إنتاج الضمير وصناعة الثقة

إحدى أسوأ طرق التسويق التي يمكن أن تستخدمها الشركات للترويج لمنتجها هي الطريقة الإعلانية التالية:

«عزيزي المستهلك يمكنك شراء 3 كيلوجرامات من المنتج بسعر 2 كيلو.. أو ما شابه»

وفي البداية أنا أكتب المقال بصفتي مستهلكًا عاديًّا على قدر تفكيري وتحليلي، ولست متخصصًا في الاقتصاد أو الدعاية والإعلان، وتحليلي هذا غير مقصود به الإساءة لأي منتج أو شركة بعينها، بل تحليل عام يتعلق بأي شركة أو مؤسسة تستخدم هذه الطريقة الترويجية لمنتج ما خاص بها، مع كامل الاحترام والتقدير للجميع.

ومن وجهة نظري المتواضعة فإن هذه الطريقة الإعلانية تعد من أسوأ طرق عرض دعاية يمكن استخدامه لترويج أي منتج.

والسؤال هنا.. لماذا؟

لأنني مستهلك عادي أعلم جيدًا أن الحدأة لا تلقي بصيدها، وأعلم جيدًا أن أية شركة لا يمكن أن تبيع منتجها وتتقبل الخسارة أو أن تبيعه بسعر الكلفة، فهذا يستحيل عمليًا لأنه يكون لديها التزامات وأجور ومواد خام وتشغيل وكهرباء ومياه وغاز وموظفين و..... إلخ.

فيكون المفهوم من الإعلان أن قيمة الكيلو المجاني «من المنتج» بالتأكيد ستكون موجودة مضافة إلى قيمة الكيلوين. وهذا ليس الأمر الوحيد ، ولكن أيضًا يفهم من ذلك أن قيمة الكيلو الواحد مضافًا عليها نصف قيمته مرة أخرى على أقل تقدير «نصف الكيلو المضاف».

بل ويعني أيضًا أن قيمة الكيلو الواحد المضاف عليه قيمة نصف الكيلو مرة أخرى «الكيلو المضاف» ستكون مضافة إليها + قيمة الربحين «قيمة ربح الكيلو الأساسي + 50% ربح النصف كيلو المضاف».

بل ويعني أيضًاأن الشركة المسوقة للمنتج إن كانت تراعي ضميرها في نسبة الربح فستضع مثلًا هامش ربح معقول مثل نسبة 25%.

وإن كان ضميرها يعمل بنسبة كفاءة متوسطة فستضع هامش الربح قد يصل إلى نسبة 50%.

وإن كان ضميرها «متعطلًا عن العمل» فستضع هامش الربح قد يصل إلى نسبة 100% أو يزيد.

وإن كان الضمير «منعدمًا» وغير موجود من الأساس فستضع هامش الربح قد يصل إلى نسبة 200% أو 300% حسب مستوى انعدام الضمير.

وبالتالي لو حسبنا على افتراض وجود الضمير وعمله بكفاءة في ما يخص جانب هامش الربح، ستصبح قيمة الكيلو بعد إزالة آثار هذا العرض الترويجي كما يلي:

القيمة المعروضة مخصوم منها - 50% من القيمة التي تمثل «قيمة نصف الكيلو المضاف للعرض» ومخصوم منها أيضًا - 12.5% من القيمة التي تمثل «ربح النصف كيلو» = 38.5% القيمة الفعلية في حال كان زر الضمير في وضعية «التشغيل».

فما بالك إن كان هامش الربح مقدرًا وزر الضمير في وضعية «التوقف»؟!

نستنتج وفق المعطيات السابقة ما يلي:

تصبح قيمة الكيلو «القيمة العادلة» = 38.5% من قيمته المعروضة، في حال وُجد الضمير.

مثال تطبيقي:

لو أن المنتج معروض بقيمة 100 جنيه للكيلو الواحد.

فستصبح قيمته العادلة =38.5 جنيه للكيلو الواحد بدلًا من المئة جنيه الموجودة في العرض.

فما بالك في حال غياب الضمير أو انعدامه في تقدير المستهدف من هامش الربح فلك عزيزي القارئ أن تتخيل كم سيصبح السعر العادل للكيلو الأصلي من المنتج؟!

والسؤال هنا؟

هل تكون النسب المئوية لهامش الربح 5% أم 10% أم 15% أم 20% أم 25% أم 30% أم 35% من قيمة المنتج المعروض؟!

ورغم ذلك سيكون أيضًا ضمن قيمة المنتج وجود نسبة هامش ربح.

الاستنتاج

مثل هذا العرض يستنتج منه المستهلك مثلي ما يلي:

  • أن قيمة المنتج غير عادلة.
  • أن المنتج سيئ جدًّا.
  • أن المنتج الموجود بالعرض قد يكون مغشوشًا.

أن العرض غير صادق وفقط للدعاية وعند السؤال عنه سيكون قد نفد.

  • أن الضمير لهذه الشركة «محاط بعلامات استفهام وتعجب كثيرة».

ومن ناحية أخرى أنصحك بصفتي صاحب شركة بما يلي إن أردت المكسب الفعلي:

  • البيع بسعر عادل به هامش ربح معقول.
  • زد من جودة المنتج، وفي هذا الحال سيروج المنتج لنفسه.

ملخص الأمر

  • اعمل بضمير = ستربح مؤكدًا

وهذه وجهة نظري، قد أكون مصيبًا وقد أكون مخطئًا، مع خالص تحياتي وتقديري..

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.