سنلقي الضوء في هذا المقال على الفرق بين التخلص الآمن للنفايات الطبية الخطرة باستخدام آلية الترميد (المحارق) والتخلص الآمن باستخدام آلية الفرم والتعقيم.
إن التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة المتولدة داخل دور الرعاية الصحية أمر حتمي للحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، فالنفايات الطبية الخطرة تعد خطرًا داهمًا حال عدم معالجتها بيئيًّا بأسلوب صحيح.
ويتعلق التحدي بالتخلص الآمن من النفايات الطبية بطريقة تحافظ على التوازن البيئي وتحد من التأثيرات الضارة للتحلل البيولوجي للنفايات الخطرة.
هذا ونضع تحت بصر القارئ العربي التحديات والإستراتيجيات التي يمكن أخذها في الاعتبار، للحفاظ على البيئة وحماية صحة الإنسان.
قد يعجبك أيضًا أسباب تلوث البيئة وما يحمله من مخاطر
ما أهمية التخلص الآمن للنفايات الطبية الخطرة؟
حماية البيئة
يعد التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة أمرًا بالغ الأهمية، وذلك لمنع تأثيراتها السلبية في التربة والمياه الجوفية، كما تسهم في تفاقم أزمات بيئية شديدة الخطر حال عدم معالجتها بالأسلوب الأمثل.
الحفاظ على صحة الإنسان
النفايات الخطرة تأثيراتها الضارة قادرة على نشر العدوى بين الأفراد الأصحاء، فتجعل من دور الرعاية الصحية حال عدم التخلص الآمن منها بؤرة للعدوى الناتجة من التحلل البيولوجي.
قد يعجبك أيضًا تعرف على علم البيئة والتغيرات الحالية
ما التحديات التي تواجه التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة؟
رفع الوعي البيئي للعاملين داخل دور الرعاية الصحية
قد يكون التحدي الرئيس هو نقص الوعي بخطورة النفايات الطبية الخطرة، لذا يجب على المؤسسات اتباع نهج رفع الوعي البيئي والتوعية بدرجة خطورتها لإثراء مفهوم الصحة من المنظور البيئي.
التشريعات والرقابة
يتطلب التخلص الآمن للنفايات الطبية الخطرة إصدار تشريعات صارمة تشمل عقوبات مغلظة للمخالفين، وكذلك تفعيل دور التفتيش والالتزام البيئي على مؤسسات دور الرعاية الصحية.
البحث والتطوير
يجب الاستمرار في البحث والتطوير، من أجل الوصول لأحدث التقنيات الجديدة التي تمكنا من التخلص الآمن للنفايات الطبية الخطرة عن سابقتها من التقنيات المتبعة، لضمان استدامة البيئة وحماية صحة الإنسان من مخاطر العدوى.
قد يعجبك أيضًا ما أهمية البيئة في حياتنا؟ وما تأثير التلوث عليها؟
إستراتيجيات التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة
ونقصد هنا وسائل التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة التي أتاحها البحث العلمي وأوجدها السعي الدؤوب للعلماء، من أجل حماية صحة الإنسان وحماية البيئة في آن واحد.
وهنا توجد طريقتان رئيستان لمعالجة النفايات الطبية الخطرة وهما:
المعالجة الحرارية ويوجد منها عدة أنواع مقسمة كالآتي:
· الترميد (الحرق) بواسطة الأفران ذات الهواء الكثيف.
· الترميد (الحرق) بواسطة الأفران ذات الهواء القليل.
· الترميد (الحرق) بواسطة الأفران دوارة.
· التزجيح: وهو تحلل حراري كيميائي للمواد العضوية عند درجات حرارة مرتفعة في غياب الأكسجين أو أي هالوجين، ويتضمن تغيرًا في التركيب الكيميائي الذي يصاحبه تغير فيزيائي.
المعالجة بالفرم والتعقيم ويوجد منها عدة أنواع مقسمة كالآتي:
· التعقيم بالنجار (بنظام الأتوكلاف).
· التعقيم بالموجات متناهية القصر.
