إدمان السوشيال ميديا.. الأعراض والمخاطر وكيفية التخلص منه

هل تشعر بأنك تقضي ساعات طويلة في التصفح دون فائدة؟ هل لاحظت تغيرًا في مزاجك أو إنتاجيتك بسبب وسائل التواصل الاجتماعي؟ أنت لست وحدك! الدراسات الحديثة تُظهر أن 1 من كل 3 أشخاص يُعاني من أعراض إدمان السوشيال ميديا، ما يؤثر في الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

في هذا المقال، نستعرض معًا الآثار الخطيرة لهذا الإدمان، ونسلط الضوء على خطوات عملية للتخلص منه، مدعومة ببحوث علمية وخبرات نفسية.

إدمان وسائل التواصل الاجتماعية

إذا كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع الأهل والأحبة من باقي الناس للترفيه، أو من أجل مشاهدة الفيديوهات بمختلف أنواعها، أو ببساطة من أجل تضييع الوقت وهدره بلا فائدة، أنا هنا أقول لك إنك لست وحدك، كثير من الناس أصبحوا على ما أنت عليه في هذا الزمن.

عندما نربط إدمان وسائل التواصل الاجتماعي بالأطفال والمراهقين خاصة فذلك بسبب أنهم الفئة الأكثر جلوسًا أمامها

عندما نقول إن استخدام وسائل التواصل هو هواية شائعة، ثم نربطها بفئات المجتمع، وبوجه خاص الأطفال والمراهقين، فذلك بسبب أنهم الفئة الأكثر جلوسًا أمام وسائل التواصل الاجتماعي مع استهلاك كبير لمحتواها، كما يُلاحظ أيضًا أن شريحة البالغين، من فئة الشباب إلى منتصف العمر، تُعد من الفئات المدمنة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

المهم في الأمر، كيف تتحول هواية غير ضارة إلى إدمان؟ مثل أنواع الإدمان السلوكي الأخرى؟

يبتدئ تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على دماغك بطرق عدة، وكل واحدة تختلف عن الأخرى، وجميع الطرق تكون ضارة. قد تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار وبإفراط، كما أنه يمكنك أن تصبح معتادًا على اللمس المتواصل لشاشة الموبايل من أجل التنقل عبر المنشورات والصور والفيديوهات، لدرجة أن ذلك قد يتداخل مع جوانب كثيرة في حياتك ويوقفها.

توجد دراسات تقول إن 3 من كل 10 أشخاص قد يكونون مدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

بلا شك، ليس كل فرد يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي معناه سيصاب بالإدمان. مع ذلك، ولسهولة استخدام هذه الوسائل، الكثير من الأشخاص قد يتطور معهم الأمر ويصبحون مدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي في مرحلة معينة من حياتهم.

لماذا تسبب وسائل التواصل الاجتماعي الإدمان؟

قد تظهر لك وسائل التواصل الاجتماعي بأنها مجرد أدوات تتماشى مع العصر الحديث، وأنها صُممت من أجل التسلية الذهنية والنفسية، لكن الحقيقة مخالفة لهذا نوعًا ما. في الواقع، يوجد تأثير واضح وملحوظ يظهر على الدماغ مع الاستخدام المزمن لوسائل التواصل الاجتماعي، تُعرف هذه الآلية بالإشراط الاستثابي (Operant Conditioning) حيث يتم تعزيز السلوك بالمكافآت المتقطعة.

عند زيارة أحد تطبيقاتك المفضلة تزداد الإشارات العصبية الموجودة  في الدماغ ويتزايد الدوبامين في كل مرة تسجل فيها دخولك

عندما تدخل إلى أحد تطبيقاتك المفضلة، تزداد الإشارات العصبية الموجودة في الدماغ، الدوبامين يكون متزايدًا في كل مرة تسجل فيها دخولًا لأي من تطبيقات التواصل الاجتماعي.

عندما تتعرض لجرعات إفرازية متكررة من الدوبامين بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يتعرف الدماغ على ذلك النشاط وكأنه شيء يجعلك في راحة تامة وسعادة ومتعة عالية.

الأمر المقلق أن كل تلك العواطف والمشاعر التي تشعر بها تكون عابرة ومؤقتة فقط، وعندما ينتهي ذلك التأثير الجميل والممتع الذي قام به الدوبامين على دماغك، سوف تعود مشاعرك كما كانت، بل أسوأ مما كانت عليه، وقد تشعر بالحزن والكآبة، لذلك تحاول بسرعة أن ترجع إلى استخدام تلك التطبيقات الاجتماعية من أجل الحصول على جرعات ثانية من المتعة وتناقل الدوبامين.

هل توجد سلبيات للإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

بلا شك، توجد سلبيات عدة، مع ذلك فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين حين وآخر لا يسبب ضررًا وتأثيرًا واضحًا، ولكن تظهر هذه السلبيات عند الاستخدام الإدماني المفرط.

توجد آثار سلبية يجب علينا جميعًا أخذها بعين الاعتبار عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بإدمان، من ضمن هذه الآثار المتوقع حدوثها:

  1. ينخفض التقدير الذاتي: بسبب تصفحك العام في تلك التطبيقات، تبدأ بمشاهدة حياة ناس من مختلف الدول والطبقات الاجتماعية، ما يجعلك تنشئ تصورًا خاطئًا عن حياتك وتبدأ بوضع مقارنات خاطئة، حتى تظن أنك أسوأ منهم، وحياتك سيئة جدًّا، فيبدأ تقديرك لذاتك بالانخفاض، تُعرف هذه الظاهرة بالمقارنة الاجتماعية (Social Comparison) ويمكن أن تؤدي إلى مشاعر سلبية.
  2. زيادة الشعور بالعزلة والوحدة: تتولد لديك عواطف سلبية تجاه المجتمع والناس، ما يدفع مشاعرك إلى حب العزلة والوحدة.
  3. القلق والاكتئاب: هذا قد ينشأ من أمور عدة، من ضمنها المقارنات الحياتية مع مشاهير ومؤثري السوشيال ميديا بطريقة خاطئة.
  4. المعاناة من اضطراب القلق الاجتماعي.
  5. جدول نوم مضطرب: قد تصل لمرحلة لا تستطيع فيها تحديد بداية يومك من نهايته بسبب إدمان بعض تلك التطبيقات.
  6. تنخفض لديك العزيمة على القيام بأي نشاط، ما قد يؤثر في الصحة الجسدية والنفسية.
  7. تصبح أكثر قسوة مع الآخرين من الناس، ولا تستطيع توليد عواطف إيجابية معهم.

من الآثار السلبية لإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب وزيادة الشعور بالعزلة والوحدة

أنا أشعر أني مدمن وأريد أن أتحقق هل أنا مدمن أم لا؟

توجد مؤشرات لحظية قد تدل على إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التأثيرات السلبية إذا كنت تعاني أحدها. لكن بوجه عام، قد تحتاج إلى البحث في الجانب النفسي من أجل تحديد وضعك من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: هل هو إيجابي أم سلبي؟ إدماني أم ميداني علمي؟

كيف أقلل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

بصرف النظر عن كونك مدمنًا أم لا، يجب عليك أن تُجرِّب النصائح التالية من أجل وضع ميزان عادل يعدِّل عقلية الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، ويكون التوازن حاضرًا في حياتك.

  • احذف تطبيقات التواصل التي تستخدمها دون فائدة تُذكر.
  • أغلق الهاتف في أثناء الدراسة والعمل، أو استخدم تطبيقات تُدير الوقت والإشعارات لك.
  • خصِّص وقتًا معينًا يوميًّا للتواصل مع الأحبة.
  • لا تستخدم أي جهاز إلكتروني قبل النوم.
  • خض التجربة ومارس هواية جديدة مبتعدًا عن التكنولوجيا.
  • احرص على الاجتماع بالصحبة الصالحة.

 الإدمان ليس حكمًا مؤبدًا! بقليل من الوعي وكثير من الإرادة، يمكنك استعادة السيطرة على وقتك وتركيزك. ابدأ اليوم بتجربة نصيحة واحدة من هذا المقال، وشاركنا في التعليقات: ما أكثر تطبيق تستغرق فيه وقتًا طويلًا؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة