أيهما أفضل لطفلك.. الدراسة بالمدارس المختلطة أم المنفصلة؟

كشفت دراسة ماليزية حديثة نتائج غاية في الأهمية تتعلق بالأداء الأكاديمي، والمشاركة في الأنشطة الخارجية بالمدارس المختلطة والمدارس المنفصلة.

وهدفت هذه الدراسة إلى المقارنة بين التعليم المختلط -البنين والبنات معًا- وبين التعليم المنفصل.

اقرأ أيضًا كيف يمر أول يوم في مدرسة طفلك بسلام؟

مفارقة في الأداء الأكاديمي

الدراسة التي أُجريت بإحدى الجامعات الحكومية الماليزية في العام 2023 م هدفت إلى المقارنة بين الدراسة في المدارس المختلطة، حيث يدرس البنون والبنات معًا في المدرسة نفسها، والفصول الدراسية نفسها، وبين المدارس المنفصلة، حيث يدرس البنون وحدهم، والبنات في مدارس خاصة بهن.

وضعت الدراسة هدفين رئيسين، هما الأداء الأكاديمي، والمشاركة في الأنشطة الخارجية، وكانت النتائج مذهلة، فقد أظهرت تفوق الأداء الأكاديمي للطلبة والطالبات في المدارس المنفصلة -أي مدارس للبنين وأخرى للبنات- مقارنة بأداء أقرانهم في المدارس المختلطة.

وشملت الدراسة التطبيق في مادتي الرياضيات والعلوم، فقد جاءت مدارس الفتيات المنفصلة في المرتبة الأولى، متفوقة على أداء أقرانهم على المدارس المختلطة.

ليس هذا فحسب، بل إن نسبة شعور الفتيات في المدارس المنفصلة بالأمان جاءت في المرتبة الأولى، تليها مدارس البنين المنفصلة، ثم المدارس المختلطة في المرتبة الثالثة.

وهذا يعني أن الفتيات يشعرن بالأمان عندما تكون المدرسة للفتيات فقط، وكذلك البنون.

أما فما يتعلق بالأنشطة الخارجية، فتظهر النتائج تفوق الطلبة والطالبات بالمدارس المنفصلة، مقارنة بأداء أقرانهم في المدارس المختلطة، سواء في الأنشطة الاجتماعية أو النشاط العام.

هذه الدراسة التي أُجريت في ماليزيا حيث توجد مدارس منفصلة، أي للبنات فقط، وأخرى للبنين فقط، إضافة إلى المدارس المختلطة، في حين أن دول قارة آسيا من أقل البلدان فيما يخص المدارس المنفصلة، ففي أوروبا وأمريكا على سبيل المثال، تنتشر المدارس المنفصلة.

وقد يعود ذلك لأحد أمرين، الأول وجود مدارس تابعة للكنيسة، والثاني، ما أظهرته نتائج هذه الدراسة في أفضلية الدراسة بالمدارس المنفصلة مقارنة بالدراسة في المدارس المختلطة.

في هذه النقطة تحديدًا يشير العلماء والخبراء بأفضلية المدارس المنفصلة وفق الأداء الأكاديمي مقارنة بالمدارس المختلطة، وإن كانت توجد أصوات أخرى، تقول العكس، فالشد والجذب بين الطرفين موجود، وكل طرف يدافع عن وجهة نظره.

اقرأ أيضًا ما هو دور المدرسة الابتدائية في حياة الطفل؟

مرجع الخلاف

لا يمكن الجزم بصحة أيٍّ من الرأيين عن أفضلية الدراسة بالمدارس المنفصلة أو المختلطة من الجانب التعليمي، وإن كان خبراء التربية يجمعون على أن المدارس المنفصلة أفضل من الناحية التربوية.

وتؤدي القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع دورًا كبيرًا في ترجيح أيٍّ من وجهتي النظر تلك.

أنصار المدارس المختلطة يتحدثون عن تجهيز الطلاب لبيئة العمل في الخارج؛ فالشاب عند تخرجه من الجامعة والتحاقه بسوق العمل سوف يكون مجبرًا على التعامل مع الجنس الآخر، فضلًا على تحقيق المساواة بين الجنسين، وتقليل الفجوات بينهم، وهو ما يعزز فرص المساواة بين الجنسين مستقبلًا في سوق العمل.

إلى جانب ما سبق ذكره، فالمدارس المختلطة تتيح للطلبة والطالبات التواصل والتفاعل، وعلى هذا تعزيز مهارات التواصل بين الجنسين.

في المقابل، يرى المؤيدون للمدارس المنفصلة، أنها توفر بيئة تعليمية أقل إلهاءً للطفل، ويمكنهم التركيز بشكل أكبر على الدراسة، بما يؤدي في النهاية إلى تحسين الأداء الأكاديمي.

فضلًا على الشعور بالأمان والراحة، فلا توجد ضغوطات أو تنافسية من الجنس الآخر.

الخلاصة.. اختيار الدراسة بالمدارس المختلطة أو المنفصلة هو بالنهاية قرار ولي الأمر حال توفر المدارس المختلطة والمنفصلة، وقد يكون خيارًا إجباريًّا حال غياب المدارس المنفصلة في بعض المجتمعات.

وتؤدي القيم الثقافية والدينية دورًا كبيرًا في تحديد أيٍّ منهما، فضلًا على الاحتياجات الفردية الخاصة بكل طالب.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة