لطالما يعاني أولادنا الصغار في ظل التطور التكنولوجي الذي يجتاح العالم من عسر في التفكير والتركيز، وذلك نتاج عن الإدمان المفرط على وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف الجوال واللوحة الرقمية.
فقد أضحت هذه الوسائل عنصرًا مهددًا لأمن العائلة واستقرارها، كيف لا وقد تتداول وسائل الاعلام بصفة مستمرة أخبارًا عن أطفال قد وضعوا حدّا لحياتهم بعد أن أدمنوا على لُعبٍ إلكترونية لا تخضع إلى أي مراقبة من السلطة، أو لنقُل أنّها لم تكن محل اهتمام إلى أن فاحت هذه الأخبار الصادمة "أخبار الموت"، وموت أطفال في عمر الزهور.
الحوت الأزرق" و"مريم " ألعاب إلكترونية في ظاهرها لهو ولعب ولكن في باطنها "موت"، نحن لا نستجدي ولا نبحث عن مصدرها ولكن نحمّل أنفسنا مسؤولية هذا الإبحار الخاطئ الذي يمارسه أبناؤنا في بحر الإنترنت أو في "بحر الموت الغامض".
سيدتي، سيدي الكريم هذا الموت لم يكن بالسرعة التي تتخيلها لكن كان موت مراحل غاب فيه الأب والأم، وانعزل الصغير لمدة زمنية طويلة، وأصبح حبيس عالم جديد، عالم يرى أنه المنشود الذي يصبو إليه، وفي المقابل ربض العدو على الحدود داخل لعبة تترصد الظروف الملائمة لتقبض على فريستها.
ألم يحن الوقت لكي نستدرك حالنا وحال أبنائنا؟ نعم فنحن لسنا حبيسي هذا العالم ولم نكن أبدا عبيدا له. لكن سأعلم ابني التخلص من العبودية وأن يُخضع هذا التطور التكنولوجي ويجعله عبدا له، يخوض غماره ليبحث ويتزود بما يواجه به تطور المجتمعات. ينتزع منه المعلومات ويوظفها ليطّور معارفه ومهاراته الحياتية.
فلنبني حياة أبنائنا بحسن تفكيرنا ورجاحة تدبيرنا. فساعد ابنك للسير نحو الأفضل وستشرق شمس الغد مبشّرة بمستقبل سعيد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد