وهذا نوع آخر من أنواع اضطرابات الشخصية، وصاحب الشخصية الحدية يكون اندفاعيًّا ومتهورًا؛ لأنه يتصرَّف من غير تفكير في العواقب، ويميل إلى النزاعات مع الآخرين لمجرد انتقاده، وهو اندفاعي حتى في تكوين رأي؛ أي يحكم على الشخص إما أنه ممتاز جدًّا، وإما سيئ جدًّا، وإما أبيض وإما أسود، فلا توجد عنده منطقة وسط؛ لذلك دائمًا ما تكون عنده خيبة أمل؛ لأنه بمجرد أن يرى ما لا يعجبه من الشخص الممتاز بالنسبة له؛ فإن هذا الشخص يتحول عنده إلى النقيض.
اقرأ أيضًا: متلازمه نقص الانتباه أو AHDH.. تعرف عليها الآن
اضطراب الشخصية الحدية
الشخصية الحدية لديها ردود أفعال سريعة؛ بسبب عدم التفكير، فقد يترك الشخص العمل ليشعر بالراحة الوقتية، وبعد مدة يعاني بسببها، وبعدها يندم ويشعر بألم الفقد، وهذا ما يحدث أيضًا في علاقاته بالناس؛ لأنه مضطرب المزاج ومتلون.
وطبعًا نتيجةً لهذا؛ فعلاقاته العاطفية والصداقات كلها غير مستقرة، ودائمًا ما تكون علاقات عابرة، مع أنه دائمًا يخاف من الهجر والوحدة، وإذا كلمه أحد بلطف يشعر بفرحة شديدة، ويشعر بحزن شديد جدًّا إذا انتقده أو أذاه أحد ما، ودائمًا يرى العالم الخارجي من حوله مؤذٍ وشرير.
وصاحب الشخصية الحدية دائم البحث عن ذاته، ولا يستطيع أن يُكوِّن لنفسه صورة واضحة، ولا يعرف رغباته ولا أهدافه، ولهذا تجده دائمًا يشعر بالفراغ والضياع، وهذا ما يجعله دائمًا يُهدِّد بالانتحار، ومن الممكن أن ينفذ ذلك.
والشخصية الحدية شخصية قد تكون شديدة الخطر على نفسها، فصاحبها لا يؤذي الآخرين، ولكنه يتجنبهم إذا لم يجد فيهم ما يسره، ولكن شعوره بالضياع والفراغ هو الأخطر؛ لأن ذلك هو الدافع الأكبر له للتخلص من نفسه.
اقرأ أيضًا: أنواع اضطراب الشخصية الحدية وعلاجه
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
قد تكون وراثية، وقد تكون بسبب بعض التشوهات الدماغية، ومن الممكن أن تكون نتيجةً لتجارب سيئة في الطفولة، أو البيئة المحيطة بالمريض.
علاج اضطراب الشخصية الحدية
أما العلاج الأمثل للشخصية الحدية، فهو العلاج النفسي ويكون طويل الأمد، ولكن يأتي بنتيجة مرضية.
أما الأدوية، فقد وجد الأطباء أنها لا تأتي بنتيجة مع المريض، إذ يفضِّل الأطباء العلاج النفسي طويل الأمد عن طريق أفراد الأسرة وتكوين بعض الصداقات التي يثق فيها المريض بعض الشيء؛ حتى لا يجد كثيرًا من الفراغ.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن أمراض اضطرابات القلق؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.