نظرت للعبارة بتأني ولكني لم أقرأها مرة أخرى، اقتضت مني بسمة باردة على محل ثغري واكتفيت، ثم ألقيت الرسالة في القمامة وأدرت لها ظهري وخرجت لأمي وأبي وعملي
لم أكن هكذا قبلاً معه فلقد كنت أنصهر بمجرد مروره بجواري، وكيف أصبحت هكذا؟ ! . . . لا أدري، ولكن ما أدركه الآن من نفسي هو إنني أصبحت قوية باستغنائي عنه والتأمت جراح نفسي وزادت حدة كرامتي بذلك، لم أصل لتلك الدرجة من الاستغناء إلا بعذاب شق أنفسي وجحيم زار ذاكرتي ومعركة دارت بين شقي رحى الليل والنهار وفي النهاية الصعب عليّ هان وصرت قوية بدونه. . .
استغنيت عن نظراته التي لا أَمَلّ من لقياها في ساعات يومي الأربعة وعشرون، واستغنينت عن صوته العذب في حديثه، واستغنيت عن تصرفاته وكافة تحركاته التي تعجبني بل وتثير جنوني، استغنيت عن عطره الذي يراودني في يقظتي وفي نومي، استغنيت عن وجوده حتى لو تحرك قلبي في لقياه ونبض وكأن نبضي كان معه وبحوزته
هل هذا عجيب؛ أن أحبه وأعشقه ولكن لا يعنيني وجوده بعد الآن
أخبرته مرة بعد خيانته لحبي وهجره لاهتمامي، بحب واهتمام أخرى ظن يوماً أنه أحبها وأنها أحبته، إنني لن أرجع لسابق عهدي ولن أكون له بعد الآن
فقال لي إنني كنت دواءه في أوج داءه، إنني كنت منارته ولن ينكر وأنه أحبني بجزء كبير من قلبه ولن ينكر، ولكنها حبه الأول؛ أول من امتلكت مفاتيح أبواب قلبه وعاشت بين جدرانه، فوشم بها وأصبح يأبى نسيانها. . . . أحبك ولكن أُحبها أكثر
تركته وكُلي وجع، فسلطان قلبه هي حتى ولو كنت أنا وطنه الذي ينتمي له، تركته حينما أحسست إنني منفاه ولست ذلك الوطن، تركته ولكنه عاد بعدما ذاق مرارة الغربة، عاد يطلب سَكَنَايَ، ولكن هل الخائن لوطنه
بقلم/رحاب إبراهيم عجم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد