إدمان العلاقات والتعلق بالأشخاص

فيما يسمع بعضنا كلمة إدمان، يخطر بذهننا إدمان المخدرات والكحوليات والموبايل والميديا بكل صورها وأشكالها، ولكن في الواقع يوجد إدمان من نوع آخر ألا وهو إدمان العلاقات والتعلق بالأشخاص.

قد يهمك أيضًا ملخص كتاب علاقات خطرة للدكتور محمد طه

التعلق المرضي بالأشخاص

التعلق بالأشخاص يبدأ بميل عاطفي وانجذاب نحو شخص ما، ليس شرطًا أن يكون الطرفان شابًّا وفتاةً، فقد يكون صديقًا أو أحد أفراد الأسرة أو معلمًا أو أي شخص داخل دائرة حياة الفرد، وهذا أمر ليس مرفوضًا.

فالانجذاب للأشخاص وخاصة إذا كانوا أشخاصًا متميزين أو ذوي تأثير، فهذا أمر نافع ومفيد، ولكن تكمن المشكلة حينما يربط الفرد سعادته وحياته ويومه بهذه الشخصية، فهو لا يرتاح عندما تبتعد هذه الشخصية عنه.

كما لا يشعر بالفرح والسعادة بدون وجود هذه الشخصية في حياته، أو عندما يقيد حرية الآخر ليجعله ملازمًا له طوال الوقت واليوم، حتى يصل التعلق لدرجة الإدمان أو ما يُسمى بالتعلق المرضي.

ويمكن تشبيه علاقة التعلق بخيط رفيع إذا كانت علاقتنا بالآخرين سطحية، وبخيط الدوبارة إذا كان التعامل قريبًا لحد ما، وقد تتعمق العلاقة وتشبه الحبل صعبًا قطعه، وقد تتعقد العلاقات والانجذاب لدرجة التكبيل الذي يحتاج إلى معاناة لتذليل صعوبة ومعاناة تلك العلاقة.

والمشكلة تظهر واضحة جلية لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من التعلق، فقد يصل عند البعض لدرجة الإدمان.

فنرى أبناءً يتعلقون بآبائهم لدرجة جنونية حتى حينما يفقدونهم أو يرحلون عن عالمهم، يشعرون بحالة من الاكتئاب والتشتت وضعف القدرة على الحياة ومواجهتها، وقد نجد فتاة تتعلق بشاب أو العكس، وعند انفصالهم يشعر أحدهما بصعوبة الحياة بدون الطرف الآخر.

وهكذا نجد صديقًا أو صديقةً ربطا حياتهما معًا، وعندما يبعد أحدهما يتحطم الطرف الآخر.

كما تظهر المشكلة حينما يفرض شخص على الآخر الذي يتعلق به نظامًا معينًا أو أوامر لكي يجعله معه طوال الوقت، أو يفرض عليه حياة بعينها لكي يكون مثله، وهذا ليس صحيحًا؛ فلكل إنسان شخصيته وحياته الحرة، ولا يجب أن يقوم شخص بتطبيع شخصيته أو احتياجاته على شخص آخر.

دعني أقول إن الحياة تتطلب من الإنسان حالة من الاتزان النفسي والعاطفي في جميع دوائر التعاملات والعلاقات الاجتماعية والأسرية والزوجية، فلا يجب أن يربط إنسان حياته بشخص ما، وكذلك بشيء ما أو مكان ما..

إنها دعوة للحرية من قيود يضعها أناس لأنفسهم وللآخرين.

 قد يهمك أيضًا

-رواية الجدار لنورا ناجي.. عن الحب والفقد والتعلق وأشياء أخرى

-قصيدة وطنية.. التعلق وحب الوطن

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة