«احذر من الغرق».. ماذا تعرف عن مهارات القيادة؟

تُعرف القيادة بأنها من أهم المهارات الشخصية التي يتطلع إليها الأشخاص في كل العالم؛ لأنها لا تتعلق بلقب أو منصب، وإنما تتعلق بالأثر والتأثير والإلهام. ينطوي الأثر على الحصول على النتائج، ويدور التأثير بنشر الشغف الذي لديك تجاه عملك، ويجب عليك أيضًا أن تلهم زملاءك في الفريق وكذلك العملاء.

على جانب آخر تُعرف القيادة بأنها فعل الأمور الصحيحة، أما الإدارة فهي فعل الأمور بطريقة صحيحة. ويُعرف القائد بأنه الشخص الذي يعرف الطريق، ويمضي في الطريق، ويبين الطريق للآخرين.

إذا أردت يومًا أن تصبح قائدًا فعليك أن تفكر جيدًا فيمن تقود، وأي مكان يمكنك أن ترأسه، وما نقاط قوتك وما نقاط ضعفك، وقبل كل شيء ما حجم المكان الذي ستديره، وكم عدد الناس الذين سيكونون تحت سيادتك. ولا تنسَ إذا كنت مصرًا على القيادة أن تكون ثابتًا، وحذارِ أن تهتز أو تكون ذا أيدٍ مرتعشة، وإلا لن تسلم من أفواه الموظفين والعمال، وكذلك الأصدقاء، ولن يتركك الناس طالما شعروا باهتزازك. وفي نهاية الأمر عليك أن تعزم على الأمر وتتوكل على الله.

اقرأ أيضًا: ما تعريف المهارة وكيف يمكنك أن تكتسب عدة مهارات في وقت واحد؟

كم مرة دار بعقلك أمنية القيادة. ربما كثير منا يحلم بأن يسيطر على بعض الأشياء حوله، فقد يكون من ضمن أمانيه أن يصبح رئيس تحرير لمجلة، أو يعتلي كرسي رئاسة جامعة، أو قد ينتظر دوره بصفته موظفًا حكوميًا في أن يصل بالأقدمية إلى درجة مدير إدارة، ويتحكم في زملائه وجميع العاملين. حقًا قد يكون هذا إحساسًا مميزًا، ولكنه مخادع؛ لأن الإدارة تعد اختبارًا في ظاهره سهل لكنه السهل الممتنع.

القيادة تحتاج إلى مكر ومهارة خاصة عندما يتعلق الأمر بإدارة الأنام والإشراف على أشغالهم، حيث تعد إدارة الأعمال والشركات مسألة ترتكز على التخصص. فالأعمال الاستثمارية تحتاج إلى عقول تجارية وقدرات اقتصادية تستطيع الادخار في شتى الأحوال، والمشروعات التجارية الصغيرة تحتاج إلى تاجر يبتسم في وجوه الناس ويستطيع مجادلتهم والصبر على اختياراتهم.

احذر أن تغتر بمهارتك العملية في أحد المجالات، فيوجهك اعتزازك بنفسك أن تتهور لتتقلد الإدارة؛ لأن القيادة ليست مجرد مهنة بقدر ما هي لعبة احترافية تحتاج للاستعداد والتخطيط.

فقد يفشل صاحب الفكر والعالم في تسيير الأعمال لشركة عقارات صغيرة، على الرغم من أن المسألة تبدو بسيطة لأحد العمال الحرفيين الذي لم يحصل على شهادة عليا في الإدارة، ولم يحصل على كورسات في كليات التجارة وإدارة الأعمال، ولم ينتسب يومًا للمعاهد العليا المختصة بإعداد القادة، لكنها هبة ربانية يضاف لها الخبرة المكتسبة في العمل.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزعامة والإدارة والقيادة؟

عليك أن تهرب من الزعامة إذا شعرت بلحظة اهتزاز في نفسك حتى ولو كنت رئيسًا لما تملكه سواء كنت تملك شركة أو صحيفة، سواء كان مشروعك كبيرًا أو صغيرًا، فالأيادي المرتعشة لا تصنع نجاحًا. وتذكَّر أنك مثل قبطان السفينة، إذا انحرفت سيغرق الجميع؛ لأن هناك من يأتمرون بأمرك؛ لكونك عائلهم في العمل، وهم ينتظرون نفقتك الشهرية بفارغ الصبر.

بل وهناك من ينتظر الحصول على فرصة أو منحة تدريبية تمنحه السفر إلى الخارج، ولا يحتمل إضاعة الوقت في سفاهات.

في النهاية أقول لكل حالم لا تلهث وراء النداهة التي تهمس في أذنك بالغواية والإغراءات وتوهمك بأحلام كرسي الزعامة، ولا تستمع لمدح المتحذلقين والمنافقين الذين يصفقون لكل أفكارك، فإن الطموح مع عظمته فإنه ينكسر إذا انحرف عن مساره واستند على آمال كاذبة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة