إن سن المراهقة هي أخطر سن يمر بها الشخص على مستوى حياته. بل إن معظم المشكلات النفسية تحدث في هذه السن. ويمكن أن تستمر معه في المراحل التي تعقب هذه المرحلة.
لذلك، يجب التعامل بحرص مع هذه المرحلة والتعرف على أهم نصائح التعامل مع المراهقين في سن البلوغ.
تتميز مرحلة المراهقة برغبة الشخص في الحصول على مكانة كبيرة بين المحيطين به، وأيضًا بعدم الانصياع للأوامر والقواعد التي تحكم المجتمع الذي يعيش بداخله.
فكيف لنا نحن الكبار أن نتعامل مع المراهق؟ هل الحل هو الإجبار واستعمال العنف؟ أم أنه يوجد سبل أخرى في التعامل؟
أهم نصائح التعامل مع المراهقين في سن البلوغ
من الأمور التي لا بد من أخذها في الاعتبار أن التعامل العنيف مع الولد أو البنت في سن المراهقة سوف يكون له أثر سلبي على مستوى شخصيته وعلى مستوى العلاقة بينه وبين أفراد البيت.
لذلك، ضع النصائح التالية في الحسبان للوصول إلى أفضل النتائج مع المراهق أو المراهقة والتعامل معهم على النحو الأمثل.
استمع للمراهق
يشعر المراهق في سن البلوغ بأن له شخصية كاملة، على الرغم مما بها من نواقص لن تكتمل إلا عندما ينخرط في سن الشباب، وعلى الرغم من ذلك لن يكون مدركًا لهذا النقص.
ومن هنا، لا بد من أخذ هذه الجزئية في الاعتبار والتعامل معه على أنه شخص كبير وليس ذلك الطفل الصغير الذي يعتمد على الآخرين في كل شيء.
قد يكون من أصعب المواقف عندما تستمع لمشكلة يكون هو طرفًا فيها، ولا سيما إن كانت هذه المشكلة تخصك مباشرة، حيث يلجأ معظم الأشخاص إلى التعامل بقسوة وعنف مع المراهق.
وهذا بالتأكيد سوف يكون له نتائج عكسية لا يُحمد عقباها. أو يمكنه ضبط النفس والاستماع على نحو فعَّال للمشكلة على لسانه دون مقاطعة أو إبداء رأي أو إسداء أي حكم على ما يقوله.
ويكون العقاب بعد ذلك على قدر المشكلة التي تسبب فيها حتى لا يشعر بالظلم، ومن ثم تتوتر العلاقة بين الوالدين وبين المراهق ويبحث عما ينقصه من الاهتمام والاحتواء في مكان آخر خارج نطاق الأسرة.
احترام التغيرات الهرمونية في مرحلة المراهقة
كن على علم أنه تحدث تغيرات هرمونية على مستوى الجسد وعلى مستوى النفسية والحالة المزاجية.
فيمكن أن تجد المراهق دون أسباب واضحة يشعر بالإحباط وعدم القدرة على التحدث حديثًا مطولًا في موضوع مهم مهما بلغت درجة أهميته، أيضًا فالمراهق له خصوصية وأشياء لا يطلع أحد عليها.
تتقلب الحالة المزاجية للمراهق باستمرار، فيمكن أن يعيش مشاعر الحماسة والفرح والحزن، أو الضيق وعدم احتمال الآخرين في اليوم نفسه. لذلك، عند التعامل مع المراهق يجب أن نضع في اعتبارنا هذه التغيرات الفجائية، ونتعامل معه على هذا الأساس، ونسامحه على التجاوزات المقبولة في هذه المرحلة.
لكن يجب تحديد الحدود التي ينبغي ألا يحيد عنها مهما ساءت حالته المزاجية، وعند تخطي هذه الحدود فإن أفضل عقاب ليس الضرب أو الإهانة، بل التجنب والتجاهل مدة من الوقت، ثم التحدث معه بلطف.
التشجيع المستمر
تحدثنا فيما سبق عن أن المراهق دائمًا ما يبحث عن الاستقلال بذاته واتخاذ القرارات التي تخصه بنفسه دون الاعتماد على أحد.
وهنا، ينبغي ألا نجبره على شيء أو نفرض عليه رأيًا معينًا، حتى إن اتخذ قرارًا يحمل بعض الضرر المقبول فدعه يخض التجربة ويتعلم منها.
يجب تشجيع المراهق وحثه على المضي قدمًا نحو الأهداف التي يتطلع إليها، وعدم إحباطه عن طريق توبيخه الزائد عن اللازم في حالات الفشل.
ويجب أن تستوعب أنه سيخطئ وسيخسر، وقد تخسر معه بعض الأشياء، لكن كن على علم أن هذا الأمر يجب أن يكون في حدود، حيث إنه توجد كثير من المواقف التي لا تحتمل الخطأ، وهنا يجب أن تتدخل بنفسك.
ولكن إن حدث ذلك فيجب التحدث بلين مع المراهق؛ لكي يفهم ويدرك لماذا قمت بذلك. وإذا لم تمنحه الفرصة لكي يتصرف بمفرده في هذا الأمر، فيجب أن يدرك أنه توجد حدود للضرر الذي يمكن أن يقع فيه، وإن تخطى هذه الحدود فلا عيب في أن يطلب المساعدة ممن هم أكثر منه خبرة.
التواصل المستمر والفعَّال
وهي خطوة مهمة لكي تنجح النصائح السابقة. فإن كنت تريد تشجيع المراهق على الاستماع الجيد والتواصل المكثف، فلا بد أن تكون أنت أقدر على التواصل المميز معه.
ومن منطلق التواصل الجيد أن تتواصل بلغة الجسد التي تؤكد للمستمع أنك في قمة التركيز والانتباه، فيتشجع على إكمال التواصل معك.
فإن كنت تسمع للمراهق، ابدأ في إظهار الإيماءات التي تدل على الانتباه، وأظهر لغة الجسد التي تُشعره بالراحة في التحدث إليك حتى يكمل حديثه إلى النهاية ويفرغ كل ما في جعبته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.