ابنتي العزيزة،
لا..
لن تكون أول كلماتي التي أكتبها لك هكذا..
بل حبيبة أمها وشريان قلبها، وأم أبيها ومدللته، وسكر بيتنا، والطهر الملائكي الصغير..
فلتعلمي أنني أكتب لك هذه الرسالة يا مدللتي وأنا ذو ثغر باسم، بينما قلبي النابض يتسارع بمجرد التفكير بأنك ستأتين يوماً ما.
اعلمي يا سكر قلبي أنني سوف أحبك كثيراً..
كثيراً جداً..
سوف أكون أمك المحبة في كل الأوقات، وصديقتك التي تحفظ أسرارك، سندك في هذه الحياة، وجهتك، أمنكِ وأمانك..
اعلمي يا أميرة أبيها أنه مهما كان الغلط الذي اقترفته ستجدينني بجانبك..
سوف أكون ملاكك الحارس دائماً..
لن اُهوِل الأحداث وأقول لكِ إنه سوف يتم إعدامك إذا اقترفت خطأ ما..
سأخبرك فقط إنك أخطأت وسوف نصحح أخطاءك معاً..
حتى تتعلمي فالتجارب خير دليل..
لن أقول لك يا غيمتي البيضاء متى سوف تصبحين امرأة ناضجة، العبي، تدللي، اجري، واشتري الدمى،
افعلي كل الأشياء الجميلة التي تسعد قلبك..
طالما أنك لا تعصين الله في شيء..
أنت جميلة يا مدللتي وفي كل الأوقات..
سواء إن امتلكت شعراً طويلاً أم قصيراً..
إن كنت نحيفة أم سمينة..
كل الذي يهم هو طهر قلبك الملائكي..
وابتسامتك..
ابتسامتك الجميلة..
الجميلة جداً..
التي ستكون كابتسامة أبيك..
لن أعلمك الطبخ، بل سأعلمك كيف تكونين قوية بالله ثم بنفسك ثم بنا يا بلسم أيامي..
سأعلمك كيف تكوني واثقة، وصادقة دائماً تقفين إلى جانب الحق لا تخشين شيئاً..
اختاري تخصصك الجامعي وفقاً لميولك وقدراتك..
لن يكون لأحد الحق في أن يفرض عليك شيئاً..
سوف نقف بجانبك فقط..
نوجهك ونمسك بيدك..
واعلمي يا عزيزتي أن المجد ليس مقتصراً على الطب..
وأن المجد ينبع من داخلكِ أنت فقط..
هذه رسالتي الأولى لك..
لكنها لن تكون الأخيرة..
سوف أكتب لك كثيراً..
وسوف تقرئينها وتعرفين أن أمك كاتبة مبتدئة..
لكن رسائلي لك يا مدللة أبيها مليئة بالمشاعر..
المشاعر الصادقة التي تشتاق لرؤيتك..
ملاذك الآمن (ماما).
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.