الحضارة السومرية واحدة من أقدم الحضارات في العالم، نشأت في بلاد الرافدين (العراق) منذ 3000 سنة قبل الميلاد، وتُعد من أهم الحضارات في تاريخ البشرية، وأسهمت على نحو كبير في تطور مجرى الحضارة الإنسانية على ما هي عليه الآن.
ماذا قدمت الحضارة السومرية للبشرية؟
- اختراع الكتابة: وكانت في ذلك الوقت بالحفر على ألواح من الطين، وكانوا يدوِّنون بها القوانين والأدب والتاريخ والنصوص الدينية.
- ابتكار وتحديث أنظمة الزراعة: مثل استخدام المحاريث، وحفر الترع والقنوات؛ ما أدى إلى تقدم الزراعة وحصاد محاصيل مختلفة.
- اهتمامهم بعلوم الفلك والرياضيات: فكانوا أول من استخدم تقويمًا قمريًّا دقيقًا، وطوَّروا الرياضيات المعروفة لاستخدامها في البيع والشراء وتطوير المعمار.
- وفي الأدب يُنسب للسومريين توثيق أول ملحمة تاريخية، وهي ملحمة جلجامش التي تُعد أقدم عمل أدبي مرموق في التاريخ.
مَن السومريون؟ ولِمَ يُعدُّ أصلهم لغزًا محيرًا؟
الأقاويل والاحتمالات في أصل السومريين كثيرة! فمنها ما يرجح أنهم من آسيا الوسطى؛ لوجود بعض التشابهات في اللغة والثقافة بينهم وبين سكان آسيا الوسطي في ذلك الوقت. ومنها ما يرجح أنهم قوقازيون في الأصل؛ وذلك بسبب التشابهات اللغوية بينهم وبين بعض الشعوب القوقازية.
أما عن النظرية الأكثر تقبلًا فيقال إن السومريين هم سكان البلاد الأصليون، وإنهم هم من أقاموا حضارتهم بأنفسهم. وينشأ جدل أصل السومريين بسبب علاقة لغتهم باللغات القوية، وتشابه ثقافة السومريين مع غيرها من الثقافات الأخرى.
خريطة مملكة سومر
تكونت مملكة سومر من عدة ممالك:
- مملكة سومر كانت أول مملكة سومرية، وضمَّت مدنًا مثل أوروك وأور ونيبور.
- مملكة آكد، وأسسها الملك سرجون الآكدي، وعاصمتها مدينة آكد، وكانت مملكة قوية وطغى عليها الطابع العسكري، وسيطرت على كثير من المدن السومرية مثل أوروك وأور ونيبور.
- مملكة لارسا التي أسسها الملك نبلوم، وكانت عاصمتها مدينة لارسا.
وسادت العلاقة السياسية بين هذه الممالك المختلفة، فكانوا يتعاونون في التجارة والزراعة، وأحيانًا كانت هذه الممالك تتحارب وتتقاتل فيما بينها وتحتل بعضها بعضًا.
أما الحياة الدينية، فقد عبد السومريون آلهة عدة:
- إنكي: إله الحكمة والخلق والماء.
- إنليل: إله الهواء والرياح والبرق.
- أنانكي: إله السماء والفلك.
- إنانا: إلهة الحب والجمال والحرب.
- أوتو: إله الشمس والعدالة.
وعدَّ السومريون الأنهار مقدسة؛ وذلك لأنهم عدُّوا الماء هو مصدر الحياة، وكانوا كذلك يقدسون الجبال؛ وذلك لظنهم أنها مسكن آلهتهم.
أما أشهر شخصية من التراث السومري فهو الملك السومري حمورابي الذي وضع أقدم دستور في التاريخ وسُمي باسمه وما زال محفوظًا حتى يومنا هذا.
وقوانين حمورابي هي مجموعة من القوانين التي أصدرها الملك حمورابي في عام 1754 قبل الميلاد، ويُعتقد أنه ألفها وأصدرها لحماية المجتمع وحفظ حقوق الناس، وكتب حمورابي قوانينه على لوح من الحجر، وقد اكتشف هذا اللوح في عام 1901، ويحتوي 282 قانونًا، وكان يغطي جميع جوانب الحياة في المجتمع البابلي.
ومن أهم القوانين التي كانت موجودة في لوح حمورابي هي:
- "العين بالعين والسن بالسن".
- "من يسرق طفلًا يجب أن يُعدم".
- "من يخون زوجته يجب أن يُعدم".
- "من يسرق ممتلكات شخص آخر يجب أن يُجرد من ممتلكاته".
- "من يضرب شخصًا آخر يجب أن يُضرب بالقدر نفسه".
- "إذا كان شخص ما يؤجر شخصًا آخر ليعمل لديه، يجب أن يؤدي العمل المتفق عليه".
- "إذا كان شخص ما يتزوج امرأة، يجب أن يدفع لها مهر الزواج".
- "إذا كان شخص ما يموت ويترك وراءه أطفالًا، يجب أن يرث الأطفال والزوجة ممتلكاته والأصول إن وُجدوا".
وهدفت قوانين حمورابي لتحقيق العدل والمساواة في المجتمع، وحماية حقوق المواطنين وتحقيق الأمان والاستقرار.
انهيار الحضارة السومرية واضمحلالها
على الرغم من عظمة وقوة هذه المملكة فقد سقطت واضمحلت في النهاية؛ وذلك يرجع إلى عوامل عدة مهمة:
- الغزو الآكدي الذي قاده الملك سرجون الآكدي الذي أدى في النهاية لاحتلال أراضي سومر وضمها للمملكة الآكدية.
- كثرة الصراعات الداخلية والانقسامات بين المدن بعضها بعضًا؛ ما سهَّل مهمة (سرجون) كثيرًا.
- التغيرات المناخية والجفاف طويل المدى الذي أثر تأثيرًا كبيرًا في الزراعة والاقتصاد واستقرار السكان.
وهذه العوامل مجتمعة أدت لسقوط وانتهاء الحضارة السومرية، وبداية حضارات جديدة في بلاد الرافدين.
رائع
احسنتي النشر صديقتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.