· التعقيم الكيميائي، ويشمل التعقيم باستخدام الكلور بودو فورم والكحول الفورمالدهيد والجلوترالدهيد.
· التعقيم بالهواء الساخن والحرارة الجافة.
· وقف النشاط الحيوي باستخدام الكوبالت 60 وكذلك باستخدام الموجات الفوق البنفسجية.
والآن نريد أن نطلع القارئ العربي على الفرق بين استخدام آلية الترميد (المحارق) وآلية الفرم والتعقيم للتخلص الآمن للنفايات الطبية.
قد يعجبك أيضًا لماذا يجب علينا الحفاظ على البيئة؟
أولًا: آلية الترميد (المحارق)
هي الأسلوب الأمثل لمعالجة النفايات الطبية الخطرة لآن الحرق يساوي الفناء أي القضاء نهائيًّا على النفايات الطبية الخطرة.
· حرق وترميد كل نواتج النفايات الطبية الخطرة كالأعضاء البشرية المستأصلة.
· تقليص وزن النفايات الطبية الخطرة المراد معالجتها إلى ما يساوي 10% من الوزن الكلي للكمية المراد معالجتها من النفايات، وتحويلها إلى رماد يسهل دفنه في مدفن صحي.
· نتيجة تقليص وزن النفايات بعد الترميد، تقلل استخدام وسائل النقل في نقل ما تبقى واحترق إلى المدفن الصحي، ما يحافظ على البيئة لتقليل عدد دورات ارتحال وسائل النقل ومن ثم تقليل الانبعاثات الصادرة من المركبات في أثناء ارتحالها من وإلى المدفن الصحي.
· الحفاظ على عدم هدر مساحات الأراضي التي تستخدم لدفن النفايات بسبب تمكنها من تقليص وزن النفايات إلى ما يساوي 10% من وزنها قبل عملية الترميد والحرق، ما يحافظ على رصيد مساحات الأراضي التي تُستخدم مدافن صحية.
قد يعجبك أيضًا تلوث البيئة القاتل الخفي..هل تثأر البيئة من الإنسان؟
ثانيًا: آلية الفرم والتعقيم
وعيوبها ما يلي:
· عدم القدرة على إفناء النفايات الطبية الخطرة نهائيًّا ما يجعلها مسار شك في نقل العدوى بعد عملية فرمها، ولذلك تلزم وزارة الصحة والبيئة دور الرعاية الصحية التي تستخدم آلية الفرم والتعقيم ضرورة دفن نواتج عملية الفرم في مدفن صحي.
· عدم قدرة آلية الفرم والتعقيم على تقليص وزن النفايات الطبية الخطرة، إذ يتبقى أكثر من نحو 75% من الوزن الكلي للنفايات الطبية الخطرة المنتظر معالجتها بواسطة الفرم والتعقيم، ما يهدر حق الأجيال القادمة في الأراضي التي تُستخدم مدافن صحية.
· هدر مفهوم الاستدامة عن طريق هدر مساحات أراضي شاسعة تُستخدم مدافن صحية، من أجل استقبال الأوزان الهائلة من نواتج معدات الفرم والتعقيم لدور الرعاية الصحية.
· زيادة عدد مرات ارتحال المركبات لنقل نواتج آلية الفرم والتعقيم، ما يقلل عمرها الافتراضي، وكذلك تلويث البيئة بانبعاثات احتراق وقودها.
ومما سبق نخلص إلى أنه لا بد من حرق النفايات الطبية الخطرة، لأن الحرق يساوي الفناء للنفايات الطبية الخطرة، ولكن لا بد أن يكون الحرق وفق شروط وضوابط بيئية متفق عليها دوليًّا.
وإن كانت عملية الحرق للنفايات يحدث عنها بعض الانبعاثات المقبولة بيئيًّا، فإننا نقول إن الهواء متجدد، في حين آلية الفرم والتعقيم تهدر مساحات شاسعة من الأراضي والتربة، وتلوث المياه الجوفية، وهي عناصر بيئية غير متجددة.
ونضع تحت بصر اختصاصيي البيئة الإمعان في ذلك من أجل تحقيق مفهوم الاستدامة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.