زخم من التراث والثقافة، وماضٍ تليد، وتاريخ عريق، فالمملكة العربية السعودية هي مهد الإسلام ومنبعه، فالمملكة العربية السعودية تمثل على الصعيدين السياسي والثقافي نقطة ارتكاز الدائرتين العربية والإسلامية في هذا العالم، لأسباب تاريخية ومعاصرة، بحيث أصبح النشاط العربي والإسلامي يرتبط بدرجة أو بأخرى بالفاعلية السعودية في هاتين الدائرتين، لا سيما في وقت أصبحت فيه المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفكرية وسيلة ذات فاعلية ملموسة في تحقيق التماسك الثقافي.
فالملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- الذي عايش الحرس الوطني منذ أن كان حلمًا إلى أن تحول إلى بناء ضخم، هو الذي أعطاه الرعاية الخاصة، بحيث أصبح إحدى مفردات نهضة المملكة العربية السعودية الحديثة، ويكفي الجمع بين الضوابط العسكرية وآفاق الثقافة التراثية كعمودين في بناء واحد.
الوجه الثقافي للدولة السعودية الحديثة
ويأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة ليبرز الوجه الثقافي، والتوجهات الفكرية للدولة السعودية الحديثة، وليحقق التفاعل والتواصل بين ماضٍ ثقافي واجتماعي، وبين حاضر يشهد بالإنجازات في مختلف المجالات.
ويعود الفضل إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز في قيام مهرجان الجنادرية؛ فهو (صاحب فكرة المهرجان) وراعيه الأول منذ أن كان سباقًا للهجن، ثم تطور شيئًا فشيئًا إلى أن أصبح مهرجان الجنادرية بفعالياته المختلفة واحدًا من أبرز المهرجانات الثقافية في المنطقة.

أهداف المهرجان
ومنذ أن انطلق المهرجان عام 1405هـ/ 1985م فإن أهم أهدافه كانت:
- التأكيد على أهمية التراث، وتغطية الجوانب الثقافية والفنية.
- العمل على إيضاح العلاقة التبادلية بين التراث والنمو الثقافي، فكلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر.
- إظهار الوجه الحضاري المشرق للمملكة العربية السعودية ب التعريف بأوجه النشاطات الثقافية والفنية المختلفة.
- إبراز رسالة الأدب العربي والشعر الشعبي وأهدافهما في مضمار الحياة.
- إشراك فرق الفنون الشعبية من مختلف مناطق المملكة لتعبر برقصاتها الشعبية المختارة.
- تسليط الضوء على دور الفن التشكيلي في الحفاظ على الثقافة وصيانتها في المجتمع.
- استعراض بعض جوانب التراث والثقافة في المجالات المختلفة بواسطة معارض للصحف والدوريات.
- إثراء الفنون الشعبية بفرق المملكة المختلفة، لتعبر كل فرقة تعبيرًا حيًّا عن صميم البيئة الجغرافية التي نشأت فيها، فهذه التعبيرات والأهازيج والرقصات تنبع من ذات المجتمع.
- تطوير سباق الهجن.
وتعود بدايات مهرجان الجنادرية إلى عهد الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- فقد كان التركيز على سباقات الهجن، ثم أصبح الحفل يُقام سنويًّا، وتطور شيئًا فشيئًا في عهد الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- ثم برز تطوره في تشجيع من الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- وبإشراف من الملك عبد الله الذي أولى الجنادرية اهتمامه البالغ.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.