كثيرًا ما نتابع الأفلام الأجنبية والغربية، ولا سيما الأفلام الأمريكية، وتتعدد الأذواق تبعًا للشخص. فمنا من يتابع أفلام الدراما والألغاز والرومانسية والكوميديا... وقسم كبير من الناس يتابع أفلام الأكشن، سواء تلك القتالية أو التي تحتوي على سباق الأنواع المختلفة من السيارات والدراجات النارية.
اقرأ أيضاً تعرف على مسابقة صناعة أفلام المهرجان العالمي للأطفال وأرباحها
فلسفة البطل الأمريكي
يوجد أمر يجهله الشخص المتابع.. وهو أن وراء كل فيلم رسالة يريد صانعو الفيلم إيصالها إلينا وجعلها تترسخ فينا.
بقليل من الانتباه لعدد من الأفلام ستجد أن البطل الأمريكي أو بطل الفيلم هو شخص ذو عضلات مفتولة أو شخص شديد الذكاء يستطيع أن يتخلص من أي مشكلة تعترضه، حتى لو كان أحد الأشرار يصوب مسدسه على رأسه. حتى إن كنت تشاهد أحد الأفلام الحربية ستجد المقاتل الأمريكي يقاتل بألف رجل، وأنه يستطيع قهر جيش بمفرده ودون حاجة لخطة محكمة أو مساعدة من طيران أو مساندة من أي قوات حليفة.
فمثلًا في أحد الأفلام استطاع بطل فيلم taken بمفرده التغلب على عصابة مافيا تابعة لإحدى دول أوروبا الشرقية وإنهاء وجودها... كي ينقذ ابنته من الخطف، وقتل الجميع بحكم كونه عنصرًا سابقًا في الاستخبارات الأمريكية! وستتعاطف معه بالتحقق، على الرغم من أن ابنته هي من سافرت مع صديقتها إلى بلد آخر وتعرَّفت على أحد أفراد العصابة بقصد التسلية والحب.
وأيضًا حين مشاهدتك فيلم «خلف خطوط العدو» ستجد أن الطيار الأمريكي استطاع الهرب والتخلص من جيش دولة كله طارده طيلة الفيلم بأشد ومختلف الأسلحة ولم يستطع النيل منه!
اقرأ أيضاً سينما أمريكا اللاتينية: سحر الواقعية
طبيعة الأفلام الأجنبية
وسوف تتعاطف معه وتنسى أن هذا البطل دخل أرضًا تابعة لسيادة دولة أخرى بطائرته دون موافقتها، وأنه انتهك القوانين الدولية في بداية الفيلم، إضافة إلى عدم نسيان أنهم سيخبرونك أن قصة الفيلم حقيقية مع بعض (التعديلات) عليه؛ كي يتناسب مع عرضه كونه فيلمًا أمريكيًّا بطوليًّا بامتياز.
لكن الأهم ليس هنا، وإنما هو شخصية البطل الأمريكي! هل هو شخص يتمتع بأخلاق أم لا؟ طبعًا هذا لا يهم... ففي أغلب الأفلام ستشاهد البطل يسرق أحد البنوك وأنت تتعاطف معه عندما يسرق أحدهم تلك الأموال كما حدث في فيلم italian job أو سلسلة «ذي أوشين»، ففيها يخططون لسرقة أموال عائدة لغيرهم، وأنت ستتعاطف معهم؛ لأنهم أبطال الفيلم، وتنسى أن فعل السرقة هو فعل مشين ومحرم.
وفي النهاية تكون قد تحمَّست للأبطال جميعهم، على الرغم من معرفتك أنهم قتلة وغزاة وسارقون، وتكون للأسف وصلت الرسالة والغاية منها، وترسَّخت في عقولنا وعقول الأجيال القادمة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.