الفرص تخلق عندما يكون المرء مستعداً أن يواجه حقيقة الشيء، وبعدها يجابه بما يتميز به على الشيء غير المملوك لأحد لكنه للجميع، على سبيل المثال الأدب هو للجميع وليس لأحد، لكن الكاتب عليه أن يواجه حقيقة ما هو الأدب ثم يجابه لأجل خلق فرصة؛ ليكون تمهيداً لمبادئه وقيمه التي يرجحها في عقله.
اقرأ أيضاً عن
الفنون الإسلامية من أعظم الفنون التي أنتجتها الحضارات الكبرى
علاقة الأدب والأدباء بالواقع
إن غالبية الناس مع هذه الصورة التي تماهى فيها ما إن تتحقق على أرض الواقع حتى يكون من نصيب الناس فيها أكثر إنسانية، أو مذهباً، أو حقيقةً ما، هذه الطريقة الجنونية التي تمارسها، شقت طريقها دون دراية ثم تعلنها مرة واحدة.
والكاتب جزء من الأدب، والأدب إما أن يقوم بقبوله أو رفضه، في المستقبل القريب أو البعيد لا أحد يعلم ما هو الأدب للكاتب المبتدئ لأن لا أحد يمتلك شيئاً من الكاتب الآخر، لا فكرهُ ولا طريقة تفكيره ولا تجربتهِ.
إن لكل كاتب ميزة عليه أن يبحث عنها حتى يكون هو وليس صنيعة غيره، وهو هذا الشيء الذي يواجهه، أما المجموعات التي تريد خلق كاتب عبر معلومات عن كيفية الكتابة وتوجيهها فهذه من الأساسيات وليست تدخل في قيم الكاتب، إنه يعلمك كتابة الرواية، اطلب منه روايته العالمية؟
كم سيخلق أعذاراً غبية تجعل الكاتب تتزعزع ثقته في عالم المثقفين أو منتدى الثقافة المقلدة، نحن مبتكرون إذا حللنا الفكرة ثم ما لبثنا حتى هذبناها بأخرى، ثم نكتب تحليلنا للظواهر الاجتماعية ونغلط الأفكار أو نقوم بتصحيحها، أو نتبنى فكرة أخرى.
إن المادة العلمية أو الأدبية هي نتاج التفكير الممحص، وإن الذي يقوم بتدريس كتابة الرواية هو يسرق علم غيره، ولا يأتي بشيء جديد، نمط قد استخدمه سابقًا ولاقى فيه نجاحاً مبهراً، أو يحاول أن يعرف الناس على أنه كتاب يجب على كل مثقف أن يتداركه.
الفرق بين الأدب العربي القديم والحديث
إن الأدب في العصر الجاهلي هو من المأدبة، وفي العصر الإسلامي هو كما جاء في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، وفي العصور التي تلت عهد النبوة كان الأدب يتمثل في جميل الشعر والنثر.
إذن، الأدب يتطور مع كل زمن بقدوم امرئ قوي يغير من مصطلحه حتى يكون متشعباً، فمرة من آداب الأكل، ومرة من أدب مكارم الأخلاق، ومرة من أدب الشعر أو النثر.
الكتابة الأدبية موهبة أم تعلم؟
تعليم الأدب شيء لا يدخل في معنى الإدراك عند المتلقي، إن الكاتب متعدد الألوان الأدبية والذي يميل إليه يفترس فيه في بعض الأحيان أو يفشل فيه، وإذا فشل فإنه ليس خبيراً في هذا الميول، ولهذا لم يستفد من الشيء هذا الكاتب المتلقي من المنتديات التعليمية، وعليه أن يبحث في نفسه عن الأفكار التي تصدمه.
إن الأفكار التي تصدمه وتجعله يواجه الحقيقة بعد ذلك إما أن تكون مجابهة ويستمتع بذلك، أو مجابهة فاشل لم يعد يزاول هذه القيم لصعوبة تعليمه، ومعلم الأدب يقوم بالتعليم ليس لإخراج جيلٍ واعٍ، وصلد، ومقاوم، إنما من أجل رغباته يستجلب مقتحمي الأدب الذين يريدون أن يكونوا متميزين وعلى ظهرهم حاملين لبنة الأحلام التي تغرقهم، ويسندهم ذلك المستجلب بإضافة بعض الأوهام، ويبهرهم في علمه المصطنع من أجل تحقيق رغبة المال أو الشهرة لغير المتذوقين للأدب من أجل الإبهار، وقليل من يهتم بضمير.
دراسة الأدب والمدارس الفلسفية
وقد يذكرني ذلك بمدارس الفلسفة عند أفلاطون أو فيثاغورس، أو أبيقور، أو زرادشت نبي الفرس أو بوذا الإنسان أصبح إله الهند، وإذا كان للفيلسوف علم فإنه لا يبخل، بل من أجل الضمير الإنساني يناوله لطلابه علماً لا يعرف به ويثق به، ويطور ملكاتهم فيهِ، هكذا تحول الطالب أفلاطون من معلمه الكبير سقراط إلى فيلسوف ما زال العلم يتداول مذهبه، وذلك يشبه الآن المنتديات في أداة حضارية (الموبايل و التطبيقات)؛ ليكون مدرسة للطلاب ونحن لا نعرف عنهم شيئاً سوى الذي يريدون أن نراه.
وأنا أعتقد، بل أقر أن الثقة فطرية، إنها من جسد الإنسان ولو كان على العكس لما اجتمع الغريب مع الغريب، ولما بدا الشك عند الغريب بعد أن فقد ثقته بالآخر، فنحن نثق بمن نجتمع بهم قبل أن نتأكد، وذلك درس للفطرية البشرية، وبعد ذلك كلٌّ يخرج عيبه؛ ويوجد من يصطنعه طيلة الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.