أين يقع وادي الملوك والملكات؟ ولماذا تم بناؤه؟

"إن تسألي عن مصر حواء القرى

وقرارة التاريخ والآثار

فالصبح في منف وثيبة واضح

من ذا يلاقي الصبح بالإنكار"

بتلك الأبيات التي نظمها "أحمد شوقي" نبدأ بالحديث عن مصر، بلد تحتجز مكانها بجدارة واستحقاق بين كتاب التاريخ، بل هي التي ألفت كتاب التاريخ، وهي من خطت سطوره، وهي التي تغنى بها الناس من مختلف أماكنهم وأوقاتهم التاريخية، فمن ذا يلاقي الصبح بالإنكار؟

اقرأ أيضًا الغرض من استخدام الأهرامات فى الحضارات المختلفة

ما وادي الملوك؟

 نتطرق اليوم في الحديث عن وادٍ مصري، لا نقول وادي النيل، لكنه واد عظيم وعريق مثله، وهو "وادي الملوك والملكات" وادي يشبه "بطن السمكة" الممتلئ بـ"البطارخ" فكما هو ممتلئ بالخيرات، فذلك الوادي ممتلئ بالخيرات أيضًا، لكن خير من نوع آخر، خيرات عمرها آلاف السنين.

وتلك الخيرات التي نقصدها هي الخبايا الأثرية الموجودة في بطن ذلك الوادي، وادي الملوك والملكات، وادي ينضح بالفن والثقافة والعلوم التي وقف عندها العالم لآلاف السنين، لنتابع معًا ذلك الوادي المهيب.

اقرأ أيضًا معلومات عن تاريخ مصر الفرعوني

لماذا بنى الفراعنة المقابر في وادي الملوك؟

في البداية تعددت أنماط بناء المقابر في مصر القديمة، وكانت تختار بعناية فائقة، بحيث تكون بعيدة عن الفيضان، وأيضًا تكون بعيدة عن أيادي اللصوص، وذلك السبب الأساسي للبدء في دفن الملوك في ذاك الوادي.

فقد أوكل الملك "تحتمس الأول" مهمة اختيار مكان لمقبرته إلى المهندس "أنيني"، وأن يكون ذلك الوادي خلف صخور طيبة، وأدى "أنيني" تلك المهمة بنجاح، فذكر المهندس أنيني ذلك الأمر عن طريق نقشه على مقبرته، فقال "أشرفت وحدي على اختيار المقبرة الصخرية لجلالة الملك تحتمس الأول، دون أن يراني أحد أو يسمعني".

 أيضا يوجد سبب آخر لاختيار ذلك المكان في الوادي، وهو وجود جرف صخري "ما يشبه التل" على شكل هرم، وارتفاعه نحو 300 متر، وشكل الهرم كان مهمًا للمصريين القدماء، فلو لم يكن مهمًا لما احتاج خوفو وخفرع ومنكاورع أن يبنوا ثلاثة منه، الهرم كان رمزًا للحياة الأبدية والبعث.

يوجد سبب آخر لدفن الملوك في ذلك المكان، وهو أن المصري القديم اعتقد أن إله الشمس "رع" يموت كل ليلة في الغرب لكي يولد من جديد في الشرق، لذا اختير غرب النيل للدفن عامة.

يوجد رأي آخر يعتقد أنه السبب لاختيار المقبرة في ذلك المكان، وهو أنه كان هناك قرية للعمال قريبة من ذلك الوادي.

اقرأ أيضًا فك رموز الكتابة المصرية القديمة والنصوص التاريخية لمصر

ماذا وجدوا في وادي الملوك؟

وجد حتى الآن في وادي الملوك نحو 63 مقبرة، منها ما كان ملكيًا، ومنها ما هو للنبلاء، فاستمر الدفن في ذلك الوادي مدة 500 عام، والمقبرة رقم 63 هي آخر مقبرة اكتُشفت حتى الآن، وذلك في عام 2006.

وُجد في تلك المقبرة نحو 7 توابيت، لكن على الرغم من ذلك فصاحب المقبرة ليس معروفًا حتى الآن، فإن عندما اكتشفت، عثر فيها على النص التالي: "با أتن" وذلك النص هو جزء من اسم الميلاد الخاص بالملكة "عنخ إسن أمون"، وهي زوجة الملك الشهير "توت عنخ آمون".

وتوجد احتمالية -ولا نؤكد أو نجزم- أن تكون تلك المقبرة صممت خصيصًا لها؛ لأنها وجدت على مقربة من مقبرة توت عنخ أمون، إضافة إلى أن النقوش التي وجدت على تلك المقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الـ18، وبالتحديد إلى مدة الملك توت عنخ أمون.

اقرأ أيضًا تعرف إلى أسرار الحضارة المصرية

ما المقابر الموجودة في وادي الملوك؟

موجود في وادي الملوك عدد من المقابر، وصل حتى الآن إلى 63 قبرًا، لكن يوجد عدد من المقابر التي وجدت فارغة، أو ليس معلومًا حتى الآن من هو صاحبها، لكن سنذكر لك الآن أشهر المقابر الموجودة هناك مع ذكر رقمها:

· مقبرة 1: رمسيس السابع.

· مقبرة 2: رمسيس الرابع.

· مقبرة 3: أحد أبناء رمسيس الثالث.

· مقبرة 4: رمسيس الـ11.

· مقبرة 5: أبناء رمسيس الثاني، وبها حتى الآن نحو 120 حجرة، وما زال العمل مستمرًا بها.

· مقبرة 6: رمسيس السابع.

· مقبرة 7: رمسيس الثاني.

· مقبرة 8: مرنبتاح.

· مقبرة 9: رمسيس الخامس والسادس.

· مقبرة 10: آمون مسو.

· مقبرة 11: رمسيس الثالث.

· مقبرة 34: تحتمس الثالث.

· مقبرة 35: أمنحتب الثاني.

· مقبرة 43: تحتمس الرابع.

· مقبرة 46: يويا وتويا.

· مقبرة 55: أمنحتب الرابع "إخناتون" مع ملك آخر يدعى سمنخ كا رع.

· مقبرة 57: حورمحب، ومقبرته من أجمل المقابر التي اكتشفت حتى الآن، وذلك لوجود زخارف ملونة بألوان زاهية.

· مقبرة 62: توت عنخ آمون.

· مقبرة 22: أمنحتب الثالث.

اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن الطب في العصر الفرعوني؟

من الملكة المدفونة في وادي الملوك؟

في المقبرة رقم 14 في وادي الملوك، دفنت ملكة تدعى "توسرت" وقد حكمت تلك الملكة مصر مدة قصيرة لا تتجاوز عامين تقريبًا.

لكن تلك الملكة جاءت في مدة سيئة من الزمان، فعانت مصر في تلك المدة من الاضطرابات، وانقطاع العوائد المصرية من الخارج، ويرجح أن الملك "ست نخت" عزلها من العرش.

ختامًا، وادي الملوك فيه حتى الآن 63 مقبرة مكتشفة، ونحن نقول فقط مكتشفة، ولا نعلم عن المقابر التي لم تُكتشف حتى الآن، فمن يدري ماذا سنكتشف في ذلك الوادي في المستقبل، لا سيما أن ذلك الأمر ليس جديدًا على مصر، فمصر ليست بلدًا بها آثار، بل آثار بها بلاد.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة