لعل عجلة الحياة الدائرة، التي تفرض على المرء كثيرًا من الأمور والأوضاع الخارجة عن إرادته، قد تبعده قليلًا عن عائلته، والأحداث المتلاحقة التي نحياها تسهم في الانفصال الفكري الذي يفرضه عالم التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي الزائف والخالي من التواصل.
ولكن ماذا لو قرر كل شخص التخلي عن بعض الأمور الجانبية، وتخصيص وقت أكبر لعائلته؟ وما فائدة هذا التخلي التي قد تنجم من إفراغ مزيد من الوقت للعائلة؟
في هذه المقالة عزيزي القارئ ستجد عددًا من الفوائد غير الملموسة أو المعتادة التي قد تلفت نظرك؛ لتعيد حساباتك فيما يخص هذا الأمر المهم فعليًّا على حياتك بكل مضامينها ومضاميرها. فالبناء الاقتصادي والمالي والاجتماعي لا ولن يغني عن البناء الأسري والعائلي الذي يمثِّل حجر الأساس في حياة أي إنسان، وإن لم يكن هذا الأساس ثابتًا سيتخلخل البناء ويصبح قابلًا للهدم في أي وقت، وبذلك لن تنفع الأبنية الخارجية في حمايته أو منعه من السقوط.
اقرأ أيضاً طريقة الحصول على حقوقك من أفراد العائلة
فوائد تخصيص مزيد من الوقت للعائلة
1- إذابة الحاجز الجليدي الذي تكوَّن نتيجة انشغال كل شخص في عالمه العملي والاجتماعي.
2- ملء الثغرات الفكرية بين أفراد الأسرة الواحدة، ولا سيما تفهُّم الفروق بين الأجيال؛ ما يجعلك متعايشًا مع العالم المتطور، وفي الوقت نفسه بإمكانك طرح مزيد من أفكارك على أجيال مختلفة؛ ما سيحقق نوعًا من التفاهم والتفهم والإيجابية.
3- شعور الدفء والأمان الذي قد لا يكون ملموسًا على نحو حقيقي، ولكنه محسوس في اللاشعور لدى جميع أفراد الأسرة؛ ما سينعكس إيجابًا على حياتك وحياة أسرتك.
4- اكتساب الخبرات من كل فرد في الأسرة، وبإمكانك أيضًا تبادل خبراتك معهم أيضًا.
5- التعرف على النوازع السلبية والإيجابية لدى أفراد المنزل الواحد، وثبر أغوار الأفكار التي تراود كلًّا منهم، ولربما مساعدتهم في ترتيبها وتنظيمها والاستفادة منها في خضم حياتهم العملية أو العلمية أو الاجتماعية.
6- زيادة القدرة على تفهم الظروف العائلية لا سيما عند الأطفال؛ ما يجعلهم قادرين على تقدير جهد وتعب والديهم، وتقدير الظروف والأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
7- من الممكن أن يتمتع أحد أفراد الأسرة بمهارات ومواهب معينة، فيساعد الآخرين في فهمها أو حتى امتلاكها.
8- هذا النوع من التلاقي العائلي سيكتسب الأطفال عن طريقه القدرة على بناء أسر سليمة في المستقبل.
9- التعرف على أغلب الأحداث اليومية التي يعيشها أفراد الأسرة الواحدة؛ ما يسهم في حل المشكلات التي قد تطرأ مع أحدهم أو حتى تفادي حدوثها.
10- النقاش والحوار البنَّاء والمساعدة في تلبية بعض الاحتياجات لباقي أفراد العائلة في حال الإمكان.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.