سؤال من إحدى الأمهات بشأن شكوكها من ممارسة ابنها المراهق للعادة السرية، ولا تدري ماذا تفعل، هل تواجهه، تخبر والده، أم ماذا تفعل؟
ما العادة السرية؟
العادة السرية أو الاستمناء وسيلة غير شرعية دينيًّا يلجأ إليها المراهقون للحصول على لذة جنسية، بإثارة وتحفيز أعضائه الجنسية باستخدام اليد أو أدوات أخرى، وتنتشر بين المراهقين.
وللعادة السرية -فضلًا على مخالفتها الشرعية- أضرار صحية، خاصة لمن أدمنها، قد تؤثر في حياته الزوجية فيما بعد. الإفراط في ممارسة هذه العادة ترهق الجسد وتدمر النفسية، وتؤثر في الأداء الجنسي مثل صعوبة الانتصاب أو الوصول إلى النشوة في العلاقة الزوجية، فضلًا على تأثيرها السلبي في العلاقة بشريك الحياة.
اقرأ أيضًا: أضرار العادة السرية للمراهقين.. 5 أضرار شديدة الخطر
إياكِ والشك
ما يجب على الآباء والأمهات فهمه في التربية، أنه لا يمكن اتخاذ قرار بناء على شكوك دون تحقق منها؛ لأنه أولًا يدمر العلاقة بالأبناء، ولأننا مأمورون دينيًّا بحسن الظن، وتجنب الشك أو الظنون السيئة إلى أن يثبت العكس.
وهذا يعني أنه إذا قررت الأم أو الأب مواجهته، فلا يصح الحديث مع الابن، كما لو كنت محققًا يواجه متهمًا بتهم قد فعلها، فأنت ما زلت في مرحلة الشك، ولم تتثبت من صحة ما تقول، وهذا تحذير غاية في الأهمية للوالدين في هذه المرحلة تحديدًا التي تشهد كثيرًا من الخلافات مع الأبناء التي يكون الوالدان بحاجة للقرب من أبنائهم والحصول على ثقتهم وليس العكس.
مثل هذه الطريقة لا يفضلها الابن، بل تجعله ينفر منك، فالأم التي تخاطب ابنها بصيغة التحقيق: ماذا فعلت عندما دخلت غرفتك بمفردك؟ لماذا أغلقت الباب عليك؟ لماذا ترفع صوت الموسيقى داخل الغرفة؟ أنتِ بذلك تختارين الطريق الأصعب.
هذه الطريقة تدمر علاقتك بابنك، الأفضل التحدث مع الابن، عن طبيعة المرحلة الذي يعيشها على نحو غير مباشر، تتطرق فيها عن شهوات الإنسان، كشهوة الطعام والشراب، وكذلك الجنس، ولكن لها طرائقها الشرعية التي لا تخالف دينًا أو شرعًا.
نتحدث معه عن عواقب الإقبال على تفريغ هذه الشهوة بطريقة غير شرعية كالعادة السرية، والأضرار الصحية التي تلحقها بصحة من يرتكبها، وتأثير ذلك في وقت لاحق عندما يكبر ويتزوج.
ليس هذا فحسب، فالأب كالطبيب، لا يكتفي بتشخيص المرض، بل يدل ابنه المريض على العلاج، وهو تجنب التعرض للمثيرات سواء الصور والأفلام أو الفراغ والجلوس بمفرده وقتًا طويلًا وصولًا إلى النوم على بطنه بما يخالف التعاليم الدينية والأخلاقية.
هنا لا بد من التأكيد على نقطة في غاية الأهمية، وهي أن يتحدث الأب لابنه، والأم لابنتها، كل مع بني جنسه، فالأبناء في هذه المرحلة يشعرون بالخجل الشديد من التحدث في هذه الأمور، والأصعب أن يكون الآباء خجولين أيضًا لدرجة أنهم لا يتحدثون مع أبنائهم عن هذه التغيرات التي تطرأ عليهم وعلى كل من في هذه المرحلة العمرية، لطمأنتهم وتخفيف القلق والتوتر الذي يعيشونه بسبب هذه التغيرات المفاجئة في جسدهم وشخصيتهم.
اقرأ أيضًا: إدمان العادة السرية.. هل يسبب أضرار؟
كيف تنقذ ابنك؟
السبيل الوحيد لإنقاذه هو أن يشعر الابن بقربك، الابن مع أبيه، والأم مع ابنتها، فتصبح صديقًا لابنك، وليس والدًا فحسب، يأتي إليك بقلب مفتوح وصدر رحب ليبثك همومه وأوجاعه، ما يقلقه وما يحزنه، ما يفكر به، وما يخشاه.
وهذا لا يتحقق بين يوم وليلة، ولكنها طريق طويل تبدأه مع طفلك منذ أن كان صغيرًا، تلاعبه، تمازحه، تداعبه، تحمله على كتفك، تشاركه لعبته المفضلة، تحكي له قصة قبل النوم، وهكذا، فمن زرع حصد.
الآباء الأذكياء لا يتركون أبناءهم فارغي الأيدي، بل عليهم أن يشغلوا وقتهم دائمًا، خاصة في العطلات والإجازات، فيشجع الآباء الأبناء على الاشتراك في رياضة مفضلة، ينفِّس بها عن الطاقة التي بداخله، لا يشتري له هاتفًا نقالًا قبل مرحلة الجامعة، أيًّا كانت المبررات، أن توجد قوانين خاصة بالبيت يسير عليها الجميع منذ نعومة أظفارهم، فيكبرون وهم متشبعون بها في شخصيتهم.
اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من العادة السرية؟
وأنتم معاشر الآباء والأمهات ممن لديكم أبناء في مرحلة المراهقة أو تجاوزوها، أخبرونا في التعليقات أسفل هذه المقالة، كيف تعاملتم مع هذه المشكلة مع أبنائكم المراهقين؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.