أين العلم.. وأين الحرية؟

العلم غائب والجهل قائم ما دمنا لا نفهم الصلة الحقيقية التي تربطنا بوجودنا، وهل ندرس علمًا حقيقيًّا أم أنه علم يجعل منا أفرادًا نتسابق على أموال تقيد حريتنا وتدعم صانعها؟ نحن نعلم أطفالنا في مدارسنا الحفظ وليس الفهم كما تعلمنا نحن أيضًا. 

إن ما نحفظه لا بد أن نفهم لماذا نحفظه، لا بد أن نقدم لأنفسنا معيشة تجعلنا لا نتقيد بحرية مقيدة من الزيف والتزين والسباق المخادع في جهل مصيرنا.

نحن نضر بالهواء الذي نتنفسه من أجل زيف حريتنا وزيف تزيننا.. لماذا لا نصنع أشياء تدوم؟ هل من نقص العلم الذي نمتلكه أم من أجل آخرين يريدون الزيف والتفاخر؟ من الذي سمح لنا بإيذاء المخلوقات الحية والتوسع في سجن عقولنا؟ 

ماذا لو...

ماذا لو كانت الطاقة التي نستخدمها من إنتاج تطورنا الحقيقي الذي يجعل منا بشرًا حقيقيين لا نؤذي بيئتنا ولا نؤذي محيطنا؟

ماذا لو كنا عالمين ناظرين مبصرين لما حولنا من تطور حقيقي، نعيش بشرًا كما نريد، وليس كما اعتدنا وجوده؟

ماذا لو تركنا النباتات تنمو في سلام دون قتل حشراتها وحقن جذورها؟

ماذا لو تركنا الحيوانات في بيئتها دون تدخل منا في قتل حريتها؟

ماذا لو كنا أحرارًا حق الحرية، لسنا شاذين ولا متآمرين ولا عبادًا لزيف بصيرتنا؟ 

لا بد أن نكون مالكين قراراتنا الإنسانية وعلمنا الحقيقي؛ فغيابنا عن معنى وجودنا هو ما يؤثر في علاقتنا بأنفسنا، وذلك ينعكس على جميع المعاني في حياتنا.

نحن نرى زيف مشاعرنا ونمزجه بالخداع النفسي وبطبيعة الوجود، كثير منا ما يعتقد أن الطبيعة لا تملك وعيًا حقيقيًّا، ويظن أن الوعي الحقيقي في يديه.. هذا الظن هو العمى بعينه، فالطبيعة تزدهر في كل ثانية تمر عليها، ونحن من نفسد في كل ثانية أيضًا، لقد ظننا أن كل شيء وُجد في الطبيعة لنحصل عليه، ونسينا أننا وُجدنا كما وجد كل ما حولنا، فلماذا يفسد الأسد طبيعة فرائسه إن كان يتغذى عليها؟ 

نحن أفسدنا ونبحث عن بديل لهذا الفساد بفساد أكبر.

المشكلة تكمن بداخلنا وفي أنفسنا، يجب أن نتوقف عن دعم منظومة الطمع، ونبدأ بدعم منظومة الازدهار فقط.. إن تفكرنا ما الذي ننتجه حقًّا وما الذي نحصل عليه من إنتاجنا بطريقة فردية وجمعية.

أيضًا الرسالة الوحيدة التي يجب أن نقدمها لا بد أن تحتوي على تناغم مع الوجود ومع التطور ومع الطبيعة؛ لأن ما نقدمه هو ما نحصل عليه، ويجب أن نصلح أنفسنا حقيقة الإصلاح، وإصلاح النفس يأتي من إصلاح النظرة الحقيقية للكون، بكل ما يحتويه من تناغم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة