احكِ لي عن هزائمك، كل المرَّات التي سعيت فيها وقعدت على الرصيف خائبًا تبكي، عن الخوف، الألم، والليالي التي استصعبت مرورها لكنَّك مررت بالأصعب منها، أخبرني عن وحدتك بين النَّاس، أُنسِك بفِكرة وجودي، ويقينك أنَّنا سنلتقي يومًا، سأعجبُ بصمودِك، أثني على صبرِك، ونضمِّد سويًّا مواضع الجِراح.
اذكرني وسأكتُبُ لك، أخبرُك عن العُصفور الذي هوَّن عليّ، والنصِّ الذي ملكني، فكرتي المجنونة وهي تتراقص برأسي آبيةً إلّا أن تُكتب، خطواتي الصَّغيرة التي أخيطُها سويًّا لتُصبح كُلًّا عظيمًا، سأذكُر لك مخاوفي التي تغلَّبتُ عليها بالكيِّ رُغمًا عني، وأحكي لك بفخرٍ عن انتصاراتي التي حقَّقتها مُنفردةً كالصَّبار الحزين، وأقصُّ عليك أفراحي دون أغفل منها واحِدًا فتشعُر أنك حضرتها جميعًا، وأنتهي بـ(أحبُّك!) ولا داعي عندها لتنبيهِك ألا تخذُل، أو ألَّا تعِد بالسَّراب؛ لأننا عندها سنكون بدأنا حياتنا الجديدة بميثاقٍ أعظمُ من أن تنحلَّ عقدته أو تُفكَّ روابطه..
سنلتقي، سأميِّزك دون سبب، ويؤدم بيننا، وبعد الخوف والنَّظراتِ الخجِلة، ورهبة كلٍّ منَّا من عدم القبول، رويدًا رويدًا ستحلُّ الألفة، وترى الأعين الآخر مُجرَّدًا من الـ(عاديَّة) سيُقيم الأمان وتحضُر معه كل الخصال الحلوة، الضحكات العَذبة، مشاركة التَّفاصيل، سلاسةُ الوقت لحظة حُضورنا، والحياةُ الرَّائقة حيث البسمة تذيب قلبًا والحِمل الثقيل يتفتَّت، والصِّعابُ تهون..
فسلامًا عليك عزيزي المجهول إلى أن ألقاك!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.