إن تكوين شخصية الفرد على ما عليه يحتاج إلى كثير من التعلم والخبرات الطويلة الناتجة عن التجارب التي يمر بها الإنسان، وهذه الخبرات والتجارب تسهم في تكوين شخصياتنا وتنعكس على تعاملنا مع الوسط المحيط الذي نعيش فيه، سواء كنا في بيئة العمل أو محيط الأسرة والعائلة.
وتتدرج تحت تكوين الشخصية مختلف الشخصيات التي ذكرناها في مقالات سابقة وحددنا صفاتها، والشخصية القوية هي من أسمى الشخصيات التي تؤثر وتتأثر بمختلف الظروف والعوامل، وتبقى كما هي دون أن تهتز أو تتغير.
أهم مصطلحات تكوين الشخصية القوية
وقد أوضحت الدراسات النفسية عدة مصطلحات متداخلة ومترابطة في تكوين وبلورة الشخصية القوية، ومن هذه المصطلحات:
أولًا: تقبل الذات
والمقصود بتقبل الذات أي إن يتقبل كل واحد منا هيئته التي خلقه الله عليها، فهو خلقنا في أحسن صورة، وأن نتقبل عقلنا وقدراتنا والظروف والأسرة التي نعيش فيها.
ثانيًا: توكيد الذات أو تأكيد الذات
والمقصود بها أن نقول ونفعل ما نؤمن به، أي نتحدث ونتحرك وفقًا لمشاعرنا. على سبيل المثال، إذا غضب أحدنا وتظاهر بالرضا، فهنا لم نؤكد ذاتنا لأننا سكتنا عن هذا الغضب وكتمناه بالتظاهر بأننا راضون به.
ثالثًا: تقدير الذات
والمقصود به هنا رأينا في ذاتنا وشعورنا بالقيمة دون الحاجة للنجاح في شيء قمنا به، أو انتظار الثناء من الآخرين، فهو ليس تقديرًا لذاتنا بل تخفيضًا لها.
رابعًا: الثقة بالذات
أي الثقة بأننا قادرون على فعل شيء ما أو أمر نرغب فعلًا في القيام به، والثقة هي شعور بالقدرة مع امتلاكها؛ لأن امتلاك هذه القدرة دون الشعور بها هو احتقار، والشعور بالقدرة دون امتلاك حقيقي لها اغترار، أما عدم القدرة وعدم الشعور بها، فهو يدل على وعي الفرد بما يملك وما لا يملك.
وبذلك، فإن شرح معنى المصطلحات الأربعة باختصار هو:
- توكيد الذات متعلق بالتعبير عن الشعور.
- تقبل الذات متعلق بالرضا عن العيوب والمحاسن سواء في الشكل أو الإمكانات أو القدرات.
- الثقة بالذات متعلقة بامتلاك القدرة على الأداء والشعور بامتلاك تلك القدرة.
- تقدير الذات متعلق برأينا في ذاتنا وأهميتها والقيمة التي نصنعها لأنفسنا.
ومن هذه النقاط الأربع، تُعرف الشخصية القوية بأنها تلك الشخصية التي تمتلك الحد اللازم من النقاط الأربع المذكورة، وتستخدمها باتزان في المواقف المختلفة ومع الأشخاص، مهما كانت طبيعة المشاعر تجاههم.
أيا كانت العوامل والمصطلحات التي تدخل في بناء الشخصية القوية؛ فإن الظروف والواقع وبالذات إن كان صعبًا هو ما يسهم في بناء قوة شخصيتنا، مع التأكيد على أهمية المصطلحات المذكورة في بنائها. باختصار، هذه الحياة تحتاج فعلًا إلى أن نكون أقوياء فلا مكان للضعفاء.
مرحبا من جديد صديقتي العزيزة، دمتي مبدعة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
اشكرك يا غاليتي على دعمك لي ودمتي بالف خير ومبارك عليكي وعلى كل اصدقائنا الشهر الفضيل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.