كثيرًا منا من مرَّ بحالة حزن أو أسى، وبقي حبيس نفسه لا يستطيع التحرر من دواخله، ومشاعره المتضاربة، يبدأ الأمر بالألم... هناك الآلام الجسدية، والآلام النفسية، ومن ثم تأتي المعاناة والتي تكون بمثابة الألم على وعينا.
والمعاناة هي أيضاً الجزء من الألم الذي نستطيع التعامل معه، أما الألم ذاته جسدياً كان أم نفسياً، وخاصة إذا كان شديدًا فإنه قد يتطلب معالجة دوائية خاصة للحصول على درجة من الراحة، أما العلاج النفسي فلا يأتي إلا لاحقاً، ويجب أن يأتي ويجب إنجازه، وإلا فلن تغادرنا تلك المعاناة أبدًا.
وللتوضيح يجب معرفة أن العلاج النفسي ليس بالضرورة أن يكون تحت إشراف معالج، فهناك طرقاً عديدة تتيح للإنسان البوح بمكنونات نفسه والتحرر من أعبائه.
تحاول المعاناة بطبيعتها أن تمتلك ذهننا، إنها كشمس سوداء وكل شيء حولها يدور في حلقة مفرغة، وتضيق معها مساحة وعينا، ولن يكون هناك مكان إلا للآلام ولا شيء آخر، وهذا هو معنى المعاناة حيث يأخذ الألم كل المساحة، ويمنع الأفكار، والأحاسيس الأخرى من أن تجد لنفسها مكاناً، سيمتص الألم كل طاقتنا الذهنية، ولن يكون هناك شيئاً آخر غيره.
بغض النظر عن نوعية التداوي الذي قد نكون بحاجة إليه، يجب أن نعي وأن نمارس مفهوم عدم الديمومة الذي يذكرنا أن لا شيء يملك صلابة نهائية، وأن كل شيء سيعبر وينتهي، وأن التعلق بفكرة الديمومة تعززها المعاناة بالأصل.
إن التفكير بعدم ديمومة الشيء ينعش الروح، ويجعلها متأملة بقروب الوقت التي تنفك فيه من معاناتها، يجعلها تسبح في بحر الأمل فاجعل نفسك كلها أمل، وتفاءل تجد لذة بخوض تجارب الحياة أيا كانت صعوبتها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.