إجراءات الإمبراطور أوكتافيوس بعد انتصاره على أعدائه

أدرك أوكتافيوس تمامًا الحاجة الماسة للتمهيد لإجراء إصلاح شامل للدولة الرومانية، من أجل إعادة الطمأنينة إلى المجتمع الروماني، وتنمية الشعور بالاستقرار بعد ويلات الحرب الأهلية التي دامت قرابة عقدين من الزمن.

اقرأ ايضاََ ماذا تعرف عن معركة أكتيوم عام 31 ق.م ؟

ماذا فعل أوكتافيوس بعد عودته إلي روما؟

فبمجرد عودته إلى روما في صيف عام 29ق.م أقيم الاحتفال على شرف انتصاره، وأخذ يسعى لتحقيق هدفه، وهو إعلان بداية العهد الجديد Novus Status  في روما وعودة السلام في جميع أرجائها، وبهذه المناسبة أغلق معبد جانوس Janus ليزيح كابوس الحرب عن صدور الرومانيين.

وراح يغدق الهبات على جموع الشعب، بعد أن أعطى أصدقاء أنطونيوس وأتباعه الأمان، ومن ثم أخذ يوطد مركزه السياسي في الدولة بعد أن أمسى سيدًا على روما وأراضيها.

وحينئذ يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال عن ماهية الحكم الجديد الذي سوف يتخذ، وما موقف أوكتافيوس من ذلك؟

يبدو من خلال الدراسة أن ذلك التساؤل مر بمراحل للإجابة، لأن أوكتافيوس رجل يختلف كثيرًا عمن سبقوه، إذ امتاز ببراعته وعبقريته فضلًا عن تحليه بالصبر الذي دائمًا يوصله إلى مبتغاه، إذ كان مدركًا تمامًا مدى خطورة فرض نظام جديد على الرومان دفعة واحدة.

اقرأ ايضاََ القضاء على سكتوس بومبي وتفرد أوكتافيوس بحكم الغرب

ماذا فعل أوكتافيوس حتي لا يكرر خطأ يوليوس قيصر؟

وكان حذرًا جدًّا في أن يكرر الخطأ الذي كلف يوليوس قيصر حياته، لذا فإن حكمته السياسية دفعته إلى الاستمرار بممارسة صلاحياته الدستورية التي منحت له من قبل الشعب مسبقًا، فكان حريصًا على قدر الإمكان على الأعمال العلنية التي تحسب له. 

وأخذ ينتخب لمنصب القنصلية عامًا بعد عام منذ عام 29ق.م وكانت القنصلية السادسة في عام 28ق.م التي تولاها مع مساعده القائد أغريبا، وكذلك أمر بإجراء تعداد سكاني للمواطنين الرومان، إذ إن آخر تعداد يعود إلى عام 70ق.م.

وأصدر عفوًا عن كل ما جرى قبل عام 28ق.م أي إلى أتباع أنطونيوس، وقوبلت إجراءاته بالارتياح وظهرت النقود المسكوكة في تلك السنة تحمل عبارة حارس حرية الشعب الروماني Libertatis Pouli Romani Vindex، ولم ينتهِ هذا العام إلا وهو واضع الأسس للحكم الجديد.

تناقش أوكتافيوس مع مساعديه والمقربين إليه كل من أغريبا ومايكناس بشأن إنشاء نموذج للحكم، من شأنه أن يترك السلطة بأيديهم من أجل الحفاظ على مصلحة الحزب القيصري، فكان رأي أغريبا العودة إلى الجمهورية وهي خطوة من شأنها أن يتنازل أوكتافيوس عن السلطة ويتخلى عنها.

أما مايكناس فقد اقترح إجراء إصلاحات شاملة في هيكل الحكومة وعدد من مجالات الحياة، أي تغيير نظام الحكم تغييرًا جذريًّا، مع مراعاة عقلية المواطن الروماني التي تميل إلى التمسك بالتقاليد السياسية والأخلاقية.

رسالة ماجستير تاريخ قديم

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة