إصلاحات الملك عبد العزيز الاجتماعية والاقتصادية

لقد نشأ الملك عبد العزيز رحمه الله وترعرع في أعقاب نكبة قضت على الدولة السعودية ومزقتها، وأعادت المجتمع إلى جاهليته الأولى ممزقًا بدويًا يعيش على الرعي والارتحال، ويعيش على الغزو والسلب والنهب.

وفي مرحلة حرب التحرير والتوحيد رأى الملك عبد العزيز رحمه الله بثاقب فكره أن حياة البداوة غير المستقرة في نجد والقصيم هي كذلك من الأسباب الأساسية التي تعوق إنشاء الدولة المستقرة التي يريدها، ويعمل لها، ويفكر فيها.

أهم مشروعات الملك عبد العزيز

ورأى أن المجتمع النجدي يجب أن يتحرر من طور الرعي والارتحال، ليدخل طور الزراعة والاستقرار، وأن يكون ارتباطه بالأرض بدلًا من الرحيل سعيًا وراء الكلأ والمرعى.

لذلك فكر الملك عبد العزيز في مشروع اجتماعي اقتصادي، لكنه رأى قبل أن يقدم على تنفيذه أن يستشير بشأنه والده بأن يعرضه عليه وعلى كبار السن من العائلة السعودية وكبار العلماء، ثم بدأ في تنفيذه 1910م.

وقوام هذا المشروع اختيار منطقة منعزلة مهجورة تسمى (الأرطاوية)، تقع في أطراف مقاطعة القصيم.

الملك عبد العزيز وأبناؤه في صورة جماعية

وتطبيقًا لمشروعه هذا بدأ الملك عبد العزيز رحمه الله سنة 1912م في توزيع أراضي منطقة الأرطاوية على فريق من أهل العشائر وفي مقدمتها العرب ومطير.

نستطيع أن نقول إن المشروع في الواقع هو توطين البدو الرحل وتعليمهم الزراعة والعيش في بيوت مبنية، تمثل كل مجموعة منها قرية زراعية.

وحدد الملك عبد العزيز أيضًا نظامًا لتوزيع المياه، ونظم لهم سجلًا للنفوس، وزود كلَّ فرد قادر منهم بالسلاح والعتاد.

وتأسست أول بلدة تجمع بين خليط من مختلف القبائل والفلاحين تربط بينهم روابط الدين والتوحيد والكتاب.

مشكلات واجهت الملك عبد العزيز

ولعل من أكبر المشكلات الاجتماعية التي واجهت عبد العزيز بعد أن ضم الحجاز، وأصبح ملكًا على الحجاز وسلطانًا لنجد وملحقاته، هي مشكلة توطين القبائل البدوية الحجازية التي كانت مطبوعة على السلب والنهب والغزو وإعادة الأمن والطمأنينة إلى ربوع الحجاز.

لقد كانت القبائل البدوية الحجازية لا تسمح لأحد أن يمر بها أو يقترب منها ما لم يدفع (الخوة) التي كانت تكون جزءًا كبيرًا من موارد الغزو عندهم.

وقد استمرت هذه الحال لبدو الحجاز حتى بعد سيطرة الدولة العثمانية التي عجزت عن إبطال دفع (الخوة) فأقرتها، كما أقرها كذلك الحاكم الهاشمي الحجازي.

فلما أصبح الملك عبد العزيز ملكًا على الحجاز والمسؤول عنه وعن حواضره وبواديه عدَّ أن من واجباته الأولى أن يمنح الأمن والسلامة والطمأنينة لأهل الحجاز وللوافدين عليه. 

لذلك دعاه شيوخ القبائل الحجازي، فاستقبلهم هاشًا باشًا، وأكرم وفادتهم، ثم قال لهم إنه يعرف كما يعرفون حمى كل عشيرة في البادية ومداه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة