أضرار السمك المقلي.. مخاطر خفية على صحتك

على الرغم من المذاق الشهي والقوام المقرمش الذي يشتهر به السمك المقلي، فإن وراء هذه اللذة الظاهرية تكمن آثار سلبية قد تهدد صحتك على المدى الطويل. يتناول هذا المقال المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بتناول السمك المقلي بانتظام، محللًا كيف يمكن لعملية القلي أن تحول وجبة صحية إلى مصدر للدهون الضارة والسعرات الحرارية الزائدة. ويستعرض المقال تأثير القلي على القيمة الغذائية للسمك، وكيف يمكن أن يؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية المهمة وزيادة تراكم المواد الضارة مثل الزئبق. ويهدف هذا التحليل الشامل إلى توعية القارئ بالمخاطر الخفية للسمك المقلي وتقديم نصائح عملية للاستمتاع بالفوائد الصحية للسمك مع تقليل أضرار القلي.

أضرار السمك المقلي

وراء الطعم اللذيذ للسمك المقلي، توجد آثار سلبية في صحتك، إليك تلك الآثار بالتفصيل. 

الإصابة بالسمنة.. السمك المقلي يزيد وزنك والسر في الزيت

ليست المشكلة في السمك ذاته بل في زيته، تلك الكارثة المدوية، فحين يوضع السمك في الزيت تمامًا ليخرج مقرمشًا يكون قد امتص كمية كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية التي تتجاوز حاجات جسمك اليومية، تلك الدهون لا سيما المتحول منها لا تزيد من وزنك فقط، بل تؤثر أيضًا في إشارات الجوع والشبع داخل جسمك، فتجعلك تأكل أكثر مما تحتاج إليه، وتجعل جسمك يخزن الدهون بدلًا من أن يحرقها، فهي بذلك أمر خفي يؤدي بك إلى السمنة دون أن تدرك السبب.

السمك المقلي والسمنة

السمك المقلي والإصابة بالسكري 

تكرار تناول السمك المقلي لا يمر على جسمك مرور الكرام، فمع كل قطعة منه تزداد احتمالية اضطراب توازن السكر في الدم، فكل الأطعمة المقلية لا تكتفي برفع السعرات لديك فقط، بل تضعف استجابة جسمك للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن ضبط مستوى السكر، ومع ضعف هذه الاستجابة يبدأ الجسم بمقاومة الأنسولين، وتلك هي أولى الخطوات نحو مرض السكري من النوع الثاني، وما يقلق فعلًا أن الخطر يتضاعف بسرعة، فوجبتان مقليتان في الأسبوع قد تكون كفيلة أن تجعل جسمك يختل في تعاملاته مع السكر، فماذا يحدث لمن يتناولها أكثر من ذلك؟ 

الإصابة بأمراض القلب ومشكلات الأوعية الدموية

لا نستطيع أن ننكر فائدة السمك لصحة القلب، لكن قليه في الزيت يغير المعادلة، لا سيما في حالة الإفراط في تناوله كأن تتناوله مرتين في الأسبوع، هذا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فالدهون المتحولة والزيوت المؤكسدة التي تنتج عن القلي تدخل إلى الجسم، وتجهد القلب بمرور الوقت، كما أنها تزيد أيضًا من احتمالية التعرض لفشل القلب أو السكتة القلبية، فلا تنخدع بمظهره الشهي وطعمه اللذيذ؛ لأن أثره لا يكون مفيدًا للشرايين.

السمك المقلي وأمراض القلب

فقدان القيمة الغذائية (خاصة أوميجا 3)

تتغير القيمة الغذائية للسمك عند القلي، فمثلًا نجد أن سمك السلمون المعروف بغناه بأحماض أوميجا 3 المفيدة للقلب والدماغ يفقد جزءًا كبيرًا من هذه الأحماض في أثناء قليه، لا سيما في حالة استخدام درجات حرارة عالية، ولا يقتصر الأمر على أوميجا 3 فقط، بل تتأثر عناصر غذائية أخرى موجودة في السمك النيئ، وهو ما يجعل القيمة الصحية للوجبة أقل مما نظن. 

يزيد من تراكم الزئبق 

هل تعلم أن عملية قلي السمك بعمق يمكن أن تزيد من تراكم الزئبق داخل الأسماك بنسبة تتراوح بين 30-45%، والسبب وراء ذلك يرجع إلى امتصاص السمك للزيت في أثناء القلي إلى جانب تغطيته بطبقة من فتات الخبز قبل وضعه في الزيت، تلك الزيادة في الزئبق تمثل خطرًا على صحتك، نظرًا لارتباط هذا المعدن بمجموعة من المشكلات الصحية؛ مثل ضعف وظائف الدماغ والقلق والاكتئاب وأمراض القلب، إلى جانب التأثيرات السلبية في نمو الرضع.

السمك المقلي وتراكم الزئبق

نصائح لتجنب أضرار السمك 

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الوجبة المفضلة، مع الحفاظ على قيمتها الغذائية.

إزالة الجلد 

تقلل إزالة الجلد من تأثير المواد الضارة الموجودة في  السمك، وكذلك إزالة جزء من بطن السمكة قبل تناولها، فهذه الأجزاء تحوي مركبات سامة مثل ثنائي الفينيل PCBs متعدد الكلور والمركبات الكيميائية المشابهة، ويفضل تناول الأسماك الصغيرة؛ لأن الأسماك الكبيرة تحتوي كميات أكبر من المواد الضارة، نظرًا لتعرضها إلى مدة أطول للتلوث. 

إزالة جلد السمك المقلي

الطهي الجيد

طهي الأسماك جيدًا أمر مهم إذا كنت تريد تجنب أضرارها، فالطهي الجيد يساعد في تقليل المواد الملوثة مثل مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور والديوكسين وبعض المبيدات الحشرية، ويمكن أن تنخفض نسبتها في الأسماك بنسبة 50% في أثناء الطهي، ويحدث ذلك عن طريق تقليل كمية الدهون الموجودة في السمك، ومع ذلك لا توجد طريقة طهي يمكن أن تقلل من نسبة الزئبق في الأسماك؛ لأنه يرتبط دائمًا بالبروتينات الموجودة في النسيج العضلي للأسماك.

تناول الأسماك ذات المحتوى المنخفض من الزئبق

ينصح الخبراء بتناول الأسماك ذات المحتوى المنخفض من الزئبق؛ مثل الأنشوفة والإسقمري الأطلسي والسلمون والرنجة والسردين والتونة المعلبة، وذلك لتقليل مخاطر التعرض إلى الزئبق.

وينصحون أيضًا النساء في الحمل أو الرضاعة، أو اللواتي يخططن للحمل قريبًا وكذلك الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 10 سنوات بتناول ما بين 227 إلى 340 جرامًا من الأسماك منخفضة الزئبق؛ أي ما يعادل وجبتين إلى ثلاث وجبات في الأسبوع، أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، فالأفضل لهم أن يقللوا من تناول الأسماك لتجنب أي تأثيرات ضارة تحدث لهم. 

أسماك منخفضة الزئبق

لقد تناولنا في هذا المقال أضرار السمك المقلي المحتمل حدوثها نتيجة تناول السمك المقلي باستمرار، كزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب، وتراكم الزئبق، وقدمنا لك أيضًا تأثير عملية القلي في القيمة الغذائية للأسماك وأثرها السلبي في العناصر المفيدة، إضافة إلى بعض النصائح التي تساعدك في تقليل هذه الأضرار مثل إزالة الجلد والأجزاء الدهنية، وطهي السمك جيدًا، واختيار الأسماك ذات المحتوى المنخفض من الزئبق، لذا يجب عليك أن تكون واعيًا بما تتناوله من سمك مقلي وأن تتخذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على صحتك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.