أخطر سجون العالم، اكتظاظ مميت، تعذيبٍ يومي، وأبشع أمثلة صرامة الحراسة، قد يكون فقدان الحرية عقابًا قاسيًا، لكن عالم السجون يتجاوز حدود التصور في أماكن قليلة على هذا الكوكب، حيث تتجسد القسوة في أبشع صورها، والإذلال والمعاملة اللاإنسانية يصبحان واقعًا يوميًا.
نستعرض في هذه الجولة المروعة أخطر سجون في العالم التي تتفوق في سوداويتها على أسوأ كوابيسك، والحبس في غرف ضيقة 23 ساعة في اليوم، واستخدام الأكياس البلاستيكية لقضاء الحاجة وغيرها من التفاصيل الصعبة، حيث البقاء حيًّا هو المعركة الحقيقية، استعد لمشاهدة الجانب المظلم والمخيف لما وراء القضبان.
1. الكاتريز جبال روكي - أمريكا.. الجحيم الأمريكي للمجرمين الكبار
يطلق عليه أيضًا اسم (إي دي إكس فلورانس) وسجن (سوبر ماكس)، ويوصف بأنه أكثر السجون قسوة وأشدها حراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو السجن الذي بني في جبال روكي الأمريكية الواقعة في ولاية كولورادو عام 1994 بغرض أن يكون المكان الذي يجمع المجرمين الكبار.
وهو ما حدث فعلًا، فبين جنبات السجن يوجد عدد من المشهورين كرمزي يوسف الذي اتهم في أحداث تفجير مركز التجارة العالمي، و(تيد كاتشينسكي) المعروف باسم المفجر، إضافة إلى زكريا موسوي الذي اتهم في تفجيرات 11 سبتمبر، وكذلك (مايكل سوانجو) أحد أشهر المجرمين في أمريكا، وهو طبيب اتهم بقتل نحو 60 مريضًا بالسم، إضافة إلى عدد كبير من أصحاب الجرائم الكبيرة والغريبة التي نالت شهرة وأحدثت دويًا كبيرًا.
أما ما يحدث داخل هذا الصرح المرعب فيكفي أن تعرف أن الزنزانات الصغيرة التي يعيش بها النزلاء لا تتجاوز مساحتها 3.6م، إضافة إلى نوافذ صغيرة وضيقة، وهي التي يقضي بها النزلاء يومهم كاملًا باستثناء ساعة واحدة يخرج فيها السجين وهو مقيد بالسلاسل؛ ليجلس في قفص حديدي صغير خارج الزنزانة، ويعود إليها مرة أخرى، ما جعلهم يصفون هذا السجن بأنه قطعة من الجحيم.
2. سجن ميندوزا - الأرجنتين.. الاكتظاظ والتعذيب وحياة دون آدمية
يعد سجن ميندوزا في الأرجنتين من أخطر السجون وأسوئها في العالم، فهو يعاني الازدحام الشديد الذي وصل إلى حد وضع خمسة نزلاء في زنزانة واحدة لا تتخطى مساحتها 4م2، إضافة إلى نوم السجناء على الأرض دون فراش أو مرتبة حتى إن منظمة العفو الدولية التي زارت السجن مرات عدة قد نشرت تقريرًا يحذر من الأوضاع السيئة للمساجين الذين وصل بهم الحال إلى خياطة الأفواه في إحدى المرات للمطالبة بتحسين أحوالهم.
وتشمل الإقامة في سجن ميندوزا الأرجنتيني التعرض إلى التعذيب المستمر، وعدم وجود رعاية طبية، إضافة إلى عدم وجود نظام صرف صحي يتناسب مع هذا العدد الكبير من النزلاء، لذا فإن المساجين يستخدمون الأكياس البلاستيكية والقوارير لقضاء حاجتهم.
ومع الوعود المتكررة من الحكومة الأرجنتينية بتحسين الأحوال داخل سجن ميندوزا، لكن الأمر يبقى غامضًا، فلا تستطيع وسائل الإعلام الوصول إلى السجن، وعلى هذا فهو لا يزال على لائحة أخطر سجون العالم.
3. سجن جيتاراما - رواندا.. الموت البطيء على الأقدام
على الرغم من الطفرة الكبيرة التي تعيشها دولة رواندا الإفريقية على مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي، لكن سجن جيتاراما في رواندا لا يزال ضمن أخطر سجون العالم الذي يشار إليه بأنه الأكثر ازدحامًا بين سجون العالم الذي يضم أكثر من 7000 نزيل في بناء قديم أنشئ في الأساس ليستوعب نحو 600 نزيل، ويعود هذا العدد الكبير إلى أحداث الإبادة الجماعية التي وقعت في البلاد في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما أدى إلى هذا الاكتظاظ الشديد بسبب الاتهام أو الاشتباه بالمشاركة في المجازر وأحداث الإبادة الجماعية.
المرعب في الأمر أن الازدحام الشديد في سجن جيتاراما يجبر النزلاء على الوقوف على أقدامهم الحافية ساعات طويلة ومع قذارة الأرض، فإن كثيرًا منهم يتعرض إلى تعفن الأقدام، وعلى هذا إصابتها بالغرغرينا، والأكثر رعبًا من ذلك هو انعدام رعاية طبية كافية في السجن، ما يجعل عمليات بتر الأطراف لتفادي الموت مسألة صعبة، وعلى هذا يكون الموت هو المصير الذي ينتظر عددًا من السجناء كل يوم، فقد سجلت أكثر من 180 حالة وفاة كل شهر في سجن جيتاراما في رواندا أحد أسوأ السجون في العالم وأخطرها.
4. سجن الدولفين الأسود - روسيا.. مستعمرة الرعب الروسية لأبشع المجرمين
على الحدود الروسية مع كازاخستان يقع سجن الدولفين الأسود المعروف أيضًا باسم سجن المستعمرة الجزائية الذي يعد من أسوأ السجون واخطرها في العالم؛ نظرًا لأنه يضم عددًا كبيرًا من أخطر المجرمين في روسيا وفي العالم أيضًا، فيخصص هذا السجن للإرهابيين وآكلي لحوم البشر ومغتصبي الأطفال والقتلة المتسلسلين، ويعد السجن الأكثر صرامة ورقابة بين سجون العالم، فتجرى الرقابة عبر الفيديو إضافة إلى جولات الحراسة التي تنفذ كل 1/4 ساعة.
وفي سجن الدولفين الأسود يوضع المساجين في زنزانات لا تتجاوز مساحتها 4.5 م2، حيث كل نزيلين في زنزانة مغلقة بثلاثة أبواب فولاذية، إضافة إلى أنه لا يسمح للنزلاء بالخروج من هذه الزنازين الصغيرة سوى ساعة ونصف فقط في اليوم، إضافة إلى إجراءات غاية في الصعوبة عند نقل المساجين من مكان إلى مكان داخل السجن، فيقيدون ويجبرون على المشي بانحناء، إضافة إلى عصب أعينهم ومنعهم من الكلام نهائيًا، وعدم منحهم أي فرصة للتفاعل مع الحراس أو السجناء الآخرين.
في نهاية هذه الجولة الكابوسية في أعماق أخطر سجون العالم، يتجلى معنى الحرية بأكثر الطرق قسوة ووضوحًا، بين قضبان الحديد وظلام الزنازين، ويصبح الأمل في يوم مشرق ترفًا بعيد المنال. فلنتذكر هذه المشاهد المروعة، ونستشعر قيمة حريتنا، شاكرين للخالق على هذه النعمة التي قد تكون جحيمًا للآخرين. هل تعتقد أن هذه الظروف القاسية تُحقق العدالة أم أنها تُثير تساؤلات حول حقوق الإنسان؟ شاركنا رأيك.
مهما كانت الجرائم التي يتم ارتكابها فإن حقوق الإنسان يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ولو في حدودها الدنيا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.