يحتفل بفشلك سرًا.. كيف تعرف أن أحدهم يغار منك؟

في حياتنا اليومية، نمضي بين الناس كمن يمشي في بستان مملوء بالورود، لكنك فجأة قد تجد شوكة مختبئة بين الزهور. تلك الشوكة هي الغيرة. شعور خفي، قد لا يُقال علنًا، لكنك تشعر به كريح باردة تهب على ظهرك دون أن تراها.

ربما تتساءل: كيف أعرف أن هذا الشخص يغار مني؟ هو لا يقولها، لا يلمّح، بل يتعامل معي كأن شيئًا لم يكن. هنا تكمن اللعبة. الغيرة ليست دائمًا واضحة كالشمس، بل تأتي متخفية خلف كلمات عادية وابتسامات مصطنعة. دعني أرِك العلامات، واحدة تلو الأخرى.

1. التقليل من إنجازاتك بطريقة غير مباشرة

تخيل أنك أخبرت صديقك بأنك حصلت على وظيفة جديدة، فإذا به يرد: «آه، وظيفة عادية، أعرف كثيرين حصلوا على مثلها». هذه الجملة البسيطة كفيلة بأن تُشعرك أن فرحتك صارت شيئًا عاديًا في عينه. الشخص الغيور لن يهنئك بحماس، بل سيُحاول أن يجعلك تشعر أن ما حققته لا يستحق الضجة.

2. منافسة غريبة في كل صغيرة وكبيرة

هل لاحظت يومًا أن أحدهم يحاول دائمًا أن يتفوق عليك، حتى في أبسط الأمور؟ كأن تخبره بأنك قرأت كتابًا جديدًا، ليقول لك فورًا: «أنا قرأت خمسة كتب هذا الشهر». أو تقول إنك ذهبت لمطعم مميز، فيسارع ليذكر مطعمًا آخر أفضل منه. الغيرة عند البعض تتحول إلى سباق ماراثوني لا ينتهي، إذ يحاولون دومًا أن يظهروا أنهم أفضل منك، ولو بأبسط التفاصيل.

علامات الشخص الغيور

3. النصيحة المغلفة بالسم

يوجد نوع خاص من الغيرة، تجده فيمن يُظهر لك الاهتمام، لكن بطريقة مشبوهة. يقول لك: «لو كنت مكانك، لما فعلت كذا»، أو «أعتقد أن قرارك هذا لن يجدي نفعًا». يظهر حرصًا زائفًا، أما في داخله يتمنى أن تتعثر خطواتك. تلك النصيحة ليست بدافع الحب، بل بدافع أن يراك تفشل ليشعر بالراحة.

4. الاحتفال بفشلك في الخفاء

أحيانًا تشعر أن شخصًا ما، حين يسمع خبرًا سيئًا عنك، لا يُبدي الحزن المتوقع. بل تلمح في عينيه لمعة خفية، وكأنه يقول في نفسه: «وأخيرًا وقع.» هذا النوع من الناس قد لا يحتفل علنًا بسقوطك، لكنه بداخله يشعر بالارتياح لأنك لم تبقَ في المقدمة.

5. غياب الدعم الحقيقي

حين تحتاج الدعم، تراه يختفي. أو يظهر، لكن كلامه باهت، مجرَّد من المشاعر الحقيقية، في حين لو كنت أنت مكانه، لبذلت له الغالي والنفيس. هنا الغيرة تُفرغ العلاقة من معناها، وتتركك مع شخص حاضر بالجسد، غائب بالقلب.

لماذا يغار الناس؟

قد تقول: «لماذا يغار شخص مني؟ أنا لا أفعل لهم شيئًا.» الحقيقة أن الغيرة لا علاقة لها بك شخصيًا، بل بما تظهره أنت أمامهم. قد يرون فيك ما ينقصهم، أو يلاحظون أنك تحقق ما يتمنونه هم ولم يستطيعوا. كأنك مرآة تُذكّرهم بما لا يملكونه.

لماذا يغار الناس

كيف تتعامل مع الشخص الغيور؟

  • تجاهل الذبذبات السلبية: لا تجعل تعليقاته تمسّ ثقتك بنفسك. الغيرة مرضه، ليست مشكلتك.
  • لا تدخل في لعبة المقارنة: إذا حاول أن يجرَّك لميدان المنافسة، ابتسم ببساطة ودعه يعتقد أنه فاز.
  • أبقِ مسافة صحية: ليس عليك قطع العلاقة تمامًا، لكن قلِّل من انفتاحك عليه، واحتفظ بأخبارك لنفسك.

الغيرة، في جوهرها، ليست سوى شعور بالنقص. وللأسف، لا يستطيع الجميع الاعتراف بذلك. بعضهم يخفيها بابتسامة، وبعضهم يحولها لانتقادات لاذعة. لكنك، عندما تفهم العلامات، وتدرك أن قيمتك لا تقاس بأعينهم، ستعرف أنك أكبر من أن تسمح للغيرة أن تمس قلبك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة