أهم خصائص مسرحيات وليام شكسبير

يعد شكسبير واحدًا من أهم الكتاب المسرحيين، فأعماله المسرحية واحدة من أهم الأعمال الأدبية العالمية على الإطلاق، وعلى مر التاريخ. وتتميز أعماله بعدد من الخصائص، التي تظهر واضحة في كل مسرحياته وأعماله، وفي هذه المقال عزيزي القارئ وفي السطور القادمة نقدم لك أبرز الخصائص التي تميز مسرحيات الكاتب المسرحي المميز وليام شكسبير.

أهم خصائص مسرحيات وليام شكسبير

أولًا: التعمق في النفس البشرية

يعد وليام شكسبير واحدًا من أشهر وأمهر الكتاب الذين تناولوا الطبيعة البشرية، وقدموها على خشبة المسرح.

فمن خلال مسرحياته، قدم لنا شكسبير عددًا وكمًّا هائلًا من المشاعر العميقة، التي ركزت على النفس البشرية بما تحمله من ضغائن ومشاعر طيبة، وميول للخيانة، فقدم شكسبير جانبي الخير والشر من الطبيعة الإنسانية، كشخص محترف، وكأن الشخصية قطعة صلصال يشكِّلها بيده.

ولو ألقينا نظرة سريعة على الشخصيات التي قدمها وليام شكسبير على مسرحه سنجد أشهرها شخصية هاملت، تلك الشخصية التي أظهرت الصراع الداخلي والتردد ما بين الواجب الأخلاقي والرغبات والنزعات الداخلية والشخصية التي يمكننا وصفها بالأفعال البشرية الحقيقية، تلك الدوافع المسؤولة عن تحريك الإنسان.

فدارت شخصية هاملت برسم من شكسبير، وتعمق في دواخل الشخصية بدرجة تجعلها نموذجًا قريبًا جدًّا من الشخصية البشرية، وتجاربها اليومية.

ثانيًا: تنوع الموضوعات

واحدة من أشهر السمات المميزة لمسرحيات الكاتب الكبير وليام شكسبير، هي تنوع موضوعاته، فلا يمكننا وصفه بكاتب مسرحي متخصص في نوع واحد من المسرحيات، وذلك كونه متميزًا في جميع الأنواع والأنماط المسرحية التي قدمها.

فنجده مثلًا بارعًا في تقديم القصص الرومانسية وقصص الحب كما في روميو وجوييت، وبارعًا في تمثيل السلطة والطموح البشري كما في ماكبث، والانتقام والعدالة كما في هاملت، وكلها موضوعات مختلفة عن بعضها بعضًا، حتى وإن اشتركت في تقديم النفس البشرية بشكل من الأشكال، لكن اختلفت زاوية التناول من شخصية لأخرى، ما أعطى كتاباته أشكالًا متعددة وغير محصورة في نوع واحد من الأعمال.

ثالثًا: التفنن في قلب الحقائق والثوابت

برع وليام شكسبير في إضفاء صورة على كل الشخصيات الموجودة، وفي الوقت نفسه كانت الصدمة تحدث بعد أن تعرف حقيقة الشخصية التي قدمها في النهاية، أو شخصيتها الخفية.

فمثلًا مسرحية من مسرحياته وهي الملك لير، يظهر فيها وليام شكسبير كيف يمكن للخداع والخيانة أن يدمرا العلاقات، ويظهر ذلك أيضًا في ماكبث بما سمي بوهم القوة، أو توهم القوة.

فكانت دومًا مسرحياته صادمة، وشخصياته تحمل بين طياتها نوعًا من الغموض، ينكشف مع الوقت، بدرجة تجعلك تقف منبهرًا أمام تلك اللوحة الفنية التي رسمها وشكَّلها شكسبير.

رابعًا: التلاعب باللغة

تلاعب وليام شكسبير باللغة، واستخدمها استخدامات مختلفة، وبطريقة تحمل أكثر من معنى، غير أنه استخدم كلمات بمعانٍ أصبحت جزءًا من الإنجليزية الحديثة، فمثلًا كلمة bloody، استخدمها شكسبير تعبيرًا عن الدموية والعنف، ومن وقتها أصبحت تلك الكلمة، تحمل معنى العنف أو الدموية، وانتشر استخدامها بين الناس في الحياة العادية، تعبيرًا عن عظمة شكسبير في التلاعب والتفنن في اللغة.

خامسًا: استخدام الرمزية والصور الحسية

في كثير من مسرحياته يستخدم وليام شكسبير الرمزية في مسرحياته، تدليلًا على ما يقدمه من فكرة، فمثلًا نجد مثالًا على لك ما حدث في مسرحية ماكبث، من استخدام الدم والعطور، وحمل كلاهما معاني ومدلولات مختلفة تتناسب مع الشخصيات المقدمة.

فمثلًا نجد أن الدم في ماكبث تعبير عن الذنب الذي يسيطر على شعور ماكبث، أما العطور العربية فنجدها أيضًا حملت مدلولات مختلفة كعدم قدرتها على التخلص من الرائحة في يديه، وهو ما يرمز إلى انعدام طريق الغفران أمام ماكبث، أما رائحة الدم فعبرت عن الأزمة الأخلاقية في حالة الليدي ماكبث.

سادسًا: الترابط بين المواضيع

على الرغم من أن شخصية ماكبث كانت تدور حول الطموح والسلطة، فإننا نجد أن شخصية كشخصية الليدي ماكبث مثلًا أشارت إلى أهمية القرارات الفردية، وتأثيرها في باقي الأحداث والمواضيع.

فباختصار، أعمال شكسبير المسرحية تميزت بالعمق، والتفرد، والتعقيد في كثير الأحيان، لكن اتفق الكل على أن تلك المسرحيات خلقت حالة مميزة ورائعة في الكتابة والتقديم، وأضفت سحرًا خاصًا على الشخصيات والمواضيع كذلك، وهذا ما يبقي أعماله حية حتى الآن.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة