الأهداف التي تخطط لها تحتاج إلى صبر وتأنٍّ، ولا تحتاج لعجلة وتسرع، ولا سيما لو كان الهدف من الأهداف العظيمة والتربوية، فكل شيء يُزرع يحتاج إلى غرس وسقية ورعاية واهتمام ونضج.
اقرأ أيضاً تعرف على بعض النصائح لتصبح أكثر نجاحاً ج4
الاستعجال والتسرع يقودان إلى الفشل
أما الاستعجال والتسرع فنهايته البور والفشل، فكما أن النبات والزرع وبناء الأشياء يحتاج لوقت ومثابرة، فبناء النفس من الأهداف الصعبة والعسيرة؛ لأن النفس تحب الراحة والكسل والدَّعَة، وترك بذل الجهد، وتحب عدم التكليف بالأوامر والنواهي وما لا تطيق؛ لذا فإن تربية النفس وأخص تلك النفس التي هي نفس طفل أو صبي ما زال يحب اللعب والحركة والحرية.
ولا يطيق أمر التكليف، فوقتها لا بد من رياضة على ذلك، وصبر وتحمل وعدم تجريح أو توبيخ، بل بالتشجيع مع الحث وبعض الشدة، وهكذا كل الأهداف تحتاج لخطة وتفرغ لها.
أما من ترك هدفه لغيره وللوقت، ولم يسقه ويرعه بار وضاع وصار لا شيء، بل قد يكون عليه حسرةً وندامةً لتركه وإهماله، فإذا كان لك ثمة هدف فاصبر وتأنَّ، ولا تتعجل، واعلم أن السير الطويل يبدأ بخطوة، ولكن هذه الخطوة كان لها نية، وكان لها عزمك ونيتك الوصول لهدف ما، ولا بد لكي تقدم على الوصول إلى هدفك أن تأخذ كل أدواتك معك، وأن تعلم أنك قد تسقط في ثلث الطريق أو في منتصفه أو قد يعوقك عائق ما، فلا يقعسنَّك أي حاجز أو عائق عن هدفك، واعبر منه بقوة الجواد وإقدام الفهد وشراسة النمر وخفة النسر.
اقرأ أيضاً الرحلة من تحديد الهدف إلي تحقيق الأهداف
بعض النصائح للوصول إلى هدفك
لا تكن كحَمَل صغير ضعيف يبكي أمام أمه؛ لأنه لا يجد ما يأكله، فأعد لهدفك ما يتطلبه ذلك الهدف من مؤونة وعدة وعتاد وراحلة وزاد، وقبل ذلك أعد له الإرادة والعزم والتحمل والصبر حتى لا تخور في الطريق أو تسقط، واختر عن بحثٍ ودراسةٍ ما ستقدم عليه ولو كان معك كل شيء.
السقوط أصعب من الصعود؛ لأنه يكسر ويقتل ويبدد كل شيء، فلا تحسب أي حسبة للسقوط ولكن قل لنفسك: لا يوجد في حساباتي ولا في قاموسي تلك الكلمة ولن تكون، فحقق هدفك وامضِ بنَفَس طويل، واصحب معك كل صديق صادق مخلص لك حتى يعينك على هدفك، ولا تختر من الناس المتعجِّل أو المتسرِّع أو من يأتي في طريقك ويحبطك، فمثل هذا يكون عثرة وعرقلة لك.
واستعن بالله ثم من له خبرة ودراية بهدفك واسأله عن كل صغيرة وكبيرة تخص هدفك، حتى تحمل معك حقيبة هدفك كاملة، وإذا أقدمت على الهدف فلا تفرط في الحماس ولا في أنفاسك حتى لا تبذل جهدك كله.
وتجد نفسك بعد ذلك بلا جهد أو نفس، بل تأنَّ واصبر حتى تجني ثمرة هدفك، فربما كان هذا الهدف منفعة لك طوال حياتك وبعد مماتك.
Mar 6, 2023
جميل كلام رائع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.