أين تقع مدينة طيبة؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟

مدينة طيبة، أو مدينة الصولجان أو مدينة (واست) أو مدينة (نيوت آمن) أو (نيو آمن) أو (إيونو شيما)، كل تلك الأسماء توصل في النهاية إلى المكان نفسه، إلى مدينة طيبة الأثرية، تلك المدينة التي بسببها أصبحنا نردد الجملة الشهيرة التي تقول «الأقصر فيها ثلث آثار العالم».

اليوم نتحدث في مقالنا هذا عن تلك المدينة، مدينة آلة الزمن، مدينة عندما تدخلها تشعر بأنك لم تعد في عام 2024، بل سافرت بجسدك إلى آلاف السنين، لنأخذ معًا نفحة من نسمات تلك المدينة.

قد يهمك أيضًا ملخص رواية كفاح طيبة.. للأديب نجيب محفوظ

ما المدينة التي يطلق عليها طيبة؟ وما مدينة طيبة حاليًا؟

تعد المدينة التي كان يطلق عليها طيبة في مصر هي مدينة الأقصر، وهي توجد الآن على أطلال مدينة طيبة الأثرية، وكان المصري القديم يصفها باسم المدينة، وذلك لما لها من إجلال أو عظمة.

وكانت تُذكر أحيانا باسم (المدينة الجنوبية)، وذلك حتى يُفرق بينها وبين مدينة (منف) في الشمال.

قد يهمك أيضًا الملك أحمُس

لماذا سميت مدينة طيبة بهذا الاسم؟

في البداية لم يكن المصريون القدماء يذكرون تلك المدينة بذلك الاسم، وإنما كانت لها عدة أسماء على مدار العصور، من أهمها (واست)، ومعنى تلك الكلمة مدينة الصولجان.

ويُعتقد أنها حظيت بذلك الاسم نظرًا لأهميتها بالنسبة للمصري القديم، فيمكننا بكل ثقة أن نقول إنها كانت أهم مدينة في تاريخ مصر القديمة، وكانت لآلاف السنين عاصمة البلاد.

لكن السبب الرئيس لتسمية طيبة بذلك الاسم يرجع إلى الإغريق، فقد كانت تلك المدينة تشبه كثيرًا مدينة (ثيفا) أو (طيبة الإغريقية)، وكان وصفها الشاعر الإغريقي (هوميروس) في ملحمة الإلياذة، وكان الإغريق يسمونها (طيبة من مئة بوابة) أو (مائة بوابة طيبية)، وذلك لكي يفرقوا بينها وبين مدينتهم الإغريقية التي كانت تذكر باسم (طيبة من سبعة أبواب) أو (طيبة من سبعة).

أيضًا يزعم البعض أن كلمة طيبة جاءت من تحريف الكلمة الإغريقية (Θῆβαι) إلى اللغة اللاتينية.

قد يهمك أيضًا تاريخ تأسيس الحضارة المصرية القديمة

بماذا كانت مدينة طيبة القديمة تشتهر؟

كانت تلك المدينة هي الأشهر في تاريخ مصر، وضمت في طياتها عدة أحداث، وسنذكر بعضها في نقاط:

- نشأت تلك المدينة حول معبد الكرنك، وذلك كان من اثنين وعشرين قرنًا قبل الميلاد.

- ظلت عاصمة مصر السياسية من الأسرة الرابعة حتى الأسرة الثانية عشرة، وذلك حين قرر ملوك تلك الأسرة أن ينقلوا العاصمة إلى مكان آخر، وظلت بعد ذلك عاصمة مصر السياسية، إلى أن احتل مصرَ الهكسوس، وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد توحد أمراء طيبة، وطردوا الهكسوس من مصر، وبعدها أعادوا لطيبة أهميتها بأن جعلوها عاصمة البلاد مرة اخرى.

وأيضًا أصبحت مركزًا لعقيدة آمون الجديدة التي فيها أصبح آمون يجمع صفات كل الآلهة مثل (رع) و(بتاح) و(أتوم)، وظلت على هذا الوضع إلى أن نقلت سلطة مصر الاقتصادية إلى مدينة (صان حجر) في عهد الأسرة الواحدة والعشرين.

أيضًا في تلك المدينة مجموعة من المعالم القديمة والحديثة شديدة الروعة، مثل معبد الأقصر ومعبد الكرنك، وأيضًا منظر النيل الرائع في طيبة، ومن المعالم الحديثة الموجودة على نهر النيل متحف الأقصر ومتحف التحنيط.

قد يهمك أيضًا كيف نقلت الملكة حتشبسوت بلاد بونت داخل معبد آمون؟

المعابد الموجودة في مدينة طيبة

يوجد أيضًا بطيبة معبد آمون الكبير الذي كان يعد أهم معبد في تاريخ مصر القديمة تقريبًا، ومن المعالم أيضًا:

 - وادي الملوك والملكات.

- معبد هابو.

- معبد الرامسيوم.

- دير المدينة، وهو قرية كانت لعائلات العمال والبنائين.

- مقابر النبلاء.

- الدير البحري.

- تمثالا ممنون.

- بقايا قصر أمنحتب الثالث، والمعبد الجنائزي له.

- المعبد الجنائزي لحتشبسوت وسيتي الأول ورمسيس الثالث.

- مقابر النبلاء.

اشتهرت مدينة (طيبة) بما يعرف الآن بوادي الملوك التي بدأت قصة الدفن فيه من عهد الملك (تحتمس الأول) في الأسرة الثامنة عشرة، وأخذ الملوك بعده يتوسعون في نحت مقابرهم في ذلك الوادي.

فنجد مقبرة مثل مقبرة رقم 5 مقبرة أبناء رمسيس الثاني، وبلغ عدد الغرف فيها حتى ذلك الوقت 120 غرفة، ولا تزال أعمال البحث والتنقيب بها قائمة.

وأيضًا اشتهرت بالتلال التي نحتت فيها المقابر لكبار موظفي الدولة المصرية القديمة مثل التلال الموجودة في (ذراع أبي النجا) و(العساسيف) و(الخوخة) والشيخ عبد القرنة) و(قرنة مرعي).

قد يهمك أيضًا مدن اختفت عبر التاريخ

لماذا تحولت طيبة إلى الأقصر؟

أما عن الاسم الشائع للمدينة الآن (الأقصر) فقبل أي شيء نحن ننطقه خطاً، فالنطق الصحيح للاسم هو (الأقصر) بفتح الهمزة، وهو الجمع من كلمة قصر، وذلك هو سبب التسمية، فمع فتح المسلمين مصر أطلقوا ذلك الاسم عليها لكثرة المباني الضخمة بها والأعمدة كأنها مجموعة من القصور.

ختامًا، مدينة طيبة لم تكن كنظائرها من بقية المدن، وإنما كانت مدينة غير قابلة للانتهاء أو النسيان، مدينة تقف أمام التاريخ وتقول له، تمهل وسجلني في كتابك، املأ صفحاتك بالحديث عني وعن عظمتي وشموخي، فأنا لست مجرد مدينة تمر عليها مرور الكرام، وإنما أنا حبرك الذي يملأ أوراقك.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة