ندى علي خلف يونيو 21, 2023, 3:17 م

إيذاء النفس لإرضاء الآخرين.. هل أنت من هؤلاء؟

هذا المجتمع لا يخلو من الإيذاء، وقد يصل الأمر لمرحلة التضحية لإرضاء الآخرين، الإيذاء فعل غير صحيح، وغير متناسب مع القيم الأخلاقية والإنسانية، هو معاقبة من نوع خاص، وقد تكون العقوبة شخصية فردية أو لعدة أشخاص في المجتمع، وله أنواع وأسباب ونتائج، وفي هذا المقال سنُلقي الضوء على إيذاء النفس على حساب إرضاء المجتمع.

قد يهمك أيضًا الارتحال إلى داخل النفس البشرية

أنواع الإيذاء

الإيذاء الشخصي أو إيذاء النفس

وهو أن تؤذي نفسك، إما فكريًا، وإما معنويًا، وإما جسديًا بعدة ووسائل، كأن تحمل نفسك فوق طاقتها وتتكبد العناء بمفردك، وتُلقي اللوم عليها وتأسرها بأفكارك المتكررة التي لا تملّ ولا تهدأ، فهذا إيذاء.

ومثله أن تتعمد ضرب نفسك أو وضعها في مأزق في نوع من أنواع العنف الجسدي فهذا إيذاء، ليس هكذا فحسب، بل جريمة في حق نفسك، فهذه الروح كالضيف في الجسد، هي زائرة، ليس لك أي حقّ في إيذائها.

إيذاء الآخرين

هذه الكلمة هي بحدّ ذاتها عمل شنيع، فظيع، فمن أوكلك أو أعطاك الحق لتُؤذي هذا أو ذاك، من أنت أيها المتعجرف؟

إن أوشكت أن تفعل هذه الخطيئة فاعلم أنك بلغت بفعلك جرمًا؛ لأنك آذيت فكرهم أو جسدهم، فاطلب العفو والسماح قبل فوات الأوان.

قد يهمك أيضًا علم النفس.. تعرف على سمات الشخصية النرجسية والشخصية المظلمة

لماذا على المرء إيذاء نفسه أو الآخرين لإرضاء المجتمع؟

تتقلب المجتمعات وتختلف الشعوب، لكن مع التطور السريع الذي يوحي لك بأن كل شخص لديه اهتماماته الشخصية، غير مبالٍ بأمورك الخاصة إلاّ أنك تتوقف للحظة لتجد نفسك مُحاطًا بكثيرين شغلهم الشاغل متابعة أخبارك، ومعرفة تفاصيل حياتك.

ولا يتوقفون هنا فحسب، بل يعطون رأيهم في حياتك الشخصية، فهم يرون ذلك مهمًا حسب ظنهم، ويدعون أن النصيحة كانت بجمل، أما اليوم فهي مجانية، لكن من طلب هذه النصيحة أساسًا، هذا ما يجعلك تذهل منهم.

في بعض المجتمعات لا سيما المجتمع الذكوري، هذا المجتمع البغيض الذي ينظر إلى المرأة نظرة ملغومة، فيظنها وصمة عار أينما حلّت.

فإن لم تتزوج فهذا يعني أنها عانس، لذا يجب أن تتزوج ولو من شخص لا تحبه، وإن تزوجت سينتظرون خبر حملها، وإن لم تتفق مع شريكها وطلبت الطلاق فهذه كارثة وفاحشة.

فلا تدري من أي حدب وصوب ستأتي الاتهامات وتكثر لتعلق حول رقبتها المشانق اللفظية، هذا فقط لأنها طالبت بالحياة، أن تعيش سعيدة دون مشكلات.

وحسب ظنونهم إن لم تتعلم فأنت جاهل، وإن تعلمت وتخرجت فأنت مسحور لذكائك الفائق، وإن أحببت باكرًا فأنت فاشل، تحب وما تملك مستقبلك.

إن تأخرتَ في زواجك فأنت ذو عقلية صعبة متمردة، ينأى بنفسه عن الآخرين، لا سلامة من هذا المجتمع، لا أمن بين الذئاب ولا الأفاعي ولا العقارب، أنت مُجبر على تقبل الآراء أو التضحية بسلامتك لأجلهم.

هذا هو المجتمع يا سادة، فلنبتعد قليلًا عن المثالية المصطنعة، ولننظر لأرض الواقع، لم كل هذه التضحية على حساب إيذاء النفس لإرضاء المجتمع فقط؟

بقلم ندى علي خلف

كاتبة مقالات وقصص متعددة الأنواع، بأسلوب سلس وجذاب، لبنانية الجنسية، من مواليد ١٩٩٦، مشرفة لمدونة "أنامل عربية" واكتب في مدونة" رواد المتوسط " في قسم "الأدب ".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

عايدة عمار فرحات

يونيو 21, 2023, 4:24 م

لا شيء أهم من نفسك وما تريد وما يجعلها تعيش في سلام وسعادة وطمأنينة .
كما أن إرضاء الآخرين غاية لا تدرك.
تحياتي ❤️

أضف ردا