الرياضة من الأنشطة البشرية، وتتعدد وتتنوع كمًا وكيفًا، وتتفق في أنها ذات فوائد تعود على ممارسيها والملتزمين بها.
وللرياضة أربعة أبعاد هي مبادئ تمثل وتعرف كينونة الرياضة، فمن دونها لا تعدو الرياضة كونها تجريد لنشاط ترفيهي.
والمتمعن في أمر الرياضة يجد أن تلك الأبعاد تمثل الفوائد أيضًا، فهي تعرف عن ماهية الرياضة، ومن ثم تمثل فوائد ممارسة الرياضة.
وتلكم المبادئ هي:
1. الصحة: تمثل أحد أركان الرياضة وأحد فوائدها المهمة، فالصحة كنتيجة من الرياضة كالدفء من الشمس.
فهي نتيجة مباشرة من ممارسة الرياضة، وتأتي بعد الالتزام والمواظبة، والأقدمون عرفوا أهمية الرياضة، وارتباط الصحة الوثيق بها، ولخصوا ذلك في مقولة العقل السليم في الجسم السليم.
وتمارين (كيجل) التي تحسن تدفق الدم في منطقة الحوض، وتريح الظهر من الإعوجاج والألم خير مثال على نتائج الرياضة الصحية، وكذلك (الكارديو) التي تنشط القلب والدورة الدموية، والبدانة يتم معالجتها بالرياضة أولًا ثم التدخل الجراحي ثانيًا.
ويظهر أثرها الصحي على الرياضي المتمرس والمواظب في نشاطه وقوة وترابط بدنه ورشاقته.
وكذلك الناظر يجد أثرها الصحي في أنها تمثل صحة عمرية إن صح التعبير ففي إحدى قرى الصين وجدت امرأة في الخمسين من عمرها كانت تواظب على رياضة الهرولة تبدو كأنها في العشرينيات من عمرها، وفي أمريكا أحد الأشخاص في عمر الستين حطم الرقم القياسي في رياضة التحمل عبر تمارين البلانك ولولا الفائدة الصحية للرياضة لما استطاع ذلك.
2. البعد الأخلاقي (المبدأ الأخلاقي للرياضة): يتجلى ذلك في أنها تجمع فئات عمرية مختلفة في أندية الرياضة والصالا،ت وتمثل بذلك نشاطًا اجتماعيًا أخلاقيًا، والجماهير، فهي عابرة للقارات والمعتقدات والأعراف والأعراق.
حيث أن الرياضة تنافس شريف بين الرياضيين والأولمبياد دليل ذلك.
وكم من دولة تبنت رياضيين وجنستهم دون الأخذ في الحسبان مسائل العرق أو الدين أو الخلفية المجتمعية، فالرياضة تتجاوز ذلك لأنها نشاط أخلاقي.
ومثال التنافس الشريف ذلك الرياضي الإسباني الذي حل في المركز الثاني وكان يوجه المتسابق الإفريقي الذي ضل إحدى الانعطافات فما كان من الإسباني إلا أن يتباطأ عمدًا حتى لا يتستقل تلك الهفوة ضاربًا بذلك مثالًا حيًا على أثر الرياضة الأخلاقي.
فالرياضة ليست مجرد تمارين تؤدى، والأمر انتهى فهي أكبر من ذلك؛ لأن تلك التمارين حينما يواظب عليها الممارس يتحصل على ضبط في انفعالاته وتحمل وزيادة قدراته الذهنية والبدنية.
3. البعد المكاني: للرياضة مكان خاص بها لا بد أن تقام فيه، فمثلًا رياضة القفز المظلي لا تتم من سطح يتجاوز ارتفاعه المترين فقط فالتناسب شرط المكان، وأيضًا لا يمكن لمن يمارس الهرولة في الجبال أو متسلق جبال يسمي نفسه مهرول... إلخ.
والمكان اثنين مكان خاص كما أسلفنا ثم مكان عام حيث تتم فيه المباريات التنافسية كتنافس الأندية المحلية والعالمية.
وأهمية المكان على الممارس تكمن في جعله يصقل موهبته فتوفر وتناسب المكان يلبي الرغبة وينمي المهارة.
4. المبدأ الرابع البعد الزماني:
وهو ما يلزم الشخص الرياضي بأداء التمارين في أوقات بعينها ويساعد ذلك الرياضي في الالتزام والانضباط، فالفرد الرياضي من وراء الالتزام والمواظبة يكتسب المهارة، ويتحصل على الغاية المرجوة من نشاط أو قوة أو مرونة... إلخ.
وطبعًا ليس كل نشاط أخلاقي رياضة، فمثلًا هواية الخزف ليست رياضة مع أنها نشاط أخلاقي، وكذلك القراءة ليست رياضة.
فالرياضة نشاط بدني يهدف إلى تحسين بنية الجسم وتقوية البدن وصحة الجسم والعقل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.