إسماعيل ياسين "أبو ضحكة جنان" ما بين البداية الصعبة والنهاية المأساوية

ابن المدينة الباسلة، أبو ضحكة جنان، ومأساة حياته.

بداية صعبة

وُلد إسماعيل يس في مدينة السويس عام 1912، وكان والده من أثرياء السويس، ويعمل بمجال المشغولات الذهبية، وتُوفيت والدته وهو ما زال طفلًا صغيرًا، ولكن بسبب الأحداث الاقتصادية تدهورت تجارة والده، وحُبس.

وعمل إسماعيل يس وهو طفل في الشارع مناديًا للبضائع، وأيضًا في بعض الأحيان سايس سيارات في جراج بجوار منزلهم؛ خوفًا من زوجة أبيه التي كانت تعامله معاملة سيئة للغاية بعد دخول والده السجن، ولم يكمل دراسته الابتدائية.

إسماعيل ياسين في السجن

حلم النجومية

كان إسماعيل يس عاشقًا للغناء وسماع أغاني محمد عبد الوهاب، وكان يرى في نفسه أنه سوف يصبح مطربًا كبيرًا في يوم من الأيام، وجنونه بالفن كان الدافع الحقيقي لهروبه من السويس إلى القاهرة وهو في سن الثامنة عشرة؛ بحثًا عن مجال الأضواء والشهرة والدخول لعالم الفن.

إسماعيل يس يدخل عالم الفن

كانت بداية حياته الصعبة كفيلة أن تقضي على أحلامه وطموحاته بعد أن دهسه ضجيج القاهرة، وأصبح يتنقل ما بين شارع عماد الدين وشارع محمد علي، وعمل في الموالد والأفراح الشعبية مع الراقصة نوسة.

الانطلاقة الحقيقية

إلى أن قادته الصدفة السعيدة وابتسمت له الحياة، فانضم لفرقة بديعة مصابني وقدمه وقتها فؤاد الجزايرلي أول مرة في السينما بدور بسيط للغاية في فيلم "خلف الحبايب"، ومنها إلى فرقة علي الكسار التي كانت انطلاقته الحقيقية منها.

وعمل فيها مطربًا ومنولوجيست، وقدمه معه الكسار في فيلم "علي بابا والأربعين حرامي" ليلفت انتباه الجميع بخفة ظله وحضوره القوي وببهجته المعهودة، وليولد أكبر فنان كوميدي عرفته السينما المصرية والعربية عبر التاريخ، وثاني فنان تُنتج أفلام باسمه بعد النجمة الكبيرة ليلى مراد.

فصنع إسماعيل يس تاريخًا عظيمًا من الفن المصري بأفلام ما زالت تمتعنا إلى الآن مثل إسماعيل يس في الأسطول، وإسماعيل يس في مستشفى المجانين، وإسماعيل يس في الطيران، وغيرها من روائع قُدمت في الأربعينيات والخمسينيات، وأسهم في صناعة المسرح الكوميدي على نحو مبدع، وكوَّن أكبر فرقة مسرحية "فرقة إسماعيل يس" التي قدمت أكثر من خمسين مسرحية جابت الوطن العربي كله وقتها مع صديق عمره الكاتب الكبير أبي السعود الإبياري.  

تزوج إسماعيل يس ثلاث مرات؛ الأولى كانت من سعاد وجدي، والثانية من الراقصة حكمت فهمي، إلى أن وقع في حب زوجته الثالثة السيدة فوزية.

إسماعيل ياسين في الأسطول

النهاية المأساوية

ثم جاءت الستينيات التي عاصرت بداية تدهور حياة إسماعيل يس، الذي لم ينجب غير ابنه يس إسماعيل يس من والدته السيدة فوزية -حبه الوحيد- والذي كان يرتبط به بشدة.

وتدهور الوضع المالي لإسماعيل يس بعد أن حجزت الضرائب على ممتلكاته، وبيعت العمارة الشهيرة الخاصة به أمام عينيه؛ ما أصابه بالاكتئاب، وانحصرت الأضواء عنه في أواخر أيامه، ولم يعد يهتم به المنتجون الذين كانوا يسندون له أدوارًا بسيطة لا تليق بنجم كبير مثله؛ فاضطر للرجوع إلى العمل بالصالات والكباريهات لكي يستطيع العيش، وثقل عليه المرض في أواخر عمره، ثم توفي عام 1972 بسبب أزمة قلبية حادة.  

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة