عندما يُقرِّر أحدنا الذهاب إلى معرض كتاب من أجل اقتناء بعض الكتب، يتجول أغلبنا في المعرض، يلقي خلالها نظرة يمنة ويسرة على العناوين الموجودة، وهكذا يقضي جل وقته بالنظر إلى العناوين التي تهمه التي لا تهمه.
في هذه المقالة نُسلط الضوء على أهم القواعد وطرق القراءة والتعلم الصحيحة.
اقرأ أيضًا: فوائد القراءة.. تعرف على أهميتها فى الحياة
قائمة باحتياجاتك
في البداية، وقبل خروجك إلى المعرض، يجب أن تكون لديك قائمة باحتياجاتك لكيلا تهدر وقتك وجهدك، وهذا يعني أن تحديد الاحتياجات يقلل الوقت والجهد ويركز العمل على ما تحتاج إليه، وبذلك تكون الفائدة أكبر.
على سبيل المثال، أنا ذاهب إلى معرض الكتاب من أجل اقتناء أحدث الكتب التي تتحدث عن التوحد وكيفية العلاج والتأهيل، لقد حددت الهدف بوضوح، بحيث إذا ما وصلت المعرض، ركزت على هذا الهدف، ولم أشتت نفسي بين عناوين آلاف الكتب التي لا أحتاج معظمها.
من الأشياء التي يجب تعلمها هو معرفة كيف نقرأ، وكيف نمسك كتابًا لقراءته، دون أن نهدر وقتًا دون فائدة تعود علينا. للأسف، كثير منا لا يعرف كيف يقرأ، وهذا ليس عيبًا في ذاته، إنما العيب أن نبقى إلى الآن دون بحث ومعرفة كيف نقرأ وماذا نقرأ، وهناك في هذا الصدد العشرات من المؤلفات، إن لم تكن المئات التي تشرح هذه النقطة تحديدًا.
اقرأ أيضًا: كيف نقرأ بإنتاجية أكبر
نوعية القراءة
في هذه النقطة تحديدًا، يُقدِّم الدكتور طارق السويدان -المفكر العربي- نصيحة قيمة للشباب والكبار ممن لديهم رغبة في القراءة، وهي تقسيم القراءة إلى نوعين: الأول فيما يخص مجال اهتمامك، بنسبة 50% في، والخمسون الأخرى تكون موزعة على مجالات أخرى متنوعة.
ولهذا أسباب عدة، أولها أنه كلما قرأ الإنسان في مجاله ازداد علمًا ومعرفة ودراية في هذا المجال، وكلما توسع المرء في قراءة العلوم الإنسانية، زادت الحكمة لديه. وهذه قاعدة مهمة وملخص خبرات لعلماء ومفكرين، وهي أن العلوم الإنسانية هي التي تصنع منك حكيمًا وليست العلوم الطبيعية.
طرق التعلم
إذا طرحنا هذا السؤال على القراء الأعزاء، وأرجو منكم الرد في التعليقات أسفل هذه المقالة: ما أهم مهارة يجب أن يتعلمها المرء وأقصد هنا العلوم الدنيوية؟
أهم مهارة يحتاج إليها الشباب العربي هي تعلم كيف يتعلم. لذلك يُقال في الأمثال الشعبية: "لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطاد".
هذا المثل جميل ومعبر وهادف، ولكن يوجد مثل أكثر قوة وفائدة، كما يقول السويدان: "لا تعطني سمكة، ولا تعلمني كيف أصطاد، ولكن علمني كيف أتعلم".
يجب أن يعرف شبابنا وأبناؤنا منذ الصغر أن كل المجالات والعلوم يمكن تعلمها، ما دام هناك رغبة وإرادة وعزيمة لتحقيق ذلك.
إذا علمنا أن المتوسط العالمي للقراءة هو 200 كلمة في الدقيقة الواحدة، فإن التدريب يمكن أن يرفع هذا الرقم إلى 400 كلمة في الدقيقة، بالقدر نفسه من الفهم، وهذا مهم جدًّا وفائدته كبيرة لمن يريد قراءة عشرات الكتب المفيدة في وقت وجيز.
توجد أيضًا طريقة مهمة في تلخيص الكتب، وهي إحدى الطرق الرئيسية في التعلم، وأشهرها طريقة كورنيل، وهي كيفية تلخيص محاضرة أو كتاب في صفحة واحدة.
التدريب على كيفية التعلم سهل وبسيط، ويمكن في غضون خمسة أيام تعلم هذه الطرائق، وتوجد طريقة تحتاج شهرًا، لكنها ستغير حياتك للأفضل. وهذا ما يجب على المسؤولين في بلادنا العربية إدخاله في المناهج الدراسية لتدريب الأطفال عليه في سن مبكرة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.