لَن أدَعَكِ رَهنَ الصدَفَةِ الّتي تَهذي زُورًا بملء تَجويفِها...
وَتَهمِسُ لَكِ "أن كوني وُجداني"... لأحرُسَكِ فَوقَ حَواشي الحُلم...
وَأطرافِ عُزلَتي الأبَدِيَّة...
وَقَد أومَأَ البَدرُ في أُقصوصَتِه...
إنَّكِ أيقونَةُ السِّحر...
وَتاجُ البَيان...
وَفَراشَةُ نيسان...
وَالوَلَهُ المُشتَعِلُِ في الكَيان...
وَالنِّجادُ يُعانِقُ عَناقيدَ الجَمال...
كَحَسّونٍ يُسابِقُ شُعاعَ الصُّبحِ المُطَرَّزِ بِالأشجان...
وَالجَدائِلُ يُحاكيها سَوادُ غَيهَبٍ مُخَضرَمٍ حَيران...
وَقَلبي يَتَلَوّى وَيَعتَصِرُ وَتيني شَبَقًا...
وَيَتَشَقَّقُ عَن غَرائِزٍ قَضَت مَضجَعَهُ...
وَالمَشهَدُ يَختَزِلُ النِّسيان...
يا قارورَةَ عِطرَيَ المُسجاةِ عَلى كَفِّ القَدَر...
الضَّاربِ في أغوارِ الغَيبِ...
الظَّمأُ خِنجَرٌ في حُنجَرةِ الصَّبابَةِ...
أخبريني يا فوحَ الشَّذى...
بِرَبِّكِ إنَّي يَنصَبُّ في ذاتِي بَهاءُ العُمرِ وِصالًا وَتنجَلي بِبَياضِ ساعِدَيكِ عَلائِمُ شَقائي المَغموسِ في قَضائي الرَّتيبِ كَنَهرِ أحزان...
سَأنصُبُ أمسي المُثقَلِ بالغِياب...
قُربانًا لِغَدي المُفعَمِ بِالأماني...
على سفحِ الخَصرِ المُتَكَسِّرِ غَيدًا..
وَأَشي لَكِ بِأقدَسِ الأسرار...
عَن قُبلَتي فََوقَ اللَّمى...
عَن جَنَّةِ اللهِ في رَوحَينا وَراء الأكوان....
وَأبوحُ بِصَدري عَن سُلالةَ الزَّهرِ القادِمِ مِن قَبلِ ميلاد الوَقتِ وَقَبل الطوُّفان...
يا كأسًا مُترَعَةً بِنَخب سِنيني...
تَندَلقُ عَلى جُروحِ مُهجَتي مِلحًا عَذبًا...
في الهَزيعِ الواهِنِ قَبلَ الضَّمَّةِ الأولى...
فَالإثمُ يا سَنامَ الألَقِ أدَقُّ في عُرفِ العَدلِ مِن رحابَةِ الغُفران...
وَالطّاعَةُ النَّضِرَةُ بُرعُمٌ خداجٌ في جَذعِ العِصيان وباكورَةُ الأغصان...
وَتِلكَ الحُمرَةُ التّي تَتَغَشّى حَوَرَ العُيونِ لَهيبُ الشِّريان...
وَالوَجيبُ يَنسِجُ تََميمَتَهُ...
عَلى إيقاعِ صَوتِكِ المُخمَلِيّ ناموسًا سرمّدِيًّا...
لِيُعلِنَكِ عّندَليبًا لِلوجودِ...
وَيُعلِنَ سُقوطَ عَصرِ البلابل...
وانتهاءَ زَمَنِ الأفنان...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.