نام عمّ حامد مبكرًا حتَّى يصحو مبكرًا للذّهاب لموعد عمل لكي يقدّم في شركة كبيرة في وظيفة عامل نظافة لكي ينظّف حمامات الشركة، وصحي عمّ حامد واستعدّ ولبس أفضل ما عنده ونزل في طريقه للشركة وظلّ يفكر كيف سيدخل لمقابلة المسؤول، وماذا سيقول، وكيف أنه محتاج لهذه الوظيفة جدًا؛ لحاجته الشديدة للمال ولكونه عاطل منذ فترة كبيرة، وكان يمنّى نفسه بالقبول والعمل وفتح باب رزق جديد لكي يحيا حياة كريمة.
وصل عمّ حامد للشركة وصعد لمكتب المسؤول عن المقابلات ودخل وهو خجلان ويتصبب عرقًا، وقابله المسؤول وتبادل معه الحوار ثمّ سأله عن البريد الإلكترونيّ الخاصّ به لكي يرسل له الرد بالقبول في الوظيفة وحتَّى يحضر لاستلامها... ولكنّه تعجّب من الطلب ورد عليه بأنّه ليس عنده بريدًا إلكترونيًا، وليس عنده كمبيوتر من الأساس، وليس له خبرة بهذه الأشياء، فرد عليه المسؤول: طالما ليس عندك بريدًا إلكترونيًا ولا خبرة بهذه التّقنيات الحديثة فأنت غير مؤهل للعمل عندنا ولا الالتحاق بشركتنا واسمها الكبير.
وصدم عمّ حامد وغادر من عنده حزينًا وغاضبًا وناقمًا على ما يلاقيه من الزّمن، وخلال رحيله وسيره بالطريق حزينا تذكّر أن بجيبه يوجد عشرون جنيهًا فأخذهم واتّجه إلى سوق جملة الخضار والفاكهة واشترى خمسة كيلو فراولة ولفّ بهم لكي يبيعهم وباعهم وكسب فيهم عشرون جنيهًا ورجع للبيت وهو سعيد بعض الشيء، ثمّ كرَّر الموضوع ثاني يوم ولكن بعدد أكبر من الكيلوهات وكرَّر الموضوع يوميًا مع تكرار الزيادة حتَّى اشترى تروسيكل لحمل الفاكهة، ثمّ مع الوقت اشترى شاحنة كبيرة، ثمّ فتح شركة لتغليف وبيع الفاكهة الطّازجة وعندها كرَّر أن يقوم بعمل تأمين على الشركة حتَّى يطمئن عليها من تقلبات الزّمن، وجاء مسؤول شركة التّأمين واتفقوا وقال لعمّ حامد... تمام يا فندم ممكن حضرتك تعطي لي البريد الإلكترونيّ الخاصّ بك لأرسل لحضرتك العقد... رد عليه عم حامد مستنكرًا. أنا ليس عندي بريدًا إلكترونيًا، فذهل مسؤول شركة التّأمين وقال له.. كيف وأنت صاحب شركة ليس عندك بريدًا إلكترونيًا؟!! فقال له ضاحكًا... لو كان عندي بريدًا إلكترونيًا لكنت الآن أعمل عامل نظافة مراحيض.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.