نكمل في هذا المقال شروط الرجل الصالح للزواج الثاني، ولمن يقرأ هذه المقالات فهو يعلم جيدًا أنني أتحدث على نحو واقعي بحت.
فلا أكتب تشجيعًا لطرف من أجل طرف، ولا لحساب جانب على جانب، أنا أكتب الحقيقة بكل بساطة.
اقرأ أيضًا إلى كل رجل مقبل على الزواج الثاني.. إليك هذا المقال ج1
بقية شروط الرجل الصالح للتعدد
أن يكون بيته الأول مستقرًّا أصلًا
وهو شرط غريب قد لم تسمع به من قبل. إن استقرار بيتك الأول يتوقف عليه نجاح بيتك الثاني، كما تفكر في فتح فروع أخرى لشركتك الأم لتوسع من رقعة النجاح.
والاستقرار لا يعني عدم المشكلات، المطلوب هو الحياة العادية، فلا تواجه الأسرة مشكلات كبيرة، مثلًا لا يصح أن تكون بخيلًا في بيتك الأول وتفكر في الزواج ثانيةً.
ولا من يضرب زوجته أو يهينها أو يهملها، ولا لمن تقوم زوجته بقيادة المنزل ومن ثم يفكر هو في الفرار إلى بيت آخر ليتملص من تحكمها في ظلم صريح للزوجة الثانية.
لذا قلت في المقال السابق أن يتوقف كل رجل مقبل على الزواج الثاني بعض الوقت ليسأل نفسه: لماذا يريد أن يتزوج؟ إن كثيرين يتركون البيت الأول محطمًا مهدمًا، ولا يقومون بأي حقوق، ويفكرون في الزواج الثاني لتفادي أخطاء البيت الأول!
هذه ليست وظيفة تتركها لتحظى بأفضل منها، إنها أسرة من زوجة وأطفال، مهما كانت الزوجة سيئة، يمكن أن تطلقها أفضل لكما من أن تثير حفيظتها وغيرتها بالزواج عليها، أو حتى بمجرد التهديد، وتمارس عليها ألاعيبك النفسية المريضة.
الزواج الثاني للأسوياء نفسيًّا، وخاصة الرجل، الرجل السوي وحده من يمكنه وزن تصرفاته ومحاسبتها، ووضع كل الأمور في موضعها الصحيح.
لكن من يتزوج لأي غرض مؤقت أو يترك بيته الأول غير مستقر ينقصه أشياء كثيرة من رعاية وإنفاق وتربية للأولاد وغيرها، لا يحق له أن يتزوج ثانيةً.
الاستقرار ليس عدم الخلو من المشكلات، توجد بيوت ظاهرها الاستقرار لكن أصحابها انفصلوا روحيًّا منذ زمن بعيد.
الانفصال الروحي، عدم التوافق الفكري أو العقلي أو الديني أو حتى الجسدي، وجود فجوة نفسية واسعة بين الزوجين، فقدان الشغف والحب أو انطفاؤه، كلها أمور لا تظهر للعامة ولا يعلم بها إلا الزوجان فحسب، وربما طرف واحد فقط منهما يسعى للإصلاح، في حين يرى الآخر أنه لا مشكلة أصلًا.
الرجل الراغب في الزواج الثاني عليه أن يعمل على سد تلك الفجوة بكل السُّبل المتاحة قبل أن يسعى للزواج من امرأة أخرى، وأن يكون زواجه الثاني هو الحل الوحيد لإعادة الاستقرار الحقيقي لهذا المنزل.
اقرأ أيضًا لهذه الأسباب يحارب المجتمع فكرة الزواج الثاني للرجل ج2
أن ينوي إعلام زوجته الأولى
وقبل أن يخطو أي خطوة نحو الزواج الثاني؛ لأن قدرته على مواجهة المشكلات النابعة من رفض زوجته الأولى واعتراضها هي وحدها ما ستحدد قدرته النفسية والعقلية على التعدد أم لا.
يوجد أزواج يعمدون إلى تطليق الزوجة الأولى عند طلبها للطلاق ورفضها القاطع، فيطلقونها دون مناقشة، ويوجد آخرون لا يتخذون هذا القرار إلا بعد مدة طويلة من المحاولات لتهدئتها، فلا يكون أمامهم حل سوى الطلاق، ويوجد أزواج قد يضطرون إلى الإعراض عن فكرة الزواج الثاني أصلًا بسبب كثرة ما يلاقونه من مشكلات.
كل هذا يتوقف على قدرة الرجل على احتواء الأمور وحكمته، فإن أمكنه المرور من وسط هذه العاصفة والخروج منها بأمان فهو رجل قادر فعلًا على التحكم بنفسه، وإن كان سريع التصرف فإن هذا يدل على أنه لا يصلح للتعدد.
فأنت تتزوج ثانية لأسباب كثيرة أنت وحدك تعلمها، أرجو ألا يكون من بينها تحدي المجتمع، أو إثبات رجولتك، أو من باب العناد مع زوجتك، فكل هذه ألاعيب نفسية ستهوي بك إلى الجحيم.
اقرأ أيضًا لماذا ترفض الزوجة المصرية تعدد الزوجات؟ ج2
هل معرفة الزوجة لازمة أصلًا في الزواج؟
هي لا تؤثر في عقد الزواج، لا موافقتها ولا معرفتها، لكن أشباه الرجال كثيرون، وأغلبهم يستغل وضع الزواج السري لأنه الأسهل والأبعد عن المشكلات، لكنه لن يسمح بتحقيق العدل.
ومن حسن عشرة الرجل لزوجته الأولى أن يخبرها بعزمه على الزواج من أخرى، إن موافقتها ليست شرطًا ولا تهم، يكفيها فقط أن تعرف، لكن يمكن للزوج إخفاء ثلاثة أمور عنها:
من سيتزوج..
متى سيتزوج..
أين سيتزوج -أي مكان السكن-.
بمجرد إخبارها والسيطرة على هذا البركان تمتنع تمامًا عن الحديث عن أي تفاصيل لزواجك الثاني، ولا أي تحضيرات للأمر، ولا تخبرها وأنت ذاهب لرؤية زوجتك المستقبلية الجديدة -مثلًاـ ولتنتهز هذه الفرصة لإغداقها بمزيد من الرعاية والاهتمام والحب لتعوضها عن جرح أنوثتها الغائر.
إخفاء الأمور السابقة عنها يمنعها من افتعال المشكلات مع الزوجة الثانية، ولو في المدة الأولى في الأقل، حتى تهدأ الأمور ويصير زواجك واقعًا، وتبدأ هي في التفكير بالعقل.
اقرأ أيضًا لهذا السبب يعارض الأهل فكرة الزواج الثاني للرجل
ماذا قبل التفكير في الزواج الثاني؟
هذه خطوات على الرجل الراغب في الزواج الثاني القيام بها لترتيب الأمور، ولجعل زواجه الثاني ناجحًا قدر الإمكان:
جمع المعلومات
إن الراغب في العمل لدى شركة معينة سيجمع عنها المعلومات، والمُقدم على وظيفة جديدة في حياته سيتعلمها أول مرة عليه أن يعرف عنها المزيد، ومجالات العمل المتاحة، وهكذا.
عليك جمع المعلومات عن أمر التعدد بصفة عامة من كل مصدر، قنوات اليوتيوب، البحث عن جروبات التعدد الشرعية التي تطرح مشكلات وأمورًا واقعية تخص هذه الأمر، حتى إن بعضها مختلط ويتيح لك الدخول بحساب مزيف وسؤال الرجال ذوي الخبرة دون معرفتهم بشخصيتك.
أساليب جمع المعلومات كثيرة، وهي خطوة مهمة عليك بفعلها، وقراءة كل ما يقع في يدك يتحدث عن الزواج الثاني، وفي سلسلة مقالاتي هذه ذكرت بضعة أسماء يمكن متابعتها بسهولة عبر وسائل التواصل.
اقرأ أيضًا زوجة أولى ولا ترفض التعدد
سؤال أهل الخبرة
وهي خطوة مكملة للخطوة الأولى، وهي سؤال الرجال من حولك ممن لهم تجربة في الزواج الثاني، أو حتى ذوي الحكمة والرأي السديد الذين تتوسم فيهم الدين والصلاح.
بالطبع لا تسأل امرأة، ولا تفكر في سؤال أختك مثلًا ولا والدتك، اجمع المعلومات من المصادر السابقة في صمت حتى يتشرب ذهنك ويستوعب ما هو مقبل عليه، وهو ليس هينًا ولا بسيطًا بالمناسبة.
وللحديث بقية..
موضوع رائع 🌷
شكرا لحضرتك جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.