يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حالة عصبية تطورية تؤثر في ملايين الأشخاص في أنحاء العالم، لكن تأثيرها وأعراضها قد تختلف اختلافًا كبيرًا بين الجنسين، وخاصة عند النساء البالغات لسنوات طويلة، وركزت البحوث والوعي العام تركيزًا كبيرًا على الأطفال الذكور، ما أدى إلى نقص ملحوظ في فهم وتشخيص هذه الحالة لدى الفتيات والنساء اللاتي قد تظهر لديهن الأعراض بطرق أقل نمطية وأكثر داخلية.
يستكشف هذا المقال بعمق طبيعة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء، مسلطًا الضوء على الأسباب المحتملة لقلة الاهتمام البحثي، والأعراض التي قد تواجهها المرأة المصابة باضطراب فرط الحركة، والتحديات المتعلقة بالتشخيص المتأخر، إضافة إلى استعراض خيارات العلاج المتاحة وتأثير التغيرات الهرمونية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء، إن زيادة الوعي بهذه الجوانب أمر بالغ الأهمية لتمكين النساء من فهم تجاربهن مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والسعي للحصول على الدعم المناسب لتحسين جودة حياتهن.
لماذا تُغفل الدراسات فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء؟
يمكن أن يُساعد التحيز الجنسي، أي الميل للتركيز على الرجال أكثر من النساء في تفسير هذه الاختلافات، وقد أشارت مراجعة نشرت في (PubMed Central) إلى أن الأعراض الداخلية مثل عدم الانتباه تكون أكثر بروزًا لدى الإناث مقارنة بالأعراض الخارجية مثل فرط النشاط والاندفاع، ما قد يؤدي إلى نقص التشخيص، ويُمكن أيضًا أن يُسهم اختلاف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الفتيات والنساء في تفسير هذه الاختلافات، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها.
تُركز معظم الدراسات على أنماط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المفرطة، وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين وُصفوا بأنهم ذكور عند الولادة، لكن الفتيات يملن إلى إظهار سلوكيات «فرط الحركة» أقل من الأولاد.
عندما لا يتم تشخيص أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الفتيات الصغيرات وتُعالج، فإن التحديات التي تُسببها قد تستمر حتى مرحلة البلوغ.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء
تشمل أعراض وعلامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء البالغات كثيرًا من العلامات والأعراض منها ما يلي:
- صعوبة إدارة الوقت.
- عدم التنظيم.
- الشعور بالإرهاق.
- تاريخ من القلق والاكتئاب.
- مشكلات في إدارة الأموال.
قد يكون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وراثيًا، لذلك إذا كنتِ تعانين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه دون تشخيص، فمن المرجح أن تلاحظي أعراضكِ إذا شُخِّص طفلكِ أو شقيقكِ بهذا الاضطراب.
ومن الشائع أيضًا أن تعاني النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مشكلات أخرى في الوقت نفسه، مثل الإفراط في تناول الطعام، أو قلة النوم المزمنة، أو الإفراط في شرب الكحول.
أسباب تأخر تشخيص ADHD لدى النساء: الأعراض الخفية والتفسيرات البديلة
تأخر تشخيص معظم النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من العمر. وقد توجد أسباب عدة وراء تأخر التشخيص منها:
الأعراض خفية.. لماذا؟
غالبًا ما يغفل الآباء والمعلمون، وحتى أطباء الأطفال، عن أعراض وسلوكيات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الفتيات الصغيرات لعدم وضوحها مقارنة بالذكور الصغار، إذ قد تبدو أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه علامات على مشكلات أخرى. على سبيل المثال، قد يُشخِّص بعض الأطباء الفتيات والشابات باضطرابات مزاجية مثل القلق أو الاكتئاب بدلًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
قد يتطور اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء في وقت لاحق، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء لا يُصبن باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا في مرحلة متأخرة من حياتهن، في حين أن العلماء يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات ذلك.
علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء مقارنةً بالرجال
توجد ثلاثة أنواع مختلفة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الإصدار الخامس (DSM-5) الصادر عن (الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)) (DSM-5 Criteria for ADHD by APA). وتعتمد أعراضك على نوع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديك.
أعراض قلة الانتباه
تشمل بعض علامات قلة الانتباه الشائعة ما يلي:
- صعوبة التركيز (Concentration) وإتمام مشروع ما.
- الانشغال الذهني عند حديث الآخرين.
- صعوبة التنظيم.
- تأجيل أو تجنب المهام «المملة».
- كثرة نسيان (Forgetfulness) مكان وضع الأشياء أو القيام بالمهام اليومية مثل دفع الفواتير.
أعراض فرط النشاط (Hyperactivity)
إذا كنت تعاني أحد هذين النوعين أو كليهما من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد تظهر عليك علامات مثل:
- صعوبة في التزام الصمت.
- مقاطعة الآخرين عند حديثهم.
- الشعور بالأرق (Restlessness)/ الحاجة المتكررة للنهوض والتحرك.
- صعوبة في الانتظار (مثلًا في زحمة المرور أو في طابور الدفع).
تأثير اضطراب فرط الحركة في الحياة اليومية للمرأة
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعني أن دماغك لا يعمل بطريقة عمل أدمغة كثيرين نفسها، ولا يزال الخبراء يحاولون تحديد الاختلافات بدقة، قد تكون لها علاقة ببنية دماغك، أو بمستويات المواد الكيميائية فيه، أو بكليهما.
نتيجةً لذلك، يمكن أن يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في شعورك تجاه نفسك، وطريقة إدارتك لمشاعرك، وكيفية تعاملك مع العالم. على سبيل المثال، قد تجد صعوبة في مواكبة متطلبات عملك، أو متابعة مهامك اليومية، أو إدارة أموالك. قد تشعر وكأنك تحاول دائمًا اللحاق بالركب؛ ما قد يؤدي إلى توتر مزمن وشعور بالإرهاق.
قد تعاني النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مما يلي:
- صعوبات في التعلم (Learning Disabilities).
- تحديات في المواقف الاجتماعية (مثل تكوين صداقات جديدة).
- مشكلات في العلاقات.
- أعراض مرتبطة بالصحة النفسية، مثل الصداع أو آلام المعدة.
- القلق.
- الاكتئاب.
- التنمر.
- إيذاء النفس (مثل قص أو خدش الأظافر أو الجلد أو الشعر).
- اضطرابات الأكل.
إذا كانت أي من هذه الأعراض مألوفة لكِ، فقد يفيدكِ التحدث إلى طبيب أو معالج نفسي.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء الأكبر سنًا
في الأطفال، يُشخَّص عدد أكبر من الأولاد باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مقارنةً بالفتيات بنسبة قد تصل إلى 3:1 وفقًا لبعض الإحصاءات مثل إحصاءات (NIMH). ولكن عند البلوغ، تتعادل الأعداد. ويرجع ذلك إلى أن النساء أكثر عرضة لاكتشاف إصابتهن باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البلوغ.
وتشير بعض التقارير إلى زيادة ملحوظة في تشخيص ADHD لدى النساء في السنوات الأخيرة، فمثلاً، ذكرت تقارير إخبارية مستندة إلى بيانات من (CDC) أو تحليلات لبيانات صحية عن ارتفاع معدلات التشخيص بين النساء في فئات عمرية معينة، على سبيل المثال، بين عامي 2020 و2022، تضاعفت تقريبًا حالات تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و49 عامًا. واكتشف عدد أكبر من النساء فوق سن الخمسين إصابتهن باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وانقطاع الطمث (Menopause)
يمكن أن يؤثر تغيُّر مستويات الهرمونات طوال حياتكِ في أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. على سبيل المثال، قد تلاحظين تحسنًا مؤقتًا خلال الحمل؛ وذلك لأن زيادة هرمون الإستروجين في جسمكِ قد تُوازن المواد الكيميائية في دماغكِ، وقد أشارت مجلة (ADDitude Magazine) إلى نظريات تربط بين تقلبات الإستروجين وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD لدى الإناث.
والعكس صحيح عندما تتقدمين في السن وتبدئين مرحلة انقطاع الطمث. فعندما يبدأ جسمكِ بإنتاج كمية أقل من الإستروجين على نحو طبيعي، غالبًا ما تتفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يُصنِّف الأطباء انقطاع الطمث على أنه انقطاع الدورة الشهرية لمدة عام على الأقل. لكن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي المدة التي تسبق انقطاع الطمث، تبدأ في المتوسط قبل ذلك بأربع سنوات.
خلال هذه المدة، حاولي زيادة رعايتكِ لنفسكِ، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام... فكلها عوامل لها تأثير إيجابي في هرموناتكِ. وراقبي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديكِ وأخبري طبيبكِ بما تلاحظينه. وإذا كنتِ تتناولين دواءً لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد تحتاجين إلى تعديل نوع الدواء أو جرعته للمساعدة في تحسين حالتكِ المزاجية.
تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء
يشعر كل شخص بفقدان التركيز وعدم التنظيم في مرحلة ما من حياته. ولكن لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يجب أن تتوافق أعراضك مع الإرشادات السريرية الحالية، مثل تلك الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن (الجمعية الأمريكية للطب النفسي) (DSM-5 Criteria for ADHD by APA) أو التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) الصادر عن (منظمة الصحة العالمية) (ICD-11 by WHO):
- خمسة أعراض مستمرة لعدم الانتباه و/ أو فرط النشاط/ الاندفاع. يجب أن تظهر هذه الأعراض في بيئتين مختلفتين على الأقل، مثل العمل والمدرسة أو العمل والمنزل. ويجب أن تؤثر في قدرتك على أداء مهامك.
- تاريخ من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يُعتقد أن هذه الأعراض تبدأ قبل سن الثانية عشرة.
ما اختبارات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المختلفة للنساء؟
لا يوجد اختبار واحد يُثبت إصابتكِ باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. بدلًا من ذلك، ستُطرح عليكِ كثير من الأسئلة. على سبيل المثال، من المرجح أن تُسألي عن:
- حالتك المزاجية.
- تاريخك الصحي.
- تاريخ عائلتك الطبي (على سبيل المثال، هل يعاني أي شخص آخر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟).
- تجارب الطفولة.
- ذكريات المدرسة.
- مشكلات أخرى تعانين منها (مثل القلق، الاكتئاب، أو تعاطي الكحول أو المخدرات).
- التحديات اليومية التي تواجهينها.
قد يطلب طبيبك إذنك بالتحدث إلى أشخاص يعرفونك جيدًا، مثل أفراد عائلتك أو أصدقائك المقربين، فهذا يُساعدهم في تكوين فكرة أفضل عن كيفية أدائك لحياتك اليومية.
في بعض الحالات، قد يُجري طبيبك فحصًا جسديًا لاستبعاد أي مشكلات قد تُسبب أعراضك. وقد يُطلب منك أيضًا إجراء بعض الاختبارات النفسية العصبية (Neuropsychological Testing) التي تُظهر كيفية عمل دماغك في مهام مختلفة مثل:
- الذاكرة.
- التفكير.
- الأداء التنفيذي (اتخاذ القرارات).
- الذكاء البصري المكاني (مدى فهمك للمعلومات التي ترينها).
يمكن أن تُساعد اختبارات كهذه في اكتشاف مشكلات أخرى، مثل اختلافات التعلم، والتي قد تُصعِّب عليك قضاء أيامك.
مع أن عملية الاختبار قد تبدو مُرهقة، فإن كثيرًا من الناس يعتقدون أنها تستحق العناء. وجدت دراسة أُجريت عام 2020 أن البالغين الذين شُخِّصوا أخيرًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه شعروا بتحسن تجاه أنفسهم ولاحظوا تحسُّنًا في جودة حياتهم.
كيفية علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء
لا يوجد علاج لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن يمكن التحكم في أعراضه بحيث لا تؤثر في حياتك اليومية، لذلك غالبًا ما يشمل العلاج كلًا من الأدوية والعلاج النفسي.
أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يمكن لأنواع مختلفة من الأدوية أن تزيد أو توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ مباشرة لمساعدتك في التركيز على نحو أفضل، وتشمل هذه الأدوية المنشطات، وإن تعذر فأدوية مضادة للاكتئاب.
سيأخذ طبيبكِ في الاعتبار حالاتكِ الصحية الأخرى عند اختيار الدواء. تأكدي من إخباره بأي أدوية أخرى تتناولينها، بما في ذلك الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية، والأعشاب، والمكملات الغذائية.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على نوع دواء اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والجرعة المناسبة لكِ. أخبري طبيبكِ فورًا إذا بدأتِ تشعرين بأي آثار جانبية.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
إلى جانب الأدوية، قد يقترح طبيبك العلاج النفسي. يعتمد نوع العلاج الذي يوصي به على أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديك وظروفك الحياتية.
ويمكن أن يفيدك العلاج النفسي أيضًا إذا كنتِ تعانين حالة نفسية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب. ويمكن غالبًا علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء من خلال علاجات مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي: يساعدكِ هذا العلاج في تعلم تقبل أفكاركِ ومشاعركِ، مع تغيير أنماط التفكير السلبية بأنماط تفكير صحية.
- الاستشارات الزوجية: يمكنكِ أنتِ وشريككِ مناقشة بعض التحديات التي قد يُسببها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في علاقتكما. ويمكن للمعالج النفسي مساعدتكما في تحسين تواصلكما.
- العلاج الأسري: معًا، يمكنكِ أنتِ وأحبائكِ تعلم فهم بعضكما بعضًا على نحو أفضل، وحل المشكلات التي تواجهانها.
- التدريب على مهارات الأبوة والأمومة: يمكن أن يساعدكِ هذا النوع من العلاج في إدارة جميع المسؤوليات المرتبطة بتربية الطفل على نحو أفضل.
- الانضمام إلى مجموعة دعم: يمكن أن يساعدكِ هذا في التواصل مع نساء أخريات مصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واللاتي يفهمن ما تمرين به. في هذه النقطة تحديدًا، يعمل أطباء ومختصون على تطوير تطبيق يساعد أسر أطفال طيف التوحد في اللقاء في محاولة لدعم بعضهم بعضًا.
إذا كنتِ تواجهين صعوبة في مواكبة العمل أو الدراسة، فقد تقررين التحدث إلى مستشار مهني أو مدرب مهني يفهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يمكنه مساعدتكِ في الاستفادة من نقاط قوتكِ، وإدارة التحديات على نحو أفضل عند ظهورها.
الحاجة إلى مزيد من البحث: هل هو اضطراب ذكوري؟
كان يُنظر إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سابقًا على أنه «اضطراب ذكوري مهيمن». الآن، مع ازدياد عدد النساء البالغات اللاتي يسعين للحصول على تشخيص وعلاج له، يُقرُّ العلماء بحاجتهم إلى مزيد من الدراسات التي تتناول الاختلافات بين الجنسين في هذه الحالة.
على سبيل المثال، بما أن الهرمونات الأنثوية لها دور في أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد يستفيد الأشخاص الذين وُصفوا بأنهم إناث عند الولادة من أشكال علاج مختلفة عما يُفيد الأولاد أو الرجال.
في نهاية المطاف، يقول الخبراء إن إجراء مزيد من الأبحاث يُمكن أن يُساعدهم في تحديد أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعلاجها مُبكرًا لدى الفتيات والنساء الصغيرات. وقد يكون التشخيص المُبكر مفتاحًا لتحسين إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع مرور الوقت.
لا يقتصر نقص الأبحاث على دراسة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الإناث مُقارنةً بالذكور فقط، بل إن المعلومات المتوفرة حول كيفية تأثير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على النساء المتحولات جنسيًا أقل. وتوجد حاجة إلى مزيد من الدراسات في المستقبل، فقد يُؤدي ذلك إلى طرق مُخصصة لكل جنس لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعلاجه.
نصائح عامة حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
- يزداد انتشار اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء البالغات.
- قد يستغرق التشخيص بعض الوقت، ولكنه يستحق العناء.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذي غالبًا ما يشمل الأدوية والعلاج النفسي، يُحسّن علاقاتكِ، ويُهيئكِ للنجاح في العمل والدراسة، ويساعدكِ في فهم نفسكِ على نحو أفضل.
كيف يبدو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عالي الأداء لدى النساء؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عالي الأداء ليس تشخيصًا طبيًا، بل هو مصطلح يصف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذي لا يؤثر في حياتك اليومية على نحو كبير. فقد تكونين عالية الأداء لأن لديكِ استراتيجيات تأقلم جيدة، أو قد تكون أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديكِ خفيفة أو محددة جدًا، لذا فهي لا تؤثر إلا في جوانب قليلة من حياتكِ العملية أو المنزلية، وغالبًا ما يُخفي تحقيق الكثير في العمل أو المدرسة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عالي الأداء.
إن فهم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) لدى النساء البالغات يتطلب تجاوز الصور النمطية والنظر بعمق إلى التحديات الفريدة التي قد يواجهنها. فالأعراض قد تكون أقل وضوحًا، والتشخيص قد يتأخر، لكن التأثير على جودة الحياة يمكن أن يكون كبيرًا، لحسن الحظ، مع زيادة الوعي وتوفر خيارات علاج فعالة تشمل الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي وأنواع الدعم الأخرى، ويمكن للنساء المصابات بـADHD تحقيق تحسن ملحوظ في إدارة أعراضهن والازدهار في حياتهن. إذا كنتِ تشعرين بأن الأعراض الموصوفة تنطبق عليكِ، فإن الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي التحدث إلى أخصائي صحة نفسية مؤهل، التشخيص الدقيق والعلاج المناسب يمكن أن يفتحا لكِ أبوابًا لفهم أعمق لذاتكِ وتحقيق إمكاناتكِ الكاملة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.