8 أسباب تجعل الأطفال يرتكبون الأخطاء

يرتكب الأطفال أخطاء كثيرة في رحلتهم التعليمية والنفسية، وقد يفسر الآباء هذه الأخطاء على أنها تقصير أو سوء تصرف، في حين تكون في الحقيقة نتيجة لحاجة الطفل إلى التوجيه، أو الخبرة، أو حتى العاطفة. إن فهم الأسباب الحقيقية وراء الأخطاء التي يرتكبها الأطفال يساعدنا على دعمهم بطريقة صحيحة، وتحقيق نمو متوازن لهم نفسيًا وسلوكيًا.
يستعرض هذا المقال 8 أسباب رئيسة تدفع الأطفال إلى ارتكاب الأخطاء، مقدمًا رؤى قيمة للآباء والمربين لفهم سلوكياتهم فهمًا أعمق، ونتناول بالتحليل كيف أن الأخطاء ليست دائمًا علامة على التقصير أو العناد، بل قد تكون دليلًا على الحاجة إلى الخبرة، أو التعليم، أو الوقت، أو حتى وسيلة لجذب الانتباه، استعد لاكتشاف كيف يمكن لفهم هذه الأسباب أن يحوّل تعاملك مع أخطاء أطفالك إلى فرص للنمو والتعلم المشترك.

«لماذا يكرر طفلي الخطأ نفسه؟» سؤال يؤرق كثير من الآباء والأمهات، نحن نعلم أن أطفالنا ليسوا فاشلين، قد يفشلون في اختبار هنا أو هناك، أو لا يفوزون في بطولة، أو لا يحصلون على زيادة في أول تقييم لدراستهم، لكن كل هذا لا يجعلهم فاشلين.

إنهم سيرتكبون الأخطاء؛ لأنهم بشر! ولمساعدة أطفالنا في تجاوز أخطائهم وتجنب الشعور بالفشل، علينا أن نفهم أسباب ارتكابهم للأخطاء. فعندما نسعى بصفتنا آباء وأمهات إلى الفهم، فإن ذلك يزيد تعاطفنا، ويخفف إحباطاتنا تجاه أبنائنا. وعندما تستمعون باهتمام وتراقبون باهتمام «أسباب» أخطائهم، ستعرفون أفضل طريقة لدعمهم.

تشير دراسة من جامعة كامبريدج إلى أن السماح للأطفال بارتكاب الأخطاء يعزز من قدرتهم على تذكر المعلومات الجديدة، ويؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل. تؤكد الدراسة على أن إعطاء الأطفال الحرية والثقة لارتكاب الأخطاء يُحسن من استدعاء المعلومات الجديدة ويؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل.

لماذا يرتكب أطفالنا أخطاء؟

دعونا نستكشف ثمانية أسباب لارتكاب الأطفال للأخطاء:

حاجتهم إلى مزيد من الخبرة

عندما يشكو الأطفال من صعوبة المناهج الدراسية، أو سوء معاملة الأقران، أو حتى المعلمين، لدرجة أنهم باتوا يكرهون الذهاب إلى المدرسة، يمكننا تذكيرهم بأنه لو كانت سهلة، لما احتاجوا للذهاب إليها.

المدرسة -وكثير من أمور الحياة- تدور حول تجربة أشياء جديدة. يجب أن نُعلم أطفالنا أنهم ليسوا «أغبياء» عندما يخطئون. الأخطاء جزء من الحياة، وغالبًا ما تظهر عندما نحتاج إلى مزيد من الخبرة.

الخطأ يكسبك خبرة

يجب تعليمها لتحقيق النجاح

قد تحدث الأخطاء عندما يكون المحتوى والمهام جديدة ولم يبدأ التدريس بعد. فقد يستمتع الأطفال بتجربة الأشياء بمفردهم، لكنهم قد يشعرون بالإحباط الشديد عندما لا تسير الأمور على ما يرام في نهجهم المستقل. حافظ على ثقتهم بأنفسهم عندما تلاحظ أن سبب خطئهم كان ببساطة حاجتهم إلى المساعدة أو مزيد من التعليمات.

وهذه دعوة للآباء والأمهات بالجلوس إلى أبنائهم، وتقديم يد المساعدة والعون لهم أولًا بأول، وقبل أن يطلبوها، وهذا بالطبع يحتاج آباء وأمهات قريبين من أبنائهم.

يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتعلم شيء ما

تحدث الأخطاء لأن الأطفال لم يتعلموا شيئًا جيدًا بما فيه الكفاية، على الرغم من الإرشاد المستمر؛ فإن هذه الأخطاء جزء من التعلم، وتستمر، وليست خطأ أحد. كيف تعلمت القيادة؟ بالاستمرار. كيف حددت صلصة الشواء التي تفضلها؟ بالطهي بنوع ثم آخر. هل ارتكبت خطأ؟ لا.

لقد كانت تجربة «تعلم بالممارسة»، وليست تجربة «خطأ بالممارسة». اللغة التي نستخدمها لمناقشة الأخطاء مهمة؛ يشمل هذا ما نقوله لأطفالنا وما نفكر فيه عندما نفكر بهم.

التعلم بالممارسة

توضح دراسة منشورة في PubMed Central أن الطريقة التي يتحدث بها الأهل مع أطفالهم عن الفشل والأخطاء تؤثر على خوف الأطفال من الفشل. عندما يُشجع الأهل أطفالهم على مناقشة الأخطاء وتقديم الدعم العاطفي، يقل خوف الأطفال من الفشل ويزيد استعدادهم للتعلم من الأخطاء.

يحتاجون إلى دافع صحي لإتقان الأمور

أحيانًا يرتكب الأطفال أخطاءً لأنهم لا يريدون الضغط الإضافي الذي يصاحب التفوق. قد يُلحُّ عليه مُعلِّم ابنك باستمرار لأنه دائمًا منتبه ومُحق، لكن ابنك يُريد أن يأخذ استراحة من ذلك. قد يشعر ابنك الأكبر أن سعادتك كلها على عاتقه، وهذا دافع غير صحي ويُسبب ضغطًا كبيرًا على أي طفل في هذه المرحلة العمرية.

أطفالنا يحتاجون إلى تفهمنا واهتمامنا

قد يفشل الأطفال أحيانًا في شيء ما أو يرتكبون أخطاءً لمجرد إثارة غضبنا، أو بمعنى أصح، لفت انتباهنا نحوهم. لنكن صريحين: إنهم صغار أذكياء، حتى في سن مبكرة، ويمكنهم تعلم قوة التلاعب مبكرًا.

في هذه الحالات، من المهم الرد بتفهم. عندما يحين الوقت المناسب، وحسب عمرهم، أخبرهم أنك تُدرك غضبهم أو إحباطهم، لكنك تُفضل أن يتحدثوا معك عن مشاعرهم بدلًا من التعبير عنها.

ارتكاب الأخطاء للفت الانتباه

مزيد من الإرشاد والتوجيه فيما يتعلق بالشخصية والطاعة

أحيانًا، تكون الأخطاء مسألة شخصية، قد يُسرع الأطفال في إنجاز مهمة أو واجب ما ليعودوا إلى ألعاب الفيديو، ويمكنهم اختيار عدم مراجعة عملهم لأن الكبرياء يعيقهم، وهم مقتنعون فقط أنهم لم يرتكبوا أي أخطاء، بصفتنا آباء، علينا أن نميز ما إذا كان أطفالنا يرتكبون أخطاءً عرضية في الحكم على الأمور، أم طوَّروا عيوبًا شخصية مستمرة تحتاج إلى معالجة.

يحتاجون إلى احترام الذات وضبط النفس واحترام الآخرين

أحيانًا تُوقع نقاط قوة الأطفال في المشكلات. فكثرة الأشياء الجيدة ليست جيدة! على سبيل المثال، قد يتحدث الأطفال الأذكياء كلامًا كثيرًا، وقد يطرح الأطفال الأذكياء طرحًا منطقيًا، والذين لديهم فضول كبير، أسئلةً لإبقائك مشتتًا ولإطالة وقت النوم.

لا نريد أن نُضعف نقاط قوتهم بالمبالغة في ردود أفعالهم والانتقاد المفرط، لكننا نحتاج إلى تعليمهم مفاهيم ضبط النفس واحترام الآخرين، واحترام الوقت والمواقف الاجتماعية. مثال: «أنا أحب فضولك وأسئلتك الذكية، ولكن الآن وقت النوم، يمكننا التحدث عن هذا غدًا».

ضرورة احترام الآخرين

يحتاجون إلى النوم والطعام والاستقرار العاطفي

هل يُخفق طفلك أحيانًا في أداء واجباته المدرسية أو يتخذ قرارات غير سليمة عندما يكون متعبًا أو جائعًا أو ضعيفًا عاطفيًا؟ قد تكتشفين أن ابنتك يجب أن تبدأ واجباتها المدرسية بعد تناول وجبة خفيفة، وقد لا يتعامل ابنك مع يومه الدراسي الطويل جيدًا، وقد يحتاج إلى النوم قبل ثلاثين دقيقة مما كنتِ تتوقعين.

 لتتبع أنماط سلوك طفلك، يمكنكِ الاحتفاظ بسجل مكتوب لسوء سلوكه باستخدام تقويم أو قائمة. بعد تسجيل بضعة أيام من الأخطاء وسوء السلوك، ومن كان حاضرًا، وما إذا كان ذلك قريبًا من وقت تناول الطعام، أو ما إذا كان متعبًا، يمكنكِ غالبًا تحديد استراتيجيات ممكنة للحد من سوء السلوك.

عندما تلاحظون لاحقًا أن طفلكم يرتكب أخطاءً، سواء أكانت سلوكية أم تربوية، أود أن أشجعكم على إعادة النظر في هذه القائمة. وقبل أن نوجه لهم أي انتقاد أو نوجه لهم توجيهًا خاطئًا، لنبدأ بمعرفة السبب؛ لأن فهم ذلك سيساعدنا في دعم أطفالنا بالطريقة الأكثر فائدة.

إن التعامل مع أخطاء الأطفال ليس بالمهمة السهلة، ولكنه فرصة ثمينة للتعليم والتوجيه وبناء علاقة قوية معهم، فبدلًا من الردود الغاضبة أو التوبيخ، علينا البحث عن الدافع الحقيقي وراء السلوك، وتقديم الدعم العاطفي والمعرفي المطلوب، فعندما نفهم الأسباب الكامنة وراء سلوكياتهم، نبتعد عن دائرة اللوم والنقد، ونقترب أكثر من مساعدتهم على تطوير مهاراتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتنمية شخصياتهم بإيجابية، أطفالنا ليسوا بحاجة إلى الكمال، بل إلى بيئة آمنة تسمح لهم بالتعلُّم والنمو بثقة، وعندما نساعدهم على تخطي أخطائهم بفهم ورحمة، فإننا نبني شخصيات قوية ومتزنة قادرة على مواجهة الحياة بتوازن ونجاح، تذكروا أن كل خطأ هو دعوة للتعلم، لنا ولأطفالنا على حد سواء.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.