تتيح لك تقنيات السرد القصصي تسخير عناصر القصة القصيرة من أجل نجاحها وانتشارها بين قطاع كبير بين الجمهور.
وتختلف طريقة السرد بين كاتب وآخر، وهذا ما يجعل طريقة سرد مفضلة عن طريقة أخرى، فهل وجدت نفسك غير مرتاح لكتابة قصة معينة، في حين يتلاشى هذا الشعور في قصة أخرى؟
إن العامل الأساسي في الارتياح لكتابة قصة معينة دون الأخرى هو تقنيات السرد القصصي، إذ تتضمن هذه التقنيات طريقة كتابة الحوار في القصة وطريقة تسلسل الأحداث، فهي لا تتحكم في الأحداث ولكنها تقدمها بصورة جديدة ليسهل على القارئ التفاعل معها.
اقرأ أيضًا:
ما السرد القصصي؟
السرد القصصي هو الحكي، فمن يجيد الحكي يجيد السرد بالطبع، ويحتوي السرد القصصي على شقين: الشق الأول هو المحتوى، وهو تلك الأحداث الخاصة بالقصة، فيجب أن يتضمن سرد أحداث القصة وتسلسلها.
أما الشق الثاني فهو الطريقة التي يحكي بها الكاتب هذه الأحداث.
وتوجد عدة طرق من أجل كتابة القصة من جهة الأحداث وأيضًا كتابة الحوار في القصة، فمن الممكن أن تتكلم بطريقة المخاطب، أو كأنك أحد أبطال هذه القصة، وهي من الطرق المفضلة مؤخرًا لدى كثير من القراء.
ومن الكتاب من ذهب بهذه الطريقة إلى جانب آخر، وهو أن يتقمص دور واحد من الشخصيات المساعدة أو الثانوية في القصة، ويحكي ويتحدث عن أبطال القصة، مع التركيز على الشخصية التي تمثل محور الأحدث.
وتختلف طريقة الحكي بين شخص وآخر، ومن خلال الحديث عن السرد القصصي ينبثق أمامنا جانبان آخران، وهما السارد والمسرود له.
فالسارد هو من يحكي، وفي هذا الأمر ينقسم الكتاب، إذ يذهب كل كاتب إلى الطريقة التي يفضلها، إن كان يريد السرد من وجهة نظر أحد أبطال القصة القصيرة أو من وجهة نظر الراوي نفسه، وهو مؤلف القصة.
أما المسرود له، فمن الممكن أن يكون شخصًا مجهولًا يوجه الكاتب الحديث له في أثناء حكي أحداث القصة، وفي الفقرة التالية سوف نتحدث عن تقنيات السرد القصصي.
اقرأ أيضًا: تعرف إلى أسس كتابة القصة القصيرة وأهم عناصرها
ما تقنيات السرد القصصي؟
تقنيات السرد القصصي هي طريقة حكي القصة، فعندما تحكي القصة التي ألَّفتها فإنك تسهب في الحديث، ولكن في النهاية تلتزم دون أن تشعر بإحدى تقنيات السرد القصصي، وهي تلك الإستراتيجيات المتبعة عند سرد القصص القصيرة، ومن أشهر هذه التقنيات:
السرد المتسلسل
تهتم هذه التقنية بالتسلسل الزمني، حيث تبدأ القصة بالزمن الأقدم وتنتهي عند الزمن الأحدث دون أن يحدث أي تداخل في الزمن، أي لا يُستبدل حدث جديد بحدث أقدم، أو العكس، ويراعى هنا التسلسل الصحيح للزمن وترتيب الأحداث وفقًا لذلك.
السرد المتقطع
تختلف هذه الطريقة عن طريقة السرد المتسلسل، إذ لا يلتزم السارد هنا بترتيب الأحداث وفقًا لتسلسل الزمن، فزمن الحكاية يختلف عن زمن القصة ذاتها، ومن الممكن أن يبدأ بأحدث حدث في القصة، ويعتمد في باقي السرد على تقنيات الحذف والاسترجاع وتلخيص الأحداث القديمة، والإسهاب في الأحداث التي يجب ذكر تفاصيلها.
السرد بالتناوب
وهنا يحكي الكاتب القصة بأكثر من وجهة نظر، أي يحكي أكثر من بطل في القصة جزءًا من القصة، ويتناوبون معًا في حكي أجزاء القصة وتكملة السرد وصولًا إلى النهاية، وقد رأيت هذه التقنية في ثلاثية غرناطة للكاتبة الراحلة رضوى عاشور.
اقرأ أيضًا: أساسيات كتابة القصة القصيرة والفرق بينها وبين الأقصوصة
كيفية كتابة الحوار في القصة
إحدى تقنيات السرد القصصي إتقان كتابة الحوار في القصة، وعندما نتحدث عن كتابة الحوار فلن نقدم للكاتب العصا السحرية التي يضرب بها فيخرج حوارًا ممتعًا متكامل الأركان، بل نقدم له مجموعة من التعليمات التي يجب اتباعها لكي يخرج حوارًا قويًّا يتناسب مع أحداث القصة، ويعبر عنها دون كلفة أو مبالغة.
ويمر الحوار في القصة بمرحلتين، وهي مرحلة التجهيز قبل الكتابة، ومرحلة الكتابة.
مرحلة التجهيز قبل الكتابة
هي مرحلة الاطلاع على عدد من الروايات والقصص القصيرة، لا سيما تلك التي تدور في فلك النوع نفسه الذي تريد كتابة القصة في إطاره.
ولكن، يجب أن تتابع وتطلع على طريقة الحوار في فنون مختلفة، مثل فنون السينما والمسرح، فهي تعد بمنزلة التغذية الراجعة بالنسبة لك، وسوف تكون مرجعًا لك ومقياسًا لجودة الحوار، وعليك أن تجري بحثًا ودراسة مستفيضة قبل كتابة الحوار في القصة.
ويجب عليك دراسة شخصيات أبطال القصة دراسة مستفيضة، فكتابة الحوار في القصة تعتمد في الأساس على طبيعة تلك الشخصيات وميولهم الإنسانية والعاطفية، فكل العوامل المحيطة بهم تؤثر في الحوار.
مرحلة الكتابة
يجب أن تبتعد في أثناء الكتابة عن الكلفة والمبالغة، فإن البساطة دون إهمال مهمة للغاية وقادرة على توصيل المشاعر لدى القراء.
وأيضًا يجب أن ننوه بأمر مهم بعيدًا عن صلب الحوار، ولكنه لا ينشق عنه، فلا يصح وصف حالة القائل في أثناء قوله الجملة الخاصة به، ويجب أن يخدم الحوار أحداث القصة ولا ينفصل عنها في أي مرحلة من مراحلها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.