمنحنا فهمًا أعمق لأنفسنا وللعالم من حولنا، مؤكدة أن الأدب العظيم هو بالفعل حوار لا ينتهي عبر العصور؛ لذا فإن دعوة لقراءة هذه الكلاسيكيات هي دعوة لاكتشاف جزء ثمين من تراثنا الإنساني المشترك.
وفي نهاية هذا المقال الذي تضمن قائمة ترشيحية لأفضل 10 روايات كلاسيكية يمكنك قراءتها، نرجو أن نكون قد قدمنا لك المتعة والإضافة، ويسعدنا كثيرًا أن تشاركنا رأيك في التعليقات عن أفضل الروايات الكلاسيكية التي ترشحها للقراءة، ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.