أين الطريق؟

صراعٌ بين زوالٍ وازدهار.. وحدةٌ تنتظرك في كلا الطريقين! هل تذبلُ في صمتٍ ويُدفَنُ ألمك معك؟ أم سيتوهجُ نجاحك حتى في طريقة كلامك؟ قرارُك قد يبدو سهلًا، لكن خطواتك المتعثرة تخفي رعبَ الاختيار، طريقٌ ينتهي بصرخةٍ في الفراغ، وآخرُ بتربيتةٍ حنونة.. لكن أتجرؤ أن تخطو؟

هل سبق لك أن وقفتَ في لحظة مصيرية تشعر فيها أن الكون كله يتنفس بأنفاسك، تتسارع دقات قلبك وتشعر أن ثقل الدنيا تجمَّع على كتفيك؟ تلك اللحظة التي يتملكك فيها الخوف من المستقبل. مستقبل تعلم أن مصيره يعتمد على قراراتك فتقف فيها تسأل نفسك: «هل أصير مجرد أثرٍ باهتٍ لمعارك خسرتها لا يعلم عنها أحد ولا يرى من أثرها سوى كدمات غامقة خلفتها في روحي واحتلت ملامح وجهي، أم سأكون شعلةً يتلمَّس الناس نورها في عينيَّ وابتسامتي حتى في طريقة كلامي؟ شعلة يُستضاء بها لكل روح تائهة في مفترق الطرق».

الحقيقة المؤلمة أن كلا الطريقين يحمل في طياته الوحدة. ففي طريق الذبول ستكون وحيدًا مع آلامك التي لا يراها أحد، وفي طريق الازدهار ستكون وحيدًا في قمَّة النجاح حيث يصبح من حولك إما بناةً لأحلامك أو قاطفين لثمار تعبك، لكن الفارق الجوهري هو أن أحد الطريقين ينتهي بك إلى العدم، في حين الآخر يتركك في النهاية مع فرصة لأن تُحتَضَن.

التحدي الحقيقي ليس في الاختيار بين الطريقين، بل في الشجاعة الكافية لبدء الرحلة. فكثيرون يتجمدون عند نقطة البداية، خائفين من المجهول، غير مدركين أن عدم الاختيار هو بحد ذاته اختيار، اختيارٌ بالاستسلام لمشيئة الحياة التي لا ترحم المتوقفين. لكن ماذا لو أخبرتك أن السر ليس في قوة إرادتك، بل في استسلامك الذكي للرحلة؟ استسلامٌ لا يعني الهزيمة، بل يعني أن تثق بأن كل خطوة متعثرة هي جزء من قصتك، وكل جرح هو وسام شرف في معركتك الوجودية.

النجاح هنا ليس مجرد وصول، بل هو كل لحظة تقرر فيها أن ترفع قدمك لتخطوها على الأرض مرة أخرى، هو كل صباح تختار فيه أن تكون زهرة تتفتح على الرغْم من كل العواصف، فبين ذبولٍ قد يبدو مريحًا لأنه مألوف، وازدهارٍ يخيف لأنه مجهول، أين ستضع قلبك؟ وهل أنت مستعد لتحمل وطأة السؤال قبل أن تتحمل وطأة الطريق؟

هذه ليست مجرد كلمات، بل نداءٌ لروحك التي تتوق للتحليق؛ لأن الحياة في النهاية ليست سوى تلك اللحظة التي تقف فيها بين الذبول والازدهار وتختار، وكن على علمٍ أن الاختيار ليس خيارًا في حد ذاته؛ لأنك في النهاية ستجد نفسك مجبرًا أن تسلك أحد الطريقين بإرادتك، وإلا ستدفع بك الحياة إلى طريق لا طاب مسلكه ولا طابت نهايته، وإن توقفت فإن الحياة تستمر وستلحق بك في مكانك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.