عندما نتكلم عن الزوجين نتكلم فقط عن الحب؛ فالحب هو الأساس في أي علاقة ناجحة.
قد يهاجمني البعض: كيف تقول الحب فقط؟ وكيف سيعيشون دون ماديات ودون رفاهيات؟ لا ننكر أن المال ضروري لتغطية نفقات الحياة، لكن دون حب بين الزوجين لو أنك تعيش في أحسن القصور وأفخمها لن تشعر بالسعادة.
فلو ذهب المال، وكان الأساس هو المال فقط، يمكن أن يُهدم البيت؛ لأنه كان أساس العلاقة بين الزوجين.
قد يعجبك أيضًا 6 أشياء تقتل الحب في بيوتنا
السعادة قرار
يمكن أن يقول بعض الناس: وكيف سيعيشان ويتزوجان دون المال؟ يمكن أن يتزوج الزوجان بتوافر المال الكثير بسهولة أو بعد معاناة وتدبير مصادر دخل لكي يتم الزواج، في النهاية سيتم الزواج ويذهب الزوجان بعد احتفالهما بالعرس إلى حياتهما الزوجية التي بأيديهما ستصبح سعيدة أو تعيسة.
نعم بأيديهما هما وليس بأيدي غيرهما. يجب مع بداية الزواج أن يتخذا قرارًا بأن يجعل كل منهما الآخر أسعد إنسان بحبه للآخر وبذل ما يستطيع لإسعاده.
حتى مع صعوبات الحياة المتكررة ومع التغيرات التي تواجه الزوجين، لو أن عندهما هذا المبدأ فمهما واجها من مشكلات فإنهما لا يعيشان في الجنة، بل يعيشان في حياة مليئة بالصعاب التي يجب أن يجتازاها معًا بحبهما لبعضهما بعضًا، ليس الحب المادي، لكن حب المشاعر التي ستبقى بين الزوجين.
قد يعجبك أيضًا بعض النصائح لحياة أسريه وزوجية سعيده
إذن أخذنا القرار منذ البداية، فكيف أحافظ على هذا الحب؟
أساس الحب المستمر هو المشاعر الصادقة، وهذه أساسها أن أشعر في الأساس بك. فمثلًا لو وجدتك حزينًا أُشعرك أنني أشعر بحزنك ولو بتبادل نظرات حنونة بين الطرفين، أحاول أن أخرجك مما أنت فيه بأشياء تحبها حتى ولو بسيطة، لا أن أعطيك ظهري وأعيش مع نفسي وأتركك في حزنك.
يحاول كل طرف عند حزن الآخر أن يشعره بأنه يحس به، وكل من الزوجين له طريقته في التعامل، ليس لهذا نموذج واحد، فبالخبرة في التعامل يعرف كيف يخرجه مما هو فيه.
وقت الحزن بالذات يمكن أن يتأثر الزوج أو الزوجة به. عندما يتجاهل الآخر حزنك، ولا تحس بأنه يشعر بك، وأنك تعيش بمفردك مع أحزانك وأنت معه، أو تحس بأنانيته في التعامل بأنه يبحث هو عن ملذاته بعيدًا عنك.
لذا يجب أن نشعر ببعض؛ فحزنك حزني إلى أن نخرج معًا بعيدًا عن هذا الحزن.
وفي هذه النقطة بالذات قد يسقط الحب وتسقط كل المشاعر بسبب هذه المرحلة حتى وإن كان الزواج بعد قصة حب.
قد يعجبك أيضًا 10 أسباب تحتم على الزوجين اللجوء لخبير علاقات زوجية
هل الحب شرط لاستمرار السعادة؟
سيقول البعض: كيف من تزوج عن حب سيحيا حياة سعيدة طوال العمر؟ ليس شرطًا لاستمرار الحب والسعادة أن يكون الزواج عن حب.
فقد تزوجا عن حب، وأحدهما أناني يعيش لنفسه ولا يضحي من أجل أن يستمر هذا الزواج، سينهار الحب، ويمكن أن ينهار كذلك إذا لم يحترم كل طرف الآخر ويؤذيه لفظيًا أو يتعامل معه بحب سينهار هذا الحب.
قد ينهار الحب ويعيش الطرفان في تعاسة، وليس استمرار الحياة الزوجية دليلًا على الحب. يمكن أن تستمر الحياة الزوجية لاعتبارات اجتماعية، أو من أجل الأبناء، وبسبب ضغط الأهل لكن هيهات أن يكون حبًّا.
الحب يُبنى بأن يقوم كل طرف بمهامه الموكلة إليه. فالزوج يعمل من أجل أسرته وأبنائه، ويكدح من أجل هذا، ويحاول أن يسعدهم ويسعد معهم في الوقت الموجود به في البيت.
والزوجة تحاول أن ترتب أمور البيت وتسعد زوجها وأولادها وتسعد معهم، ويحاول كل طرف أن يحب الآخر في البيت، ولو كانت الزوجة تعمل نظرًا لظروف الحياة ومتطلباتها تحاول أن تنظم يومها، وعندما يتعاون الزوج معها في أمور بيتهما وأبنائهما سيكون هذا مدخلًا للحب أيضًا بينهما.
فكل الأطراف متعاونة، فكيف أشعر بالحب لو أنا مضغوط؟ فلكي أشعر بالحب والسعادة يجب أن نتعاون لنشعر بذلك.
الحياة ليست جنة، يمكن أن يقابل الزوجين مشكلات مادية أو أسرية أو صحية، لكن عندما نحاول أن نتماسك ونخرج منها معًا ونحن نمسك أيدي بعض، ونحب بعض، ويضحي كل طرف من أجل الطرف الآخر، سنجتازها وستمر الأزمات بنا.
ويجب أن يكون بيننا لغة حوار لنصل إلى حل للمشكلات التي تواجهنا، ونتماسك، ونحاول بقدر المستطاع ألا ندخل أحدًا في حياتنا لكي يستمر الحب بيننا.
رائع جد
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